فورين بوليسي: أمن الخليج شرط لنجاح المفاوضات مع إيران
إدارة بايدن لن تقدم على أي خطوة دون استشارة شركائها في المنطقة
صعب يؤكد أن ضربات إيران الإرهابية حطمت كل نبرات التفاؤل العربية
فشل الردع الأمريكي لطهران هز صورة واشنطن كـ(شريك أمني موثوق)
قادة الخليج سيبحثون مع الإدارة الأمريكية كيفية مواجهة التحدي الإيراني
مطالب بخطة عسكرية أمريكية ملموسة لمواجهة تهديدات الملالي المتزايدة
إدارة بايدن لن تقدم على أي خطوة دون استشارة شركائها في المنطقة
صعب يؤكد أن ضربات إيران الإرهابية حطمت كل نبرات التفاؤل العربية
فشل الردع الأمريكي لطهران هز صورة واشنطن كـ(شريك أمني موثوق)
قادة الخليج سيبحثون مع الإدارة الأمريكية كيفية مواجهة التحدي الإيراني
مطالب بخطة عسكرية أمريكية ملموسة لمواجهة تهديدات الملالي المتزايدة
السبت - 30 يناير 2021
Sat - 30 Jan 2021
أكدت مجلة (فورين بوليسي) الأمريكية أن أمن الخليج شرط أساسي لنجاح أي مفاوضات نووية تجري بين إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظام الملالي الإيراني خلال الفترة المقبلة، وأكدت أن وجود دول المنطقة في الاتفاق الجديد سيكون الضامن الوحيد لاستمراره وبقائه.
وقدم مدير برنامج الدفاع والأمن في معهد الشرق الأوسط بلال صعب، خطة واضحة لنجاح إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في مفاوضاته المقبلة مع إيران حول برنامجها النووي، تقوم على إشراك دول الخليج واعتماد استراتيجية فعلية لحمايتها، وفقا لموقع (24) الإماراتي.
وأكد في تحليله للمجلة الأمريكية أن الاتفاق النووي الذي وقعه الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما في 2015 مع إيران، لم يحظ بترحيب شركاء واشنطن الإقليميين، وتحديدا معظم دول الخليج العربي، وهو ما أدى إلى فشله في التعامل مع مخاوفها الأمنية الإقليمية، والتي تتجاوز قدرات إيران في مجال التخصيب النووي.
تكرار الخطأ
وحذر صعب من تكرار الخطأ نفسه، وقال «مستشارو أوباما لم يتمكنوا من التوصل إلى اتفاق شامل خوفا من انسحاب إيران من المفاوضات، في حال ذكرهم ترسانة طهران الصاروخية، وشبكة وكلائها الإقليميين».
ويضيف «فور التوصل إلى الاتفاق النووي مع إيران، حاول أوباما احتواء مخاوف شركائه في الخليج العربي، من خلال البحث في سبل تعزيز علاقاتها مع الولايات المتحدة في مجالي الدفاع والأمن، وذلك في قمتي كامب ديفيد في 2015، والرياض في 2016. وبالفعل أحرز بعض التقدم في مجالات مكافحة الإرهاب والدفاع ضد الصواريخ الباليستية والأمن السيبراني والأمن البحري».
اقتراحات بايدن
وتوقع محلل (فورين بوليسي) أن تقدم الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة جو بايدن، والتي عمل عدد من أعضائها مع أوباما في قضايا الشرق الأوسط، وتحديدا ما يتعلق منها بالشأن النووي الإيراني، اقتراحاتها قريبا حول سبل تجديد تلك النقاشات مع شركائها الخليجيين، وربما مع بعض التعديلات على الصيغة السابقة.
ولفت إلى أن إدارة بايدن قد تتبع نهجا أشمل بالدفع نحو حوار أمني إقليمي، بالتوازي مع المحادثات النووية المحتملة، وقال: ومن شأن مثل هذا الحوار أن يحدد معايير جديدة للسلوك، ويطلق تدابير لبناء الثقة، ويخفض التوتر السياسي في المنطقة.
وتابع: هذا المقترح سيكون محل ترحيب من معظم القوى في الشرق الأوسط بشكل عام، ففي النهاية يعد الشرق الأوسط المنطقة الوحيدة في العالم التي تفتقر لعملية شاملة متعددة الأطراف لدعم الاستقرار، وهي في حاجة ماسة لها.
فشل الردع
وبدا صعب أكثر تشاؤما بالمفاوضات مع إيران، وقال «من غير المرجح أن تنجح الأفكار الجديدة حول الاتفاق النووي مع إيران، ما لم تكن هناك ثقة أعمق بين الولايات المتحدة وشركائها الإقليميين، إذ إن السبب الرئيسي في فشل قمتي كامب ديفيد والرياض، أن دول الخليج العربي فقدت الثقة في استعداد واشنطن للوقوف إلى جانبها عندما تواجه المخاطر».
ولفت إلى أن استعادة الثقة بين الطرفين ستستغرق وقتا نظرا للفجوة الكبيرة بينهما، ربما يتطلب الأمر مزيدا من الدبلوماسية الشخصية عالية المستوى، وهو ما يقدره العرب كثيرا، وربما تكون هناك حاجة لمبادرات جديدة في التعاون الأمني، للتعامل مع سلسلة التهديدات التقليدية وغير التقليدية التي تمثلها إيران.
وتابع: مع ذلك قد لا يكون ذلك كافيا، لأن الضربات الإيرانية لمنشآت النفط السعودية ببقيق عام 2019 حطمت كل المعتقدات العربية عن واشنطن «الشريك الأمني الموثوق»، وتسببت في أضرار جسيمة لعقيدة كارتر، التي تهدف إلى الرد الفوري على مثل هذه الهجمات، إذا فشل الردع.
الرد الحاسم
وأكد أن بعض دول الخليج اختارت كتم مخاوفها العميقة من فشل الردع الأمريكي لتتجنب الوقوع في أزمة سياسية مع الرئيس السابق دونالد ترمب، وبالتالي منح الإيرانيين انتصارا آخر، لكن فريق بايدن للسياسة الخارجية وقادة دول الخليج العربي سيكون لديهم الكثير من الفرص للتشاور حول كيفية مواجهة التحدي الإيراني.
وقال «رغم الصدمة التي تركتها الحادثة، إلا أن إدارة ترمب وشركاءها العرب لم يفعلوا الكثير بعد ذلك، اغتالت واشنطن قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني في يناير 2020، لكن هذا الرد جاء بعد أشهر عدة من اعتداء بقيق، مما ألقى بظلال من الشك على النظرية القائلة إنها عقاب على حادثة بقيق، وأكد «الردع يكون ذا مصداقية ومفيدا فقط عندما يكون واضحا وفوريا وحاسما، ولم تكن تصفية سليماني في هذا الإطار».
خطة عسكرية
وتوقع أن تتضمن المحادثات اعتداء بقيق الإرهابي، وكيفية ردع اعتداء آخر، وقال: الأمر يتطلب خطة عملياتية عسكرية أمريكية ملموسة لمواجهة التهديدات الإيرانية، وحماية الأصول الحيوية في السعودية والإمارات والبحرين ومناطق أخرى في شبه الجزيرة العربية، من الصواريخ والمقذوفات الإيرانية الفتاكة، بما يوفر تطمينات أمنية مطلوبة بشدة للشركاء الإقليميين، ومزيدا من الحرية لواشنطن في مفاوضاتها النووية.
وأنهت المجلة الأمريكية تأكيدها على أن هذه الخطط موجودة بالفعل، ولكن دون توجيه استراتيجي أمريكي واضح من القيادة التنفيذية حول متى وأين يمكن تفعيلها، ولذلك من الأفضل أن تركز المحادثات العربية الأمريكية حول الأمن الإقليمي، على معايير ما ستلتزم الولايات المتحدة بفعله لحماية شركائها، والأهم من ذلك هو كيف يمكن للعرب أن يساهموا في تلك الخطط بأصولهم العسكرية، لأن الشراكة عنصر أساسي في نجاح هذا النهج.
وقدم مدير برنامج الدفاع والأمن في معهد الشرق الأوسط بلال صعب، خطة واضحة لنجاح إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في مفاوضاته المقبلة مع إيران حول برنامجها النووي، تقوم على إشراك دول الخليج واعتماد استراتيجية فعلية لحمايتها، وفقا لموقع (24) الإماراتي.
وأكد في تحليله للمجلة الأمريكية أن الاتفاق النووي الذي وقعه الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما في 2015 مع إيران، لم يحظ بترحيب شركاء واشنطن الإقليميين، وتحديدا معظم دول الخليج العربي، وهو ما أدى إلى فشله في التعامل مع مخاوفها الأمنية الإقليمية، والتي تتجاوز قدرات إيران في مجال التخصيب النووي.
تكرار الخطأ
وحذر صعب من تكرار الخطأ نفسه، وقال «مستشارو أوباما لم يتمكنوا من التوصل إلى اتفاق شامل خوفا من انسحاب إيران من المفاوضات، في حال ذكرهم ترسانة طهران الصاروخية، وشبكة وكلائها الإقليميين».
ويضيف «فور التوصل إلى الاتفاق النووي مع إيران، حاول أوباما احتواء مخاوف شركائه في الخليج العربي، من خلال البحث في سبل تعزيز علاقاتها مع الولايات المتحدة في مجالي الدفاع والأمن، وذلك في قمتي كامب ديفيد في 2015، والرياض في 2016. وبالفعل أحرز بعض التقدم في مجالات مكافحة الإرهاب والدفاع ضد الصواريخ الباليستية والأمن السيبراني والأمن البحري».
اقتراحات بايدن
وتوقع محلل (فورين بوليسي) أن تقدم الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة جو بايدن، والتي عمل عدد من أعضائها مع أوباما في قضايا الشرق الأوسط، وتحديدا ما يتعلق منها بالشأن النووي الإيراني، اقتراحاتها قريبا حول سبل تجديد تلك النقاشات مع شركائها الخليجيين، وربما مع بعض التعديلات على الصيغة السابقة.
ولفت إلى أن إدارة بايدن قد تتبع نهجا أشمل بالدفع نحو حوار أمني إقليمي، بالتوازي مع المحادثات النووية المحتملة، وقال: ومن شأن مثل هذا الحوار أن يحدد معايير جديدة للسلوك، ويطلق تدابير لبناء الثقة، ويخفض التوتر السياسي في المنطقة.
وتابع: هذا المقترح سيكون محل ترحيب من معظم القوى في الشرق الأوسط بشكل عام، ففي النهاية يعد الشرق الأوسط المنطقة الوحيدة في العالم التي تفتقر لعملية شاملة متعددة الأطراف لدعم الاستقرار، وهي في حاجة ماسة لها.
فشل الردع
وبدا صعب أكثر تشاؤما بالمفاوضات مع إيران، وقال «من غير المرجح أن تنجح الأفكار الجديدة حول الاتفاق النووي مع إيران، ما لم تكن هناك ثقة أعمق بين الولايات المتحدة وشركائها الإقليميين، إذ إن السبب الرئيسي في فشل قمتي كامب ديفيد والرياض، أن دول الخليج العربي فقدت الثقة في استعداد واشنطن للوقوف إلى جانبها عندما تواجه المخاطر».
ولفت إلى أن استعادة الثقة بين الطرفين ستستغرق وقتا نظرا للفجوة الكبيرة بينهما، ربما يتطلب الأمر مزيدا من الدبلوماسية الشخصية عالية المستوى، وهو ما يقدره العرب كثيرا، وربما تكون هناك حاجة لمبادرات جديدة في التعاون الأمني، للتعامل مع سلسلة التهديدات التقليدية وغير التقليدية التي تمثلها إيران.
وتابع: مع ذلك قد لا يكون ذلك كافيا، لأن الضربات الإيرانية لمنشآت النفط السعودية ببقيق عام 2019 حطمت كل المعتقدات العربية عن واشنطن «الشريك الأمني الموثوق»، وتسببت في أضرار جسيمة لعقيدة كارتر، التي تهدف إلى الرد الفوري على مثل هذه الهجمات، إذا فشل الردع.
الرد الحاسم
وأكد أن بعض دول الخليج اختارت كتم مخاوفها العميقة من فشل الردع الأمريكي لتتجنب الوقوع في أزمة سياسية مع الرئيس السابق دونالد ترمب، وبالتالي منح الإيرانيين انتصارا آخر، لكن فريق بايدن للسياسة الخارجية وقادة دول الخليج العربي سيكون لديهم الكثير من الفرص للتشاور حول كيفية مواجهة التحدي الإيراني.
وقال «رغم الصدمة التي تركتها الحادثة، إلا أن إدارة ترمب وشركاءها العرب لم يفعلوا الكثير بعد ذلك، اغتالت واشنطن قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني في يناير 2020، لكن هذا الرد جاء بعد أشهر عدة من اعتداء بقيق، مما ألقى بظلال من الشك على النظرية القائلة إنها عقاب على حادثة بقيق، وأكد «الردع يكون ذا مصداقية ومفيدا فقط عندما يكون واضحا وفوريا وحاسما، ولم تكن تصفية سليماني في هذا الإطار».
خطة عسكرية
وتوقع أن تتضمن المحادثات اعتداء بقيق الإرهابي، وكيفية ردع اعتداء آخر، وقال: الأمر يتطلب خطة عملياتية عسكرية أمريكية ملموسة لمواجهة التهديدات الإيرانية، وحماية الأصول الحيوية في السعودية والإمارات والبحرين ومناطق أخرى في شبه الجزيرة العربية، من الصواريخ والمقذوفات الإيرانية الفتاكة، بما يوفر تطمينات أمنية مطلوبة بشدة للشركاء الإقليميين، ومزيدا من الحرية لواشنطن في مفاوضاتها النووية.
وأنهت المجلة الأمريكية تأكيدها على أن هذه الخطط موجودة بالفعل، ولكن دون توجيه استراتيجي أمريكي واضح من القيادة التنفيذية حول متى وأين يمكن تفعيلها، ولذلك من الأفضل أن تركز المحادثات العربية الأمريكية حول الأمن الإقليمي، على معايير ما ستلتزم الولايات المتحدة بفعله لحماية شركائها، والأهم من ذلك هو كيف يمكن للعرب أن يساهموا في تلك الخطط بأصولهم العسكرية، لأن الشراكة عنصر أساسي في نجاح هذا النهج.