شاكر أبوطالب

تقرير الشك وعدم اليقين!

الاحد - 28 فبراير 2021

Sun - 28 Feb 2021

«نفترض»، «نبني هذا التقييم»، «نتوقع»، «من المحتمل»، «ربما»، «لا نعرف إلى أي مدى»، «نظن».. بهذه الأدوات المربكة والعبارات المشككة خرج تقرير وكالة الاستخبارات الأمريكية، الذي كانت تنتظره بعض المنظمات والدول لاستخدامه ضد المملكة العربية السعودية، لمواصلة حملتهم المسعورة من خلال وسائل الإعلام وتطبيقات التواصل الاجتماعي، على شخص الأمير محمد بن سلمان، الذي يمثل برؤيته المستقبلية وطموحه تهديدا مباشرا لتلك الدول التي لا تريد للمملكة ولا للمنطقة أي خطوات متقدمة في مسار التنمية المستدامة.

وفي الوقت الذي كان من المفترض فيه أن يلبي التقرير رغبات العصابة الإعلامية وتجار الأزمات، جاء التقرير خاويا وضعيفا، إذ تم توظيف معظم التعبيرات الشائعة الاستخدام في اللغة الإنجليزية الدالة على التكهن والتخمين والاحتمال، عبارات تنسف كل ما قبلها وما بعدها، ولا تثبت أي شيء، وتؤكد حالة الارتباك التي تعيشها الاستخبارات الأمريكية، وتشير إلى تواضع الأداء والمخرجات لشرطي العالم.

ويتسم محتوى التقرير برداءة الشكل والمضمون، وضعف البناء والأسلوب، وخلوه من المعلومات والحقائق والأدلة، والتقرير بهذه السمات يشير إلى تدني مستوى الرصانة والموثوقية للذراع الاستخباراتية لواحدة من أبرز الدول العظمى في الوقت الراهن، والتي كرست كل قواها الصلبة والناعمة لتعزيز هويتها وصورتها الذهنية كقائدة لجميع الدول والمجتمعات البشرية.

هذا التقرير لا يمكن أن يصدر حتى عن الصحافة الصفراء «صحف التابلويد»، التي تنتهج أسلوب الإثارة والشائعات، والتلاعب بالكلمات والمعلومات في صناعة المحتوى، عوضا عن الالتزام بالمهنية والمصداقية والرصانة.

إن أنسب عنوان لهذا التقرير، هو «الشك وغياب اليقين»، حيث خلا تماما من الأدلة والحقائق، ولا يمكن بأي حال من الأحوال وصف محتواه بأنه مبني على تقييم استخباراتي، لأن أي تقييم مهني رصين يجب أن يستند على الأقل إلى معلومات سليمة، ومقدمات صائبة، واستنتاجات منطقية، وليس إلى تكهنات واحتمالات لا أصل لها ولا أساس.

يستند التقرير على التخمين والحدس، نتيجة لغياب المهنية والمصداقية والمعلومات، وبالتالي تمت صياغة محتواه على أساس توقع بعض الأشياء، التي قد تحدث وقد لا تحدث؛ لأنه لا دليل ملموس أو حقيقي على تلك التكهنات والاحتمالات، وليس هناك أي برهان على النتيجة المتوصل إليها في التقرير، وكان ينبغي على مستشاري الإدارة الأمريكية الحالية الانتباه قبل تمرير هذا التقرير، لأن التخمين لعبة خطرة جدا، خاصة حينما يتعلق بقرارات مصيرية أو علاقات دولية.

ورغم ما سبق كله؛ تستمر فصول المسرحية الهزلية، ليواصل المرتزقة هجومهم المنظم والمستمر على السعودية، ومحاولاتهم البائسة للنيل من سمعة ولي العهد، لأنهم يعلمون بأنه قائد قوي يملك رؤية مختلفة لصناعة مستقبل أفضل للمملكة، وقطع الطريق على المشاريع السياسية التي تخطط لتدمير المنطقة وإسقاط الدول وتفقير الشعوب.

والمتابع لردود الفعل تجاه التقرير، سيجد بأن المحتوى الساذج لا يمكن أن يجد طريقه إلى العقول المنطقية، مهما بلغت أهمية الجهة التي صنعته ونشرته، وحتى مع تجييش آلاف الحسابات في وسائل وتطبيقات التواصل الاجتماعي، ومواصلة تمريره والمحافظة عليه في صدارة نتائج محركات البحث الإلكترونية.

وبالتالي فإن التقرير وما سيحدث بعده؛ وما حدث قبله، إنما هو نتيجة طبيعية لعملية الإصلاح والتنمية التي ينفذها الأمير محمد بن سلمان في السعودية لاستعادة مكانتها القيادية والريادية في العالم.

shakerabutaleb@