منيرة السبيت

النقاط العمياء في القيادة

الأربعاء - 13 يناير 2021

Wed - 13 Jan 2021

إنه من قصر النظر أننا نعتقد أن قائد أي منظمة لديه كل الحلول لما تخوضه المنظمة من النزاعات الصغيرة حتى الصراعات الكبيرة. بالرغم من أن القادة اعتادوا على حل المشاكل فورا بمجرد ظهورها، إلا أنه غير منطقي أن نتوقع من أي شخص أن يعرف الإجابة عن كل شيء. كلنا نفهم ذلك في حياتنا اليومية.

ومع ذلك، عندما تطرح الأسئلة في أماكن العمل، يشعر عديد من القادة بأنهم مضطرون للحصول على إجابات فورية. عندما يجيب القادة بسرعة كبيرة، يحصل المرؤوسون على مثال غير واقعي للقيادة الجيدة، هناك أيضا احتمال كبير لأن تكون الإجابة الفورية خاطئة، وفي الوقت نفسه، عندما يختلف المرؤوس مع قائده على إجابة معينة أو يشاركه حلا آخر، يصبح الوضع غير مريح للقائد أو المرؤوس أو كليهما، وقد يفشل واحد منهما في فهم الآخر فيحصل الخلاف، ويؤثر ذلك على الجميع والمنظمة بأكملها.

ربما يرى بعض القادة أنفسهم بأنهم يتواصلون بشكل جيد مع الآخرين ويفشلون في تحديد العلاقات الإشكالية، ربما يعتقدون أنهم يجرون اجتماعات رائعة، بينما يشعر المرؤوسون بعدم الانخراط أو الانسجام الكافي. بقطع النظر عن المشكلة، التوقف والتساؤل عما يختلف فيه الموظفون في أي منظمة يعطي مثالا على أن القيادة تعني معرفة ما تعرفه وما لا تعرفه القادة.

إذن لماذا يحصل هذا النوع من الخلاف؟

يتفق معظم خبراء القيادة على أن السمة الأساسية للقادة الفعالين هي أنهم يعرفون من هم وما الذي يمثلونه، وأن أهم قدرة للقادة تكمن في تطوير الوعي الذاتي لديهم. عندما يفهم القائد نفسه بعمق، فإنه يظل راسخا وثابتا، حتى يعرف الناس ما يمكن توقعه منه. أن يكون القائد واعيا يعني أن يدرك الجوانب الداخلية لطبيعته، مثل سماته الشخصية والعواطف والقيم والمواقف والتصورات، وتقدير كيفية تأثير سلوكه على الآخرين. ويشمل الوعي الذاتي التعامل مع النزاعات والتغلب عليها، وتقبل النقد البناء من الآخرين والعمل به. عندما يكون القائد مدركا لذلك، فإنه يعرف نفسه جيدا، وبذلك يعتبر الاختلاف في صالح دعم الموظفين ونجاح المنظمة بأكملها. عندما أصبحت شارلوت بيرز، الرئيسة السابقة والرئيسة التنفيذية لشركة Ogilvy & Mather Worldwide، مشرفا إداريا لأول مرة، اعتبرت نفسها قائدة ودودة ومتفهمة. لكنها صُدمت عندما أخبرها أحد أصدقائها بأن أحد زملائها وصف أسلوب إدارتها بأنه «تهديد». كان هذا التعليق مدمرا لبيرز لأنه كان عكس الطريقة التي كانت تفكر بها عن نفسها تماما.

كثير من القادة مثل شارلوت بيرز لديهم نقاط عمياء تمنعهم من رؤية ما هم عليه بالفعل، وتأثير أسلوب تفكيرهم وسلوكهم على الآخرين.

والنقاط العمياء بشكل عام هي الأشياء التي لا يدركها القائد أو لا يدرك أنها مشاكل، وهي التي تحد من فاعليته وتعوق نجاحه الوظيفي، بغض النظر عن مواهبه ونجاحاته القوية. تعقد شارلوت بيرز الآن ندوات للقيادات النسائية، وأحد الأشياء التي تخبرهن بها هو أهمية فهم أنفسهن بوضوح.

نحتاج أن نضع في اعتبارنا أن معظم الناس لا يتوقعون الكمال من قادتهم، فهم يتوقعون قائدا مدركا، معترفا بما هو عليه، قادرا على فهم نفسه أولا ليسهل عليه فهم الآخرين، حتى يحظى بمنظمة تعكس فعاليته. من خلال هذا التفكير الذاتي الصريح يمكن للقادة أن يصبحوا الأصول الاستثنائية التي من المتوقع أن يكونوها في المنظمة.

@Olla_M