شاكر أبوطالب

كورونا .. اللقاح الأنجع هو الوعي الجمعي!

الاحد - 07 فبراير 2021

Sun - 07 Feb 2021

قبل عطلة الأسبوع الماضي، رجع كابوس فيروس كورونا المستجد مرة أخرى ليتصدر المشهد في السعودية، بعد ظهور مؤشرات لارتفاع منحنى الإصابات في بعض المناطق، الأمر الذي دفع وزارة الداخلية لإعلان عدد من الإجراءات الاحترازية لمواجهة آخر تطورات (كوفيد 19)، وتطبيقها ابتداء من مساء الخميس الماضي ولمدد متفاوتة قابلة للتمديد وفقا لما يستجد في حينه.

وبعد انخفاض عدد الإصابات خلال الأشهر القليلة الماضية، ووصول الدفعة الأولى من اللقاح الأمريكي الألماني، انتشرت موجة من التفاؤل والثقة في تلاشي هذا الوباء، وبالتالي سادت حالة من التهاون في مواصلة الإجراءات الاحترازية واتباع التعليمات الوقائية، خاصة بعد نهاية العام 2020م، وعودة بعض الفعاليات الترفيهية والمناسبات العامة وفق اشتراطات محددة.

وخلال الأيام الثلاثة الماضية، دبّت المخاوف من جديد في المجتمع السعودي، بعد الإعلان عن باقة من القيود المشددة في محاولة لمنع انتشار الفيروس مرة ثانية، حيث تم تعليق جميع الفعاليات العامة خلال الثلاثين يوما المقبلة، وقصر التجمعات والمناسبات الاجتماعية على 20 شخص فقط بعد أن كان الحد الأقصى 50 شخصا، إضافة إلى إغلاق دور السينما والمراكز والصالات الرياضية، وتعليق تناول المشروبات والأطعمة في الأماكن المغلقة كالمطاعم والمقاهي ومراكز التسوق، وحظر جزئي مؤقت للسفر من وإلى عشرين دولة، خاصة بعد أن أعلنت بريطانيا اكتشاف سلالات جديدة متحوّرة من الفيروس تتميز بسرعة العدوى والانتشار أكثر من (كوفيد 19).

ويبدو أن فيروس كورونا سيستمر بسلالاته لفترة أطول من تقديرات المراكز الطبية البحثية والمنظمات الصحية، وربما ستظهر فيروسات أخرى خاصة في الدول ذات الكثافة السكانية الأعلى، وبالتالي نحن أمام واقع جديد ومختلف، وفي مواجهة أزمة صحية مستمرة، لا سيما أن أفضل شركات الدواء ومراكز الأبحاث لا زالت عاجزة عن تطوير لقاح فعّال ويقضي على الفيروس بصورة نهائية، ولم تتمكن اللقاحات المعلن عنها حول العالم حتى اللحظة من إثبات قدرتها للسيطرة على الفيروس.

وفي ظل هذا الوضع المربك، واستمرار (كوفيد 19) بالتنقل بكل حرية بين الأشخاص والمنازل، دون اكتشاف لقاح أو علاج يحاصره تماما ويقضي عليه، فإن الحل الوحيد والأكيد هو التعاون والتضامن للقضاء على هذا الفيروس، من خلال زيادة الوعي الصحي للفرد والمجتمع، والالتزام التام بتعليمات وزارة الصحة والجهات الأمنية، وعدم الإخلال بالأمن الصحي أو التخلي عن أساليب الوقاية، وعدم التهاون بارتداء الكمامة وغسل اليدين ومنع المصافحة والمحافظة على التباعد الجسدي خارج المنزل. ويجب علينا جميعا أن نعيش بوعي ومسؤولية أكثر من أي وقت مضى، وأن نتكاتف معا من أجل مواجهة هذا الفيروس الجاثم على حياتنا!

وينبغي على وسائل الإعلام والوكالات الإعلانية العمل معا والتعاون فيما بينها لابتكار رسائل توعوية جديدة، وضخ المزيد من المحتوى الصحي والوقائي، والتذكير والتشديد على أهمية دور كل فرد في الحد من انتشار الفيروس، وضرورة الالتزام بكل الإجراءات الوقائية. لأن الأكثر خطورة اليوم هو استمرار السلوكيات المعززة لانتشار الفيروس، نتيجة الجهل أو الأنانية أو المكابرة أو التهاون، وضرورة الرفض الجمعي لأي صورة من صور عدم تحمل المسؤولية، والمحافظة على الأمن الصحي والمجتمعي.

إن التعليمات الوقائية والإجراءات الاحترازية التي نعود لها اليوم، هي الضمان الوحيد لمحاصرة هذا الفيروس، وعدم السماح له بتكرار سيناريو العام الماضي، سواء بعودة الحظر الكامل أو الجزئي، وتعليق السفر داخليا، وبالتالي الدخول في عزلة اجتماعية جديدة، نحن في غنى عنها.

shakerabutaleb@