زخم الصدمة والحزن

الأطفال نقطة ضعف المجتمعات الإنسانية، وعندما تقع مأساة تتعلق بهم في أي بلد تصبح المأساة كارثة

الأطفال نقطة ضعف المجتمعات الإنسانية، وعندما تقع مأساة تتعلق بهم في أي بلد تصبح المأساة كارثة

الاثنين - 22 ديسمبر 2014

Mon - 22 Dec 2014

الأطفال نقطة ضعف المجتمعات الإنسانية، وعندما تقع مأساة تتعلق بهم في أي بلد تصبح المأساة كارثة.
وهذا ما حدث في باكستان، حيث ذهب 134 طفلا ضحية هجوم نفذته حركة طالبان الإرهابية على مدرسة في بيشاور.
إحدى الأمهات فقدت أطفالها الأربعة.
أحدهم لم يكن يريد الذهاب إلى المدرسة لأنه كان يشعر بألم في ركبته؛ لكن والدته أقنعته ألا يغيب عن المدرسة من أجل أسباب صغيرة.
أحد الطلاب يصف كيف كان مختبئا في صالة المسرح ورأى الأطفال يركضون في الصالة؛ أحدهم كان قد أصيب في وجهه.
أحد المهاجمين أشار إلى وجود أطفال كثيرين مختبئين تحت المقاعد وحث رفاقه أن يقتلوهم.
الدمار لا يمكن استيعابه.
جدران المدرسة كانت مثل الغربال من الرصاص.
الزجاج المحطم وبرك الدماء تجعل من الصعب تصديق أن هذه كانت مدرسة.
وزير الدفاع عبر عن مأساة البلد بعمق حين قال «كلما كان الكفن أصغر، كان حمله أثقل».
الغضب في باكستان والعالم كان عميقا جدا.
باكستان دفعت ثمنا باهظا بسبب مشاركتها في الحرب على الإرهاب: على الأقل 50.
000 باكستاني قُتلوا منذ 2001.
الجيش الباكستاني يتمتع بكفاءة عالية، لكن قتال عدو خفي أمر صعب للغاية.
الهجمات الإرهابية في المطارات والمؤسسات العسكرية تتطلب كثيرا من المعلومات من الداخل، وكان ذلك واضحا في جميع الهجمات الرئيسية التي قامت بها طالبان.
الاعتصامات التي نظمها عمران خان وطاهر القادري كانت بوتقة ممتازة لهجوم إرهابي، لكن حقيقة أن ذلك لم يحدث يبين أن اليقظة الشعبية يمكن أن تكون قوة ردع فعالة.
إذا كان عندك جيران تعتقد أنهم يخفون أسلحة، عليك أن تبلغ السلطات.
وإذا حاول غرباء إغراءك بمبالغ ضخمة لاستئجار بيتك فإن عليك أن تكون حذراً.
الغزو السوفييتي لأفغانستان 1979 أدخل ثقافة بندقية الكلاشنكوف والهيروين إلى باكستان.
توفر السلاح بسهولة وسلسلة من الحكومات الفاسدة ساهمت في تسليح وإدمان الشعب.
نزع السلاح من الشعب وتطبيق نظام صارم لترخيص الأسلحة يجب أن يكون أولوية للحكومة.
يجب تخصيص بضع دقائق في خطبة الجمعة لإدانة الإرهاب وتذكير الناس أن الانتحار هو تذكرة إلى الجحيم.
بعد الكارثة الأخيرة، اتفقت جميع الأحزاب أخيرا على أن الإرهاب هو عدو باكستان اللدود.
عمران خان قرر إنهاء الاعتصامات.
في 2008، علق الرئيس الباكستاني الأسبق آصف علي زرداري عقوبة الإعدام، ولكن نواز شريف أنهى ذلك التعليق بعد كارثة بيشاور وأعلن أن الحكومة لن تفرق بعد الآن بين جزء جيد وآخر سيئ في طالبان.
لا شك أن الخوف من الإعدام شنقا سيسهم في تخفيض العمليات الإرهابية في باكستان.
الهجوم على المدرسة في باكستان في 16 ديسمبر صدم جميع الباكستانيين وأذهلهم، وإذا اتحد 180 مليون شخص لمكافحة الإرهاب فإننا سنتمكن من صنع سلام غير مسبوق في بلد يملك كثيرا من الإمكانات.
* أخصائية في طب الأسرة وكاتبة باكستانية (ديلي تايمز/ باكستان)