عبدالله قاسم العنزي

أسباب فسخ عقد النكاح

الاحد - 31 يناير 2021

Sun - 31 Jan 2021

لقد نصت المادة الـ33 من نظام المرافعات الشرعية على أن اختصاص محاكم الأحوال الشخصية بالنظر في جميع مسائل الأحوال الشخصية، ومنها إثبات الزواج، والطلاق، والخلع، وفسخ النكاح، والرجعة، والحضانة، والنفقة، والزيارة وغيرها من القضايا المتعلقة بالأحوال الشخصية.

وحديثنا اليوم عن عقد النكاح الذي يعد ميثاقا غليظا ورابطة تجمع الزوجين باختيارهما، فلا يجوز الإكراه فيه بوجه من الوجوه، لأنه يتعلق بحياة الزوجين ومستقبلهما وأولادهما، ومن ثم لا يجوز أن يدخل طرف من طرفي العقد مكرها أو مخدوعا أو مغشوشا لأن الشريعة الإسلامية منعت الغرر في كافة العقود ومنها عقد النكاح.

والمتفق عليه عرفا وعقلا أنه يجب على كل من الزوجين أن يخبر الآخر عند العقد بما فيه من عيوب قد تؤثر على الحياة الزوجية، فإذا لم يتم التوضيح عند عقد الزواج بأي عيب يعاني منه أحد الزوجين وتبين بعد الدخول أن في الزوج أو الزوجة عيبا منفرا يمنع الاستمتاع وتحصيل المقاصد الشرعية في النكاح فإن للطرف المتضرر أن يرفع دعوى، طلبا لفسخ العقد بسبب ذلك العيب، والعيوب التي يحق لكلا الطرفين طلب فسخ عقد النكاح بسببها تقسم إلى ثلاثة أقسام:

القسم الأول: عيوب الأمراض التي تصيب البدن كالعنة – وهي عجز الزوج عن الوطء – أو الداء في الفرج الذي يمنع الاستمتاع، وكذلك العقم للزوج على الصحيح من أقوال أهل العلم، ونحو ذلك من العيوب التي يعدها الناس في عرفهم عيبا يفوت به الاستمتاع أو كماله مثل الأمراض المعدية ونحوها.

وهنالك تطبيقات قضائية كثيرة على مثل هذه الحالات، فقد جاء في منطوق أحد الأحكام «وحيث جاء في الإفادة المذكورة بعاليه أن زوج المدعية مصاب بمرض الإيدز وهو من الأمراض الخطيرة التي توجب نفرة من أصيب به من الزوجين من الآخر ولما قرره أهل العلم مثل هذا العيب يثبت لكل واحد من الزوجين الفسخ ولو حدث بعد العقد والدخول، ولذا ولطلب المدعية فقد فسخت نكاحها من المدعى عليه».

القسم الثاني: عيوب الأمراض النفسية، ويطلق عليها أيضا اضطرابات الصحة العقلية، التي تؤثر على مزاج الشخص وتفكيره وسلوكه مثل الفصام أو الاكتئاب المزمن أو القلق وغيرها من الأمراض التي لا تستقيم بها حياة الزوجين، ويتعذر بسببها الاستقرار بينهما. وقد صدر حكم في فسخ عقد نكاح تضمن أنه «جرى الاطلاع على التقرير الطبي النفسي المتضمن المذكور له ملف في المستشفى، وسبق أن تنوم في المستشفى وهو يعاني من ذهان فصامي مزمن مع ضلالات عظمة وضلالات اضطهادية وهلاوس سمعية...»، كذلك جاء في صك الحكم نفسه «وللإقرار بالمرض النفسي مما أدى لعدم الاهتمام بزوجته وأبنائه ولأنه يتعذر استمرار الحياة الزوجية بهذه الحالة لذلك كله فقد فسخت نكاح المدعية من زوجها المدعى عليه».

القسم الثالث: عيوب الانحرافات السلوكية مثل سوء العشرة وسب وشتم الزوجة أو ضربها وعدم الإنفاق عليها بقصد الإضرار بها أو إدمان المخدرات أو المسكر ونحوها من السلوكيات التي لا تستقيم معها الحياة الزوجية، وقد صدر في مثل هذه العيوب عدة دعاوى فسخ في المحاكم. وللحديث بقية

نستكملها في مقالات ثانية.

expert_55@