مشهد أمريكي مضطرب بعد رحيل ترمب

بايدن يغامر لتوحيد الصف وتجاوز الانقسام الكبير بين الديمقراطيين والجمهوريين
بايدن يغامر لتوحيد الصف وتجاوز الانقسام الكبير بين الديمقراطيين والجمهوريين

الاحد - 21 فبراير 2021

Sun - 21 Feb 2021

بعد أيام من تبرئة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب من تهم التحريض على التمرد في مجلس الشيوخ، يتحول الانتباه إلى الرئيس الجديد جو بايدن، ويتساءل كثيرون هل تتجاوز أمريكا الاضطراب السياسي الذي تعيشه حاليا؟.

تقول وكالة بلومبيرج للأنباء إن بايدن يأمل في توحيد صف البلاد حول الجهود المبذولة من أجل دعم التعافي الاقتصادي، وأكد قضيته من جديد أثناء اللقاء المفتوح الذي عقده أخيرا في ويسكونسن، والذي ترك في مجمله أثرا جيدا.

وأثناء مؤتمر ميونخ للأمن أمس الأول، غامر بايدن بالتحدث نيابة عن الشعب الأمريكي بأكمله عندما دعا إلى استعادة التحالفات والعودة إلى التعاون الدولي، وكانت رسالته موجهة إلى الأمريكيين بنفس القدر الذي كانت موجهة به إلى باقي دول العالم، وهي أن «الولايات المتحدة ستعود إلى طبيعتها».

وقال بايدن لقادة العالم الذين حضروا المؤتمر السنوي، إن التحالفات عبر الأطلسي عادت كأولوية للولايات المتحدة مرة أخرى، بعد أربعة أعوام في عهد ترمب، مضيفا «أنا رجل له كلمته. لقد عادت أمريكا. أنا أتحدث اليوم كرئيس للولايات المتحدة، في بداية إدارتي، وأبعث برسالة واضحة إلى العالم: لقد عاد الأمريكيون. لقد عاد التحالف عبر الأطلسي. ولن ننظر إلى الوراء».

ومع ذلك، تقول بلومبيرج: إن الكثير من الديمقراطيين يشككون في جدوى رغبة الرئيس الأمريكي الجديد في توحيد الصف، إنهم يعتقدون أن تطوير برنامج تقدمي قوي، يعد مهما بصورة أكبر.

ولا يفكر الجمهوريون كثيرا في وحدة الصف، حيث إن حزبهم يمر حاليا بحالة حرب مع النفس، كما أن الدولة ككل منقسمة أيضا، وبعيدا عن توحيد صفوف المواطنين، فقد أدى تفشي وباء فيروس كورونا المميت، والآثار الجانبية الهائلة الناتجة عنه، إلى تباعد الناس عن بعضهم البعض، وما زال الكثير من الأمريكيين يأملون في أن يؤدي رحيل ترمب إلى إعادة بعض مظاهر الحكومة المنظمة وشبه الفعالة.

وترى بلومبيرج أن القائد الذي لا يسعى إلى جذب الاهتمام الدائم، أو إلى إحداث حالة من الفوضى، مرحب به كثيرا، مشيرة إلى أن ضبط النفس الذي يتمتع به بايدن قد يؤدي أيضا إلى إفساح المجال أمام الحزب الجمهوري لتجاوز عهد ترمب، وحتى الآن، فإن الرئيس السابق قادر على تدمير الحزب الجمهوري، ويتعين على قادته أن يدركوا تلك الحقيقة.

وبحسب بلومبيرج، فإن الكثير من الديمقراطيين لا يرغبون في شيء أكثر من رؤية الجمهوريين وهم يدمرون أنفسهم، ولكن في ظل حالة الطوارئ غير المسبوقة التي يشهدها قطاع الصحة العامة، فإن إصلاح البلاد يجب أن يأتي أولا.

ومع وجود أغلبية ضئيلة في مجلسي النواب والشيوخ، فإن الاستعداد لتسوية الخلافات مع الجمهوريين في عهد ما بعد ترمب، سوف يساعد في تسريع وتيرة الإجراءات التي يجب اتخاذها.