فتوى تفضح كذب وخداع خامنئي

قال إن الأسلحة النووية محرمة.. ووزير دفاعه أكد أنهم يعملون على تطويرها غوش: ترمب كان محقا عندما استخدم العقوبات لدفع اقتصاد الملالي للانهيار واشنطن تايمز: المرشد لم يبتسم منذ مقتل سليماني إلا بعد أنباء العودة للاتفاق النووي محاولات البيت الأبيض إرضاء طهران تضع مصداقية النظام الأمريكي في خطر
قال إن الأسلحة النووية محرمة.. ووزير دفاعه أكد أنهم يعملون على تطويرها غوش: ترمب كان محقا عندما استخدم العقوبات لدفع اقتصاد الملالي للانهيار واشنطن تايمز: المرشد لم يبتسم منذ مقتل سليماني إلا بعد أنباء العودة للاتفاق النووي محاولات البيت الأبيض إرضاء طهران تضع مصداقية النظام الأمريكي في خطر

الاثنين - 15 فبراير 2021

Mon - 15 Feb 2021

سخر الكاتب السياسي في شبكة بلومبيرج بوبي غوش من الفتوى التي أصدرها المرشد الإيراني علي خامنئي قبل سنوات بتحريم استخدام السلاح النووي، بعدما قام الأخير بخطوات استفزازية للمنطقة والعالم في الملف النووي أخيرا.

وقال إن كلمات نظام الملالي التي تشدق بها عام 2003 صارت بالية ولا معنى لها مع تقادم الزمن، ولا سيما بعد أن أكد وزير الاستخبارات الإيراني محمود علوي الأسبوع الماضي، أن بلاده ستطور سلاحا نوويا إذا واصلت واشنطن والدول الغربية فرض الضغط الاقتصادي والسياسي على النظام.

ونقل موقع (24) عن غوش، أن المسؤولين الإيرانيين لم يتوقفوا عن استخدام فتوى خامنئي، لكنها برزت مجددا مع تصريحات علوي، التي كشفت التناقض والكذب الإيراني من أعلى إلى أدنى مستوى.

أخطاء طهران

فسر علوي في حديث تلفزيوني موقفه، مشيرا إلى أن «المرشد الأعلى قال بوضوح في فتواه حول إنتاج الأسلحة النووية، إنه مناهض للشريعة ولن تسعى طهران إلى تحقيقه، وتعده محرما، لكن إذا دفعوا إيران إلى ذلك الاتجاه، لن يكون الخطأ، خطأ إيران بل خطأ الذين دفعوا إيران إلى ذلك».

ويرى الكاتب أن هذه واحدة من أحدث محاولات طهران للضغط على إدارة بايدن لترفع العقوبات التي فرضها عليها الرئيس السابق دونالد ترمب، وأتت هذه المحاولة وسط تكهنات بالفترة التي تفصل إيران عن إنتاج سلاح نووي، أسابيع، أو أشهر أو عامين، حسب اختلاف المتكهنين.

ولفت إلى أن إدارة بايدن أبدت قلقها، عن حق، من تصريحات علوي الذي يشكل تعليقه تصعيدا بارزا في خطاب طهران حول برنامجها النووي، الذي ربما أسدى خدمة للأمريكيين بالتخلص من الوهم القائل إن برنامج إيران النووي كان محكوما بمرسوم ديني.

أهمية لا تستحقها

ووفقا لبوبي غوش، كشفت فتوى خامنئي مدى كذب وخداع النظام الإيراني، ولفت إلى أن المسؤولين الأمريكيين نظروا إلى فتوى خامنئي وهم يؤكدون أنها أظهرت الوجه الحقيقي للنظام.

ولفت إلى أن الرئيس السابق باراك أوباما، ووزير خارجيته جون كيري ذكرا المرشد الإيراني بفتواه عند التوصل إلى الاتفاق النووي. وأعلن مسؤولون في تلك الإدارة أمام إعلاميين أن الفتوى ستسمح لحكومة الرئيس حسن روحاني بإقناع المتشددين بالاتفاق النووي، ولكن فريق أوباما أولى الفتوى أهمية أكثر مما تستحق. لقد كانت دوما سياسية أكثر من دينية وهي مصممة لتوفير غطاء لأي مسار نووي ملائم لطهران في أي وقت.

ازدراء خامنئ

يعلى صعيد متصل، قال الكاتب الأمريكي جيد بابين في صحيفة واشنطن تايمز الأمريكية، إن المرشد الإيراني علي خامنئي، لم يكن يظهر في الصور مبتسما إلا إذا كان في صحبة أشخاص من أمثال قاسم سليماني، الإرهابي الرئيس لديه، حتى وضعت طائرة أمريكية دون طيار، حدا لحياته، لكنه ظهر مبتسما أخيرا بسبب أنباء العودة إلى خطة العمل المشتركة.

ولفت إلى أن الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن أبدى استعداده للعودة إلى الاتفاق النووي، إذا عادت إيران إلى التزاماتها بموجب الاتفاق، لكن خامنئي يصر على أن ذلك لن يحدث إلا إذا رفع بايدن كل العقوبات عن إيران، مشيرا إلى أن رفض خامنئي ينطوي على ازدراء، هو خطوة محسوبة لإظهار ثقة إيران المتزايدة بقوتها.

ويؤكد أن الإثبات الإيراني الأكثر أهمية لهذه الثقة، كان التبجح أمام الغرب بأنها عمدت إلى تخصيب اليورانيوم في خرق للاتفاق النووي، وبإجراء تجربة لصاروخ باليستي.

البرنامج الصاروخي

وشدد على أن عقوبات «الضغط الأقصى»، التي فرضها ترمب جعلت الاقتصاد الإيراني ينهار، ولكن الاقتصاد الإيراني ليس في الواقع بالضعف الذي زعمه ترمب، لأن إيران كانت قادرة على بيع كميات ضخمة من النفط إلى دول مثل الصين والهند متجاهلة العقوبات.

ورغم أن التقديرات لكمية النفط الإيراني المصدر تختلف، فإن إيران زادت صادراتها إلى نحو مليون برميل يوميا في نوفمبر، وتخطط وفقا لوسائل الإعلام الإيرانية، لتصدير 2.3 مليون برميل من النفط والغاز ابتداء من مارس.

وقال «لا شك أن العائدات الكبيرة التي تحصل عليها إيران من هذه المبيعات، تذهب إلى تطوير برنامجيها النووي والصاروخي، ولشراء أسلحة جديدة، خاصة بعدما انتهى في أكتوبر الحظر الذي كانت تفرضه الأمم المتحدة على تصدير السلاح إلى إيران. كما تستخدم عائدات النفط في تمويل الإرهاب العالمي».

المصداقية في خطر

ولفت إلى أن البيت الأبيض يتفاوض على حمل إيران على التظاهر على الأقل بأنها ملتزمة بالاتفاق النووي، وهو ما يلحق الضرر بحلفاء الولايات المتحدة ومصداقيتها، وبالاتفاق الإبراهيمي، الذي وقعت بموجبه الإمارات ودول عربية أخرى السلام مع إسرائيل، لكنه لم يكن كافيا لإقناع طهران. كذلك، هناك ازدراء بايدن الواضح لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

ويحشد الرئيس الأمريكي في إدارته أشخاصا، ساعدوا في ظل إدارة أوباما، على تشكيل سياسة معادية لإسرائيل، وبينهم وزير الخارجية السابق جون كيري، ومستشارة الأمن القومي السابقة سوزان رايس، والأمريكي من أصل فلسطيني ماهر بيطار.

شكوك غربية

وأشار غوش إلى أن خامنئي لم يصدر المرسوم إلا بعدما ضبط برنامجه السري للأسلحة النووية في 2002، والذي طور بمساعدة روسية، ورسم الاجتياح الأمريكي للعراق في 2003 صورة في أذهان الإيرانيين عن مخاطر سعي إيران لأسلحة الدمار الشامل.

وعوض الاعتراف بتراجعه بسبب الخوف، استخدم خامنئي الفتوى ورقة تين تبريرا لتعليق البرنامج، بمفعول رجعي، ومنذ ذلك الحين، استعمل المسؤولون الإيرانيون الفتوى لتبديد الشكوك الغربية بعد إعادة إحياء البرنامج.

نيات شريرة

وأعلنت إيران في يناير الماضي أنها تخصب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 20% في انتهاك للاتفاق النووي، ويتطلب تخصيب اليورانيوم بهذه النسبة وقتا أطول وأموالا أكثر للوصول إلى اليورانيوم المستخدم في صنع القنبلة النووية.

وكشفت التجربة الصاروخية الأخيرة للحرس الثوري على صاروخ بالوقود الصلب، النيات الشريرة للنظام الإيراني، حيث إنه أكبر من الصواريخ التي كانت إيران قادرة على تصنيعها، وزعمت إيران أن الصاروخ يستطيع حمل أقمار صناعية إلى الفضاء، لكن التكنولوجيا نفسها المستخدمة في صنعه تؤهله لمهاجمة أهداف أبعد مدى.