عاصم الطخيس

كشف المستور مع المسلسل الوثائقي (Wormwood)

الثلاثاء - 02 مارس 2021

Tue - 02 Mar 2021

لكل المهتمين بخفايا الحرب الباردة وما كانت تُحيكه وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) من أجل الوصول إلى طُرق جديدة في استخراج الاعترافات ممن يمسكون بهم من جواسيس وغيرهم ممن يهددون أمن الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن المسلسل الوثائقي (Wormwood) يعطينا لمحة أخرى عما تقوم به (CIA) حتى لعملائها، خاصة عُلمائها الذين يطورون عقاقير وطرقا للتلاعب بالعقل لكشف ما يحمله الشخص من معلومات.

في هذا المسلسل الوثائقي يتم تسليط الضوء على أحد العلماء والذي كان ضحية لتطوير مشروع (MK-Ultra) المختص بالتحكم بالعقل، كما أنهم كانوا يستخدمون عقار (LSD) وعقاقير أخرى لجمع المعلومات مصحوبة بالتعذيب النفسي.

المسلسل الوثائقي (Wordwood) الذي أنتج عام 2017 م، تدور أحداثه في عام 1953م أثناء الحرب الباردة، حيث كان العالم فرانك أولسن (Frank Olson) يعمل لدى الجيش وقتها، ولكنه لقي حتفه بعد أن سقط من نافذة الفندق ليلقى مصرعه على الفور.

إلا أنه في عام 1975م، ظهر تقرير أحدث ضجة كبيرة، يربط وفاة العالم بتجارب سرية للغاية تقوم بها الولايات المتحدة آنذاك.

المسلسل يتكون من 6 حلقات ومن كتابة كل من كيران فيتزجيرالد (Kieran Fitzgerald)، ستيفن هاثاواي (Steven Hathaway) و مولي روكوس (Molly Rokosz) ومن إخراج إيرول موريس (Errol Morris).

ما يميز هذا المسلسل أنه لم يكن تقليديا في البحث عن الجريمة، خاصة أنها بالغة التعقيد، بل ذهب للمصدر الأساسي الذي أفنى حياته من أجل الوصول إلى حل لفك لغز وفاة العالم فرانك أولسن، ومن يكون غير الابن إريك أولسن (Eric Olsen) الذي ظل مهووسا في جمع كل ما يستطيع من معلومات لتأكيد مقتل والده على يد الحكومة الأمريكية وبعد بحث وجهد جهيد، استطاع إريك أن يخرج في الإعلام، ويقول وبشكل دقيق إن مقتل والده كان على يد الحكومة الأمريكية لأسباب غير واضحة.

التغطية الإعلامية كان لها وقع كبير على الرئيس الأمريكي آنذاك، جيرالد فورد (Gerald Ford) الذي استدعى العائلة كاملة والمكونة من أربعة أشخاص للجلوس مع الرئيس في البيت الأبيض في مكتب العمليات ودار الحديث عن تعويض العائلة بمبلغ لإسكاتهم وعدم ظهورهم إعلاميا ونسيان مقتل والدهم.

مكث إريك أكثر من أربعة عقود وهو يحاول معرفة ما إذا كان والده قد قُتل عمدا أم هو من قام برمي نفسه من نافذة الفندق لتتكشف خفايا جديدة نطق بها أحد المرافقين لوالده ليلة مقتله، وهو أنه دخل رجلان مجهولان «مرتزقة – قتلة مأجورون» للغرفة وهما من قاما بقتل والده بإلقائه من النافذة.

إريك كان ينتقل بين السويد بلده الأصلي والولايات المتحدة لحضور عزاء وفاة شقيقته وشقيقه ووالدته على مر السنين، إلا أن ذلك لا يفيد بعد فوات الأوان.

من كلام إريك المحزن أنه يقول: «أشعر بالخوف أن أعرف الحل لأنه بعد ذلك، لا أعلم ماذا أفعل، فحياتي كلها مبنية على فك شيفرة ما حصل لوالدي. فعند معرفتي النتيجة النهائية، لا فائدة من بقائي حيا».

AsimAltokhais@