إردوغان يقابل غصن الزيتون بالصواريخ

تقرير أوروبي يعتبر الرئيس التركي (عدوا) يعيش بينهمتجاهل حظر الأسلحة في ليبيا واستمر بالتنقيب في شرق المتوسطساعد أذربيجان في ارتكاب جرائم حرب في ناجورنو كاره باخحول تركيا إلى دولة سلطوية بعد سلسلة من عمليات التطهيرالاتحاد الأوروبي يلوح بردع الميول العدوانية للديكتاتور
تقرير أوروبي يعتبر الرئيس التركي (عدوا) يعيش بينهمتجاهل حظر الأسلحة في ليبيا واستمر بالتنقيب في شرق المتوسطساعد أذربيجان في ارتكاب جرائم حرب في ناجورنو كاره باخحول تركيا إلى دولة سلطوية بعد سلسلة من عمليات التطهيرالاتحاد الأوروبي يلوح بردع الميول العدوانية للديكتاتور

الاحد - 24 يناير 2021

Sun - 24 Jan 2021

في الوقت الذي يمد فيه الاتحاد الأوروبي غصن زيتون آخر، يتطلع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لحروبه المقبلة عبر المدافع والصواريخ.. هذا ما قالته مديرة العلاقات الدولية في مركز الشؤون السياسية والخارجية كيلي الخولي، قبيل المحادثات التي تجمع تركيا واليونان ودول أوروبا غدا حول التوترات الدائرة في شرق البحر المتوسط.

ونبهت السياسية الفرنسية في مقال نشره موقع (مودرن ديبلوماسي) ونقله موقع (24) الإماراتي، من أن يتجاهل الاتحاد الأوروبي، خلال المحادثات مخاطر العدوان التركي الأحادي الجانب على جميع الجبهات، لافتة إلى أن إردوغان لم يبذل أي جهود حقيقية لتحسين العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، باستثناء الوعود غير المجدية بين الحين والآخر بفتح صفحة جديدة.

وأشارت إلى أنه منذ أكتوبر الماضي وعلى مدار ثلاثة أشهر، استمر في تحريض جميع الدول على مقاطعة المنتجات الفرنسية، واستمر بالتنقيب عن الغاز في شرق البحر المتوسط، وتجاهل بشكل صارخ حظر الأسلحة في ليبيا، وساعد أذربيجان في ارتكاب جرائم حرب في ناجورنو كاره باخ.

صفعة أوروبية

تقول الخبيرة السياسية «رغم التحذيرات العديدة الصادرة عن الاتحاد الأوروبي، والمحاولات الدبلوماسية العديدة الفاشلة لحل الأزمة في شرق المتوسط، وعدت قمة الاتحاد الأوروبي الأخيرة بمعاقبة بعض المسؤولين الأتراك، هذا الوعد الرمزي البسيط لا يتعدى كونه (صفعة) أثبتت أنها غير ناجحة في ردع الميول العدوانية لتركيا، فمواقفها العدائية المتزايدة، واستخدامها أزمة اللاجئين، وانتهاكها الواضح للقانون الدولي في شرق البحر المتوسط وليبيا وسوريا وناجورنو كاره باخ يمثل خطرا على القيم الأوروبية والهوية والأمن».

وتضيف «يجد العالم نفسه أمام ديكتاتور في طور التكوين، يحلم بعودة الإمبراطورية العثمانية، ويسعى إلى تدمير الإرث الديموقراطي والعلماني لأتاتورك، وهو من أشد المؤيدين للإسلام السياسي- وخاصة الإخوان المسلمين- ويتهم الغرب بلا هوادة بأنه يريد (إعادة شن الحروب الصليبية) ضد الإسلام».

دعم المتطرفين

وحذرت الخولي من دعم إردوغان للمتطرفين، وقالت «منذ عام 2014، عمل إردوغان وجهاز الاستخبارات التركية باستمرار على تسهيل حركة العبور عبر الحدود إلى سوريا، وشحن أسلحة غير مشروعة إلى عدد من الجماعات الجهادية المتطرفة، كما تستخدم الحكومة التركية جمعية (سادات)، وهي جماعة شبه عسكرية موالية لإردوغان، لمساعدة الجماعات التي يمكن اعتبارها منظمات إرهابية مثل (فرقة السلطان مراد وأحرار الشام) في شمال سوريا، وتستخدم مقاتليها لإرسالهم إلى ليبيا وناجورنوكاره باخ، ومؤخرا كشمير من أجل تعزيز السياسة الخارجية لتركيا».

ولفتت إلى أن إردوغان يستخدم مزيجا من الإسلام السياسي والقومية لتوسيع نفوذ تركيا في جميع أنحاء العالم، وتوطيد سلطتها في الداخل.

ازدراء الغرب

وأشارت إلى أن الفصيلين الأكثر نفوذا في تركيا هما المتطرفون والقوميون الجدد العلمانيون، الذين يحتقرون بعضهم البعض لكنهم يشتركون في ازدراء عميق للغرب، وقالت «بفضل القوميين الجدد والزعيم الإرهابي الماوي السابق دوجو بيرينجيك، تمتعت تركيا بعلاقات أكثر دفئا مع روسيا والصين على مدى السنوات الخمس الماضية. ونتيجة لهذه التحولات في التحالفات وتزايد المشاعر المعادية للغرب، تزايد خلاف تركيا مع الغرب».

علاوة على ذلك، أضافت الخبيرة الفرنسية «يدفع الاستياء المتزايد في الداخل التركي إردوغان إلى تبني تكتيكات أكثر عدوانية، وسياسات انقسامية، ويعكس سلوكه توجهات زعيم سلطوي مذعور. يبحث بيأس عن صراع لصرف انتباه الشعب التركي عن تدهور الليرة، وسوء التعامل مع تفشي جائحة كورونا، وتدهور الاقتصاد.

عمليات تطهير

وتوقعت مديرة العلاقات الدولية في مركز الشؤون السياسية والخارجية أن تحدد الانتخابات االمقبلة، المُقرر إجراؤها في غضون ثلاث سنوات، مستقبل تركيا، وتقول «إذا فاز إردوغان في الانتخابات المقبلة، فسيؤدي ذلك إلى ترسيخ سلطته وتقربه خطوة أخرى نحو تحويل تركيا إلى دولة ديكتاتورية، فخلال سنوات حكمه، أجرى إردوغان سلسلة من عمليات التطهير لإضعاف وإسكات المعارضين».

وتضيف «مع ذلك، فإن الخسارة التي مُني بها حزب إردوغان في الانتخابات البلدية الأخيرة في إسطنبول وأنقرة في 2019، دليل على تراجع شعبية إردوغان، وتقدم بصيص أمل للمعارضة، وتمثل الشخصيات السياسية مثل رئيس بلدية إسطنبول الجديد أكرم إمام أوغلو، أو رئيس بلدية أنقرة الجديد منصور يافاش، مستقبلا أكثر إشراقا لتركيا».

فرصة نادرة

وترى أن الرئيس التركي يجد نفسه الآن في موقف ضعف، وتقول «يمثل الوضع الحالي فرصة نادرة للاتحاد الأوروبي للتحرك الفعلي ضد إردوغان، لكن الأول لازال منقسما بشدة حول كيفية التعامل مع وضع يستمر في التدهور، ويبدو أن بعض الدول الأعضاء، وخاصة ألمانيا، تتمسّك بالاعتقاد الساذج بأنه لا يزال من المُمكن تطويع إردوغان».

وتتابع «إن تردد الاتحاد الأوروبي في فرض أدنى العقوبات على تركيا، دليل على انقسامه وضعفه، وهو أمر يشجع السلطان الجديد، ولعل الرد القوي والموحد من الاتحاد الأوروبي هو السبيل الوحيد لكبح أجندة إردوغان التوسعية».

وختمت الخولي قائلة «إن سياسة إردوغان الخارجية العدائية وخطابه القومي المثير للجدل، يجعلان من المستحيل علينا اعتبار (تركيا-إردوغان) حليفتنا. ففي الوقت الذي يمد فيه الاتحاد الأوروبي غصن زيتون آخر، يتطلع إردوغان لحروبه المقبلة».

لماذا تحذر الخولي أوروبا من إردوغان؟

  • يتبنى سياسات أكثر عدوانية ضد الغرب

  • يحاول استثمار (الإسلام السياسي) ليصنع من نفسه زعيما

  • يعكس سلوكه توجهات زعيم سلطوي يقوم نظامه على القمع

  • يشغل الشعب التركي بصراعات خارجية بعد الانهيار الاقتصادي

  • يصنع الخلافات مع دول الجوار ويعمل على نشر الكراهية

  • يدفع بجنوده للحرب في سوريا والتدخل في شؤون ليبيا

  • أثار الفتنة والقتل بين أذربيجان وأرمينيا

  • تقوم سياسته على التدخل في شؤون الغير وعدم احترام سيادتهم


الخطوات المحتملة لمواجهة إردوغان:

• إعادة التفاوض بشأن اتفاقية المهاجرين

• فرض عقوبات على جمعية (سادات) وزعيمها عدنان تانريفيردي

• فرض حظر على تصدير الأسلحة لتركيا

• تعليق الاتحاد الجمركي بين الاتحاد الأوروبي وتركيا

• تعليق عضوية تركيا في (الناتو)