هل يكافئ بايدن إيران على ابتزازها؟

نيويورك بوست: الرئيس الأمريكي يقدم غصن زيتون رغم استمرار السلوك الشرير رد أمريكا على مهاجمة قاعدتها العسكرية ومقتل وجرح 10 متعاقدين مثير للدهشة طهران لن تتوقف عن الكذب وتواصل انتهاك الاتفاق وتخصيب اليورانيوم وول ستريت جورنال: الاستراتيجية الجديدة بمثابة اختبار لسياسة استرضاء الأصدقاء
نيويورك بوست: الرئيس الأمريكي يقدم غصن زيتون رغم استمرار السلوك الشرير رد أمريكا على مهاجمة قاعدتها العسكرية ومقتل وجرح 10 متعاقدين مثير للدهشة طهران لن تتوقف عن الكذب وتواصل انتهاك الاتفاق وتخصيب اليورانيوم وول ستريت جورنال: الاستراتيجية الجديدة بمثابة اختبار لسياسة استرضاء الأصدقاء

الاثنين - 22 فبراير 2021

Mon - 22 Feb 2021

فيما واصل نظام الملالي الإيراني مؤامراته التخريبية والإرهابية في المنطقة، ومد وكلائه بالسلاح والدعم لضرب المدنيين الآمنين، لا تزال إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن مصممة على الجلوس إلى طاولة واحدة مع إيران والتفاوض معها حول خطة العمل الشاملة المشتركة المعروفة باسم الاتفاق النووي.

وتجاهلت الإدارة الأمريكية الجديدة حلفاءها في المنطقة ومصالحها التي تضرب يوما وراء الآخر، وأبدت مرونة غريبة في التفاوض مع الشركاء الأوروبيين لتمديد بنود الاتفاق ومعالجة برنامج إيران للصواريخ الباليستية ونشاطاتها الإقليمية الخبيثة، مما دفع وسائل إعلام أمريكية لأن تؤكد أن (بايدن يكافئ إيران على ابتزازها).

وانتقدت صحيفة (نيويورك بوست) في افتتاحيتها أخيرا قبول بايدن بإطلاق المحادثات النووية، واصفة إياه بأنه يقدم غصن زيتون آخر لإيران على الرغم من استمرار السلوك القاتل للنظام الشرير، واستخدام كل النشاطات المشبوهة لرفع سقف التفاوض مع واشنطن.

أمر مضحك

ووفقا لموقع (24) الإماراتي، أبلغ فريق بايدن مسؤولين أوروبيين قبل أيام، بأنه سينضم إليهم في المحادثات الهادفة إلى إعادة تفعيل اتفاق 2015، على الرغم من انسحاب الرئيس السابق دونالد ترمب منه سنة 2018، مشيرا إلى أن الاتفاق أبطأ فقط، ولم يوقف الدولة الراعية للإرهاب في مسعاها للتحول إلى قوة نووية.

وقال وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن «إن الاتفاق الذي توصل إليه أوباما كان إنجازا أساسيا للدبلوماسية المتعددة الأطراف، على الرغم من أن بنود الاتفاق الذي أعطى طهران إمكانية الوصول الفوري إلى السيولة مثيرة للضحك»، وفقا لـ(نيويورك بوست).

وقام فريق بايدن بسحب مطالبة الإدارة السابقة للأمم المتحدة بإعادة فرض العقوبات على إيران، ورفع قيود السفر التي كانت مفروضة على المسؤولين الإيرانيين الراغبين بالمجيء إلى أمريكا لحضور اجتماعات الأمم المتحدة.

إثارة الدهشة

المثير للدهشة أن إدارة بايدن لجأت للاقتراب من إيران، بعد ثلاثة أيام فقط على قيام ميليشيات مدعومة إيرانيا بمهاجمة قاعدة عسكرية أمريكية في العراق الأمر الذي أدى إلى مقتل متعاقد وجرح تسعة آخرين، وردت وزارة الخارجية الأمريكية ببيان فاتر جاء فيه «بالتنسيق مع شركائنا العراقيين، سنحتفظ بحق الرد في زمان ومكان من اختيارنا».

وقالت الصحيفة إن محكمة بلجيكية دانت قبل أسبوعين دبلوماسيا إيرانيا ومتواطئين معه بالتخطيط لهجوم إرهابي في باريس سنة 2018 بأمر من طهران، واستهدف المخطط تجمعا للمعارضين حضره خطباء وصحفيون من الغرب بما فيه الولايات المتحدة.

وقال بايدن إنه يجب توسيع الاتفاق من أجل تقييد دعم إيران للإرهاب، لكن الأخيرة ردت بأن هذا الموضوع غير مطروح على طاولة التفاوض. وترى (نيويورك بوست) أن إيران برهنت هذا الأمر عبر مواصلتها تخطيط وتنفيذ الهجمات القاتلة.

مكافأة الابتزاز

وشددت الصحيفة نفسها على أن إيران لن تتوقف عن الكذب بشأن مساعيها النووية حتى أنها انتهكت الاتفاق من خلال تخصيب اليورانيوم واتخاذ خطوات لإنتاج معدن اليورانيوم الذي لا يستخدم لغايات مدنية. من جهتها قالت وكالة (رويترز) قبل يومين، إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية وجدت جزيئات اليورانيوم في منشأتين تمكنت أخيرا من تفتيشهما بعدما عرقلتها طهران طوال سبعة أشهر، وقال مصدر «إن إيران قدمت أجوبة غير معقولة وتكتيكات تأخير نموذجية في الرد، وتعهدت طهران بمنع عمليات التفتيش التي تطلب قبل فترة قصيرة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية بدءا من الثالث والعشرين من فبراير الحالي، في حال لم ترفع الولايات المتحدة عقوباتها».

وختمت الصحيفة افتتاحيتها كاتبة «إنها مرة أخرى محاولة ابتزاز من قبل النظام المتنمر، لكن يبدو أن بايدن عازم على مكافأة نذالته المستمرة».

اختبار كبير

من جهتها، خصصت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية افتتاحيتها لتطورات الملف النووي بين الولايات المتحدة وإيران، معتبرة أن العلاقة الوثيقة بين الرئيس جو بايدن والحلفاء والشركاء، قد تمنحه الأفضلية على سلفه دونالد ترمب في الشؤون الخارجية، لكن استراتيجيته مع إيران، ستكون بمثابة اختبار لسياسة استرضاء الأصدقاء، وإذا كانت ستسفر عن نتائج أفضل، من الوقوف أقوياء وحيدين.

وتراهن طهران على مفاوضي الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، الذين عاد كثيرون منهم إلى إدارة بايدن، لذلك لن يكون مفاجئا أن توافق إيران على المحادثات، وربما لن يكون ممكنا تفادي بعض المفاوضات غير الرسمية، لكنه كان أسبوعا سيئا بشكل خاص للولايات المتحدة لتقبل المبادرة.

عمل خطير

وطالب بلينكن وأصدقاؤه الأوروبيون، الإيرانيين بـ(تقويم عواقب مثل هذا العمل الخطير). لكن قادة إيران قد يستنتجون أن رد فريق بايدن على انتهاكاتهم لن يذهب أبعد من إبداء الاستياء بلهجة شديدة. أما روسيا والصين فتراقبان عن كثب.

وتقول الولايات المتحدة «إنها تريد من إيران العودة أولا إلى اتفاق 2015، ثم التفاوض على اتفاق لاحق»، لكن طهران تقول «إن هدفها العودة فقط إلى اتفاق 2015، الذي يوفر لها المليارات في مقابل تعليق صنع سلاح نووي، بينما يتجاهل التوسع الإقليمي لإيران، وبرنامجها الصاروخي، وتبدو المشكلة في فن التنازل، إنه يميل إلى مزيد من التنازلات، من جانب الولايات المتحدة، لا من إيران».

قرارات أمريكية مثيرة للجدل:

  • رفع ميليشيات الحوثي الموالية لإيران من قائمة الإرهاب

  • رد فاتر على الاعتداء على قاعدة أمريكية في العراق ومقتل وإصابة 10 متعاقدين

  • تعليق تصدير السلاح لبعض دول المنطقة التي تعمل على مواجهة الإرهاب

  • إعلان إدارة بايدن استعدادها للانضمام للأوروبيين في التفاوض مع طهران

  • إلغاء قرارات سابقة أصدرها ترمب تقيد سفر الإيرانيين للولايات المتحدة