طيران أرامكو السعودية يحلّق برخصة وطنية بعد عقود من الأمريكية

الاثنين - 22 فبراير 2021

Mon - 22 Feb 2021

رحلة طويلة بدأتها أرامكو السعودية في عالم الطيران منذ الخمسينيات الميلادية بتحليق طائراتها "الجمل" و"المها" و"الغزال" – التي كانت تستخدمها في ذلك الوقت – في مسارات طيران وصلت إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث كانت طائرة "الجمل الطائر" من طراز (Douglas DC-6B) وأختاها "الغزال" و"المها" من طراز (Douglas DC-4) تسيّر رحلات منتظمة من نيويورك إلى الظهران، مجتازة 13,000 كيلومتر في حوالي 30 ساعة طيران

إلى أن حلّ محلُّها الطيران التجاري مطلع العام 1961م.

ولأن أرامكو السعودية تعمل في بعض أكثر المناطق وعورة ونأيًا في العالم، فمن هنا يأتي دعم إدارة الطيران للشركة، وتمكينها من الوصول إلى أهدافها الإستراتيجية من خلال وصول الطائرات المُشغّلة تحت إدارتها إلى تلك المناطق النائية. وبدأ ذلك الدعم مبكرًا ما استدعى إنشاء مطار الجبيل الذي كان أول المطارات التي تم استخدامها في الماضي حيث شهد أول هبوط لطائرة (Fairchild 71) في عام 1934م.

تشغيل وطني

أصدرت الهيئة العامة للطيران المدني، مؤخرًا، خمس رخص تشغيلية لأرامكو السعودية لأنشطة الشركة المتعلقة بالطيران المدني .

وتوثّق تلك الرخص أعلى معايير الجودة والسلامة التي تلتزم بها إدارة الطيران بالشركة، وهي: رخصة المشغّل الجوي غير التجاري وفقًا للائحة التنفيذية لسلامة الطيران (125)، ورخصة المشغّل الجوي للأعمال الجوية وفقًا للائحة التنفيذية لسلامة الطيران (133) والتي تُعرف بالأشغال والمسوحات الجوية، وثلاث رخص لمحطات إصلاح الطائرات وصيانتها في مقرات الشركة بالدمام، ورأس تنورة، وتناقيب، وذلك وفقًا للائحة التنفيذية لسلامة الطيران (145) .

رخصة أمريكية

تأتي الرخص الوطنية بعد عدة عقود من العمل تحت أنظمة الطيران الفيدرالي الأمريكي، حيث تدير إدارة الطيران بالشركة أسطولًا مكونًا من 17 طائرة، و27 مروحية، ولها مرافق للطيران في عدة مطارات خاصة بالمملكة. وتساعد تلك المنظومة في نقل الموظفين بين مرافق ومنشآت الشركة المختلفة بكل يُسر وسهولة. ويؤكّد هذا الترخيص فاعلية نظم الطيران في الشركة ومواكبتها للمعايير العالمية من حيث مستويات السلامة والكفاءة والموثوقية، وهذا يتناغم مع كامل منظومة أعمال أرامكو السعودية، بالإضافة إلى تعزيز قدرات أسطول الطيران في الشركة والمحافظة على مستوى السلامة وكفاءة الأداء. ويتكون أسطول الطائرات المُشغّلة من قبل إدارة الطيران بالشركة من:

(Boeing 737-800) و(Gulfstream650) و(Gulfstream 450) و(Beechcraft Hawker 900) و (Beechcraft KingAir 350)) بالإضافة إلى أحدث الطائرات المروحية من طراز Agusta AW139)) و(Airbus H14)، تنقل الموظفين إلى منشآت النفط والتكرير في أنحاء المملكة.

سلامة وموثوقية

في عام 2019م، وكجزء من إستراتيجية استبدال الأسطول، استبدلت إدارة الطيران 16 طائرة مروحية متوسطة الحجم من طراز (Agusta AW139) بنموذج جديد من الجيل الثاني من نفس الطائرة . وتُعد طائرات (Agusta AW139) رائدة في هذا المجال، حيث تساعد باستمرار على ضمان السلامة والموثوقية في أعمال الشركة التي تتسم بصعوبتها وتداخل أدوارها.

وبفضل نطاقها المحسّن، وقدرتها على التحمُّل، وأدائها المتقدّم، وخصائص السلامة فيها، ستعزز (AW139) قدرات أرامكو السعودية على نقل موظفيها من وإلى أماكن عملهم في المنصات البحرية مع المحافظة على أعلى درجات السلامة. كما تسمح (AW139) لإدارة الطيران بالاستمرار على توفير برنامجها الحالي للبحث والإنقاذ، ولكن بدرجة أكبر من الدقة والجودة .

تجديد الأسطول

وفي إطار التطوير المستمر، تم إدخال العديد من تحسينات السلامة الجديدة، من بينها تقنية الرؤية الليلة Night Vision Goggles (NVG)، التي تحسّن بشكلٍ كبيرٍ من سلامة الطيران، وتحول الليل إلى نهار افتراضي . كما تحتوي الطائرة المروحية من طراز (AW139) على كابينة كبيرة للركاب يمكن أن تستوعب 14 راكبًا، ، ويتضمن الأسطول المشغل من قبل إدارة طيران أرمكو السعودية طائرة AW139 مجهزة لنقل الإداريين وكبار الشخصيات .

وأيضًا تمَّ استبدال خمس طائرات (Agusta AW109) بأحدث طراز من طائرات (Airbus H145)، وهي أحدث طائرة مروحية ذات محركين تزن 4 أطنان مع وجود مقصورة أكبر، وهيكل طائرة صغير، ومحركات قوية، ستكون لديها القدرة والمرونة لأداء أفضل في أعمالها الحالية، فضلًا عن زيادة إمكانات إدارة الطيران على أداء مهمات جديدة تتضمن الطيران لفترات أطول وقطع مسافات أبعد، كما ستسمح الإضافة الجديدة من هذا الطراز من الطائرات المروحية لإدارة الطيران بتلبية النمو المستقبلي المتوقع لإستراتيجية الهيدروكربون في أرامكو السعودية.