قطع غيار الطائرات.. التوريد قبل التصنيع

من خبرة تصل إلى 12 عاما، تساءلت - لوهلة - لم لا أرى شركة سعودية تعمل داخل المملكة في نشاط توريد قطع غيار الطائرات، غير أن هذا التساؤل لم يدم طويلا إذ سرعان ما قلت في نفسي: قبل أن تكون هناك شركة سعودية هل يوجد لدينا داخل المملكة شركة عالمية موردة لقطع غيار الطائرات، أو على أقل تقدير هل يوجد مستودع قطع غيار طائرات تابع لإحدى الشركات المصنعة؟. للأسف لا يوجد. وربما يقفز سؤال إلى أذهان غير المتخصصين، هل هذه التجارة مربحة؟، الإجابة نعم .. بل تعد من النشاطات التجارية التي تدر الكثير من المال.

وهناك سؤال آخر يهم المستثمرين أيضا .. ما أهمية وجود مستودع لقطع الطائرات داخل المملكة؟، الإجابة وبكل بساطة أن وجود مورد قطع طائرات داخل المملكة سوف يسهم في سرعة توفير قطع الغيار المطلوبة، حيث إن أقصر مدة تصل فيها القطع من خارج المملكة هي 12 ساعة، وهذه المدة - الأقصر - تعد طويلة في عالم الطيران.

أرجو ألا يتصور القارئ أنني أعرف سبب عدم وجود هذا النشاط التجاري في المملكة، لكني وبكل صدق مندهش من انتقال شركات - عاملة في هذا المجال - إلى دول مجاورة لنا، وقد كانت في الأساس موجودة في كندا وأوروبا!!. جاءت بالقرب منا حتى تبيع لنا قطع الطائرات. هذه الشركات الموجودة حاليا بالقرب منا لم تفكر بأن توجد داخل المملكة، وحتى لا يتصور القارئ أنها وجدت في الدول المجاورة لنا لأن لديها أعمالا في المنطقة وليس فقط في السعودية، فإنني أجزم بأن هناك شركات موجودة في دولة مجاورة لنا ليس لها نشاط تجاري إلا مع المملكة، أي أن هذه الشركات أتت من أقصى الغرب لتستقر في دولة مجاورة للمملكة لكي تبيع للمملكة!.

ما أود أن أقوله هو أننا في -المملكة- لدينا طموح في التصنيع، وكما هو معروف فإن التصنيع يبدأ بالتوريد ثم ينتقل إلى الصيانة وصولا إلى التصنيع. وما أتمناه هو أن تتولى جهة رسمية داخل المملكة ملف قطع غيار الطائرات، وزارة الاستثمار أو شركة «سامي» أو الهيئة العامة للطيران المدني. هذه التجارة لها منافع كثيرة، بداية من تشييد المستودعات إلى الخدمات اللوجستية، وصولا إلى ورش الصيانة لهذه القطع، والأهم الفرص الوظيفية التي سوف تخلق بسبب هذه التجارة.

تذكروا كلامي هذا ... لو أصبح لدينا موردون لقطع غيار الطائرات، فسوف تكون لدينا عائلات تمتلك ورش صيانة مثل تلك التي توجد في ميامي.

أسر منتجة لكن فنية ... المقال القادم.

@ALSHAHRANI_1400