كيف يبيع إردوغان الأوهام للأتراك؟

استطلاع رأي جديد يكشف تراجع شعبية الرئيس وتقدم المعارضة يغيت: إعلان الصعود للقمر يذكر بقصة الذهاب للشمس بعد الغروب وعود فارغة ومشاريع كبرى لبيع الأحلام للناس قبل الانتخابات إخفاقات إقليمية ومقامرات كبرى وضعت أنقرة على طريق النار
استطلاع رأي جديد يكشف تراجع شعبية الرئيس وتقدم المعارضة يغيت: إعلان الصعود للقمر يذكر بقصة الذهاب للشمس بعد الغروب وعود فارغة ومشاريع كبرى لبيع الأحلام للناس قبل الانتخابات إخفاقات إقليمية ومقامرات كبرى وضعت أنقرة على طريق النار

الأربعاء - 17 فبراير 2021

Wed - 17 Feb 2021








رجب طيب إردوغان
رجب طيب إردوغان
فيما اتفق مراقبون على أن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يبيع الأوهام والوعود الكاذبة إلى شعبه، كشفت نتائج استطلاع رأي حديث عن تراجع شعبيته في مواجهة المعارضة التي فضحت في الشهور الماضية خطوات الرئيس القمعية والديكتاتورية وسلوكه الفوضوي الذي أدى إلى تراجع الاقتصاد.

ووفق استطلاع الرأي الذي أجرته مؤسسة (متروبول للأبحاث واستطلاعات الرأي)، في يناير الماضي، حصدت المعارضة تأييد 43% من المشاركين، بينما حصل حزب العدالة والتنمية الحاكم على 37.2%، فيما بلغت أصوات من لم يحددوا موقفهم الانتخابي بعد 18.6%، بحسب ما ذكرت صحيفة (زمان) التركية.

وحصلت المعارضة على 52.8% من مجموع الأصوات مقابل 45.7% لحزب إردوغان، عقب توزيع أصوات الناخبين الذين لم يحددوا موقفهم الانتخابي.

هروب

وقال الرئيس التركي في عدة مناسبات أنه يرفض اللجوء إلى انتخابات مبكرة، ويقول مراقبون «إن السبب في ذلك تراجع شعبية التحالف الحاكم في ظل الأزمة الاقتصادية التي تضرب تركيا»، واعتبر المراقبون رفضه هروبا من الخسارة المتوقعة في ظل تنامي أصوات المعارضة بشكل لافت في الفترة الماضية، مع تزايد الانهيار الاقتصادي والفساد في نظام إردوغان.

وفاجأ إردوغان شعبه مؤخراً بالإعلان عن رغبته في تغيير دستور تركيا الحالي بآخر جديد، فيما ينظر إلى دعوته على أنها سعي لتثبيت أركان حكمه، بعد أن أسفر تعديل دستوري تم إجرائه في 2017 عن تحويل نظام الحكم في تركيا من برلماني إلى رئاسي.

سخرية

وسخر مراقبون من إعلان إردوغان في الأسبوع الماضي عزمه الهبوط على سطح القمر في 2023، في الذكرى المئوية للجمهورية، وتعليقا على كلامه، كتب إينجين يغيت في موقع بوليتيركو، أنه عندما سمع إعلان محاولة تركيا تبوؤ مكانتها في الفضاء، لم يكن في وسعه إلا أن يتذكر بابتسامة نكتة سمعها أيام المراهقة تقول «إنه في مؤتمر لمراقبي المهمات الفضائية في العالم، ناقش المندوبون مهمتهم التالية، فقال المندوب الأمريكي هبطنا على سطح القمر، وسنذهب إلى المريخ في المرة المقبلة، وكشف المندوب الروسي أن بلاده سترسل رائد فضاء إلى نبتون، بينما قال المندوب الصيني إن بلاده ستذهب إلى كوكب زحل».

وعندما انتهى المندوبون من كلامهم، نظروا إلى المندوب التركي وسألوه ماذا عن خطط تركيا، فأجاب، وهو الذي كان في الأصل حارس حديقة حيوان رقي لأسباب سياسية، عالما رئيسا في مركز للأبحاث، بكل فخر «سنذهب إلى الشمس!»، وعندما احتج المندوبون الآخرون، قائلين «إن ذلك مستحيل بسبب الحرارة المرتفعة، أجاب المندوب التركي «لا مشكلة، سنصل إلى هناك بعد الغروب».. وفقا لموقع (24) الاماراتي.

أوهام

واعتبر الكاتب أن الصعود إلى القمر هو آخر حلقة في سلسلة مشاريع كبرى أعلنها نظام إردوغان، الذي سبق له أن أعلن مشروع قناة إسطنبول، ومصنع محلي قومي لصنع السيارات، ومشروع محلي قومي لصنع طائرة، واستخراج الغاز الطبيعي من الاحتياطات الواسعة التي اكتشفت أخيرا في البحر الأسود.

وباستثناء تعاملات عرضية على طول طريق القناة الضخمة في إسطنبول، ونموذج لمعمل سيارات كهربائية من تصنيع خارجي، لا يمكن رؤية هذه المشاريع في أي مكان على أرض الواقع، وكلها أوهام، والمفارقة أنها لا تطفو على السطح، إلا عندما تلوح انتخابات في الأفق.

ويرى الكاتب أن إردوغان قد يكون في طريقه لتحقيق أحد هذه المشاريع، إذ تحدث قبل أسبوعين إلى رجل الأعمال الأمريكي ألون ماسك الذي يصنع سيارات كهربائية، وإذا كان السعر مناسبا، فإن ماسك قد يوفر التكنولوجيا اللازمة للنظام، لتحقيق رغبة إردوغان.

مقامرات

وانتقد إردوغان الهند لإخفاقها في الوصول إلى القمر، في الوقت الذي طورت فيه الهند البنى التحتية الضرورية، وصنعت صاروخها لهذه المهمة دون مساعدة من الخارج، وهو ما يعتبره الكثيرون بمثابة نجاح كبير للعلماء الهنود، لأنهم اقتربوا كثيرا من القمر، وربما يحالفهم الحظ في المرة المقبلة ويصلون إلى القمر.

ولفت الكاتب إلى وجود صراع مثير بين إيران ودول شرق أوسطية، ويؤكد أن إيران تبني مفاعلا نوويا رغم العقوبات الأمريكية، فيما أطلقت دولة الإمارات العربية المتحدة مسبارا إلى المريخ في يونيو الماضي. وكل هذه الأحداث علامات على اختراقات في ميدان التكنولوجيا الحديثة.

وأشار الكاتب إلى أن إردوغان يحاول أن يفرض نفسه من خلال الاعتداءات والتدخل في شؤون الغير، وليس بمساهمات في مجال التطور التكنولوجي في المنطقة، مشيرا إلى أنه تسبب في خسارة بلاده دعم الدول المجاورة الواحدة تلو الأخرى، نتيجة سياساته الإقليمية التنافسية، في إخفاقات ليست إقليمية فحسب، وإنما مقامرات كبرى وضعت تركيا على طريق النار دفعة واحدة، وكل ما فعله إردوغان في النهاية هو إطلاق وعود فارغة ومشاريع كبرى لبيع الأحلام لمواطنيه للحصول على دعمهم.

وعود إردوغان الكاذبة:

  • خفض سعر الفائدة لكنها ارتفعت من 8 %، إلى 17.75%

  • خفض معدلات التضخم لكنها شهدت ارتفاعات قياسية من 12% إلى 25%

  • خفض قيمة الدولار لكنه ارتفع من 4 ليرات في 2018 إلى 7 ليرات حاليا

  • رفع معدل التوظيف، لكنه انخفض من 47.1% في 2017 إلى 45.4% في 2020

  • رفع نسبة مشاركة النساء في القوى العاملة لكنها تراجعت عن السابق

  • تخفيض أعداد العاطلين، لكن المعدل ارتفع من 17.7% إلى 25.2% خلال عامين