كيف تحولت إيران إلى مقر دائم للقاعدة؟

بومبيو: المعلومات المخابراتية فضحت أيادي نظام طهران الملطخة بالدماء التنظيم الإرهابي تدرب في معقل «حزب الله» وسافر دون ختم جوازاته قادة الملالي يبتزون دول المنطقة من خلال هجمات إرهابية وخطر قادم مأزق11 سبتمبر دفع الشبكة العالمية للبحث عن بديل لأفغانستان رسالة بن لادن الخاصة أكدت أن طهران الشريان الرئيس للتنظيم نظام الملالي يعتقل الأقليات والمدافعين عن الحرية ويغض الطرف عن القتلة
بومبيو: المعلومات المخابراتية فضحت أيادي نظام طهران الملطخة بالدماء التنظيم الإرهابي تدرب في معقل «حزب الله» وسافر دون ختم جوازاته قادة الملالي يبتزون دول المنطقة من خلال هجمات إرهابية وخطر قادم مأزق11 سبتمبر دفع الشبكة العالمية للبحث عن بديل لأفغانستان رسالة بن لادن الخاصة أكدت أن طهران الشريان الرئيس للتنظيم نظام الملالي يعتقل الأقليات والمدافعين عن الحرية ويغض الطرف عن القتلة

الأربعاء - 13 يناير 2021

Wed - 13 Jan 2021

اتهمت الولايات المتحدة الأمريكية طهران بأنها (البيت الجديد للقاعدة)، وأكدت أنها تقوم بجمع الأموال للتنظيم الإرهابي، والتواصل مع قادتها في جميع أنحاء العالم.

كشف وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو تفاصيل ومعلومات استخباراتية مهمة رفعت عنها السرية، وأكد في مؤتمر صحفي أن إيران باتت بديلا لأفغانستان وباكستان اللتين كانتا الملاذ الآمن السابق للقاعدة.

وقال «لطالما اعتقد الخبراء أن بعض قادة القاعدة فروا إلى إيران في أعقاب الغزو الأمريكي لأفغانستان الذي أعقب هجمات 11 سبتمبر 2001، لكنهم يختلفون بشأن مدى العلاقات اللاحقة، إن جهاديي القاعدة والقيادة الدينية الإيرانية على طرفي نقيض الانقسام الديني بين السنة والشيعة، والاثنان على طرفي نقيض في بعض المواقع، لطالما نفت إيران مزاعم أنها تستضيف القاعدة، لكن المعلومات الاستخباراتية أكدت تورطهم».

أياد ملطخة

وأكد بومبيو أن النظام الإيراني أعطى للشبكة الإرهابية التي تلطخت أيديها بالدماء بيتا مستداما، ووفرت طهران ملاذا أمنا لكبار قادة الجماعة الإرهابية وهم يخططون لشن هجمات ضد أمريكا وحلفائنا، ومنذ عام 2015، سمحت طهران لشخصيات القاعدة في البلاد بالتواصل بحرية مع الشبكة العالمية، وأداء العديد من الوظائف التي كانت موجهة سابقا من أفغانستان وباكستان بما في ذلك الإذن بشن الهجمات والدعاية وجمع التبرعات.

وأضاف «في 2016 فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على ثلاثة من كبار عملاء القاعدة المقيمين في إيران»، وأشار إلى أن إيران «سمحت عن علم لأعضاء القاعدة، بما في ذلك العديد من خاطفي الطائرات في 11 سبتمبر، بعبور أراضيها في طريقهم إلى أفغانستان للتدريب والتخطيط العملياتي».

مأزق 11 سبتمبر

وتابع بومبيو «إن تنظيم القاعدة وقع في مأزق بعد 11 سبتمبر، بفضل الجهود المتواصلة لجنودنا الشجعان، وضباط المخابرات والدبلوماسيين وحلفاء الناتو، وكل من يعملون بلا كلل للدفاع عن الحرية، وبات عدد عناصر القاعدة في أفغانستان الآن أقل بكثير مما كان عليه منذ عقود، ودفع هذا الجهد تنظيم القاعدة إلى البحث عن ملاذ آمن، ووجدوه في إيران، واستمر تنظيم القاعدة في علاقة مع طهران لما يقرب من ثلاثة عقود، كما أوضحت ذلك لجنة الحادي عشر من سبتمبر بوضوح».

وأشار إلى أنه في أوائل التسعينيات، سافر عملاء القاعدة إلى إيران ووادي البقاع في لبنان معقل (حزب الله) للتدريب على المتفجرات، في الفترة التي سبقت الحادي عشر من سبتمبر، وطلب النظام الإيراني من مفتشي الحدود عدم ختم جوازات سفر أعضاء القاعدة عندما دخلوا وعندما غادروا إيران، لمساعدتهم على تجنب الشك عند عودتهم إلى بلدانهم الأصلية».

وقبل تفجيرات 11 سبتمبر، سافر 8 على الأقل من خاطفي الطائرات عبر إيران بين أكتوبر 2000 وفبراير 2001، وبعدها بعشر سنوات حكم قاضٍ فيدرالي في نيويورك بأن إيران قدمت الدعم للهجمات الإرهابية، بناء على الدور الذي لعبته في تعزيز خطط عملاء القاعدة، ولجأ المئات من إرهابيي القاعدة وعائلاتهم الفارين من الانتقام الأمريكي إلى داخل إيران.

اعتراف بن لادن

وذكر وزير الخارجية الأمريكي أن القوات البحرية أثناء غارة «أبوت آباد»، عثرت على رسالة من زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، تلخص العلاقة منذ 11 سبتمبر بشكل جيد للغاية، حيث قال في كلمته الخاصة «إيران هي الشريان الرئيس للأموال والموظفين والاتصالات، ليست هناك حاجة للقتال مع إيران ما لم تضطر إلى ذلك».

وكشف بومبيو عن أدلة دامغة على تورط ايران، وقال «في 2013، أحبطت الحكومة الكندية مؤامرة لتنظيم القاعدة ضد قطار ركاب كان يربط بين تورونتو ونيويورك، وذكرت الحكومة الكندية أن المتآمرين تلقوا توجيهات من أعضاء القاعدة الذين يعيشون داخل إيران، كما أن إيران تعتقل الطلاب والأقليات الدينية والمدافعين عن البيئة، لكنها لا تعتقل قتلة القاعدة الجهاديين، وعلى الرغم من كل المساعدة التي قدمها نظام خامنئي للقاعدة، فرضت طهران بالفعل قيودا مشددة على عناصرها داخل إيران لبعض الوقت، حيث قام النظام بمراقبة أعضاء القاعدة عن كثب، ووضعهم تحت الإقامة الجبرية، كانوا في السيطرة، بن لادن نفسه اعتبر أعضاء القاعدة داخل إيران رهائن».

وتابع: «تغير كل شيء في عام 2015 وهو نفس العام الذي كانت فيه إدارة أوباما ومجموعة الدول الثلاث (فرنسا وألمانيا وبريطانيا) وضعت اللمسات الأخيرة على خطة العمل الشاملة المشتركة، وحدث تغيير جذري في محور إيران - القاعدة».

أفغانستان الجديدة

وشدد بومبيو على أن إيران هي (أفغانستان الجديدة) كمركز جغرافي رئيس للقاعدة ، لكنها في الواقع أسوأ، فعلى عكس أفغانستان، عندما كان تنظيم القاعدة يختبئ في جبالها، تعمل القاعدة الآن تحت القشرة الصلبة لحماية النظام الإيراني.

ويرى أن رؤية أمريكا لقدرات القاعدة وأنشطتها أقل بكثير مما كانت عليه في أنشطتها عندما كانوا في (تورا بورا) أو حتى في المناطق الجبلية في باكستان، فبعد الحادي عشر من سبتمبر، كانت أمريكا قادرة على إطلاق العنان لقوتها النارية ضد القاعدة في أفغانستان لدرجة أنها لم تعد بحاجة إلى وجود عسكري كبير في ذلك البلد، واليوم يجب أن تستخدم القوات العسكرية ضد عناصر القاعدة في اليمن.

وتابع بومبيو «ليس لدينا نفس الخيارات اليوم؛ لأن سفاحي القاعدة هؤلاء مختبئون في أعماق إيران، وإذا كان لدينا هذا الخيار، اخترنا القيام بذلك، فهناك مخاطرة أكبر بكثير في تنفيذه».

خطر قادم

ولفت بومبيو إلى أنه إذا تمكنت القاعدة من استخدام الهجمات الإرهابية في المنطقة لابتزاز الدول، فإننا نخاطر بإيقاف زخم الأجيال من أجل السلام في الشرق الأوسط، وقال «نحن نخاطر بالحد من العدد المتزايد من دول الشرق الأوسط التي ستدرك جميعها التهديد من إيران»، مضيفا «ولكن الأهم من ذلك، يجب على كل دولة أن تدرك أن هذا التواطؤ يزيد بشكل كبير من مخاطر الهجمات الإرهابية ضد شعوبها».

وذكر «إنه بينما تسمح إيران للقاعدة بالتواصل بحرية مع دعاة الكراهية في الخارج، تصبح دول مثل فرنسا أكثر عرضة لهجمات القاعدة، مثل مذبحة تشارلي إيبدو الدنيئة، نظرا لأن إيران تزود القاعدة بوثائق السفر مثل جوازات السفر، فإن دولا مثل ألمانيا ناضجة لتكون موقعا لإعادة إنشاء شيء مثل خلية هامبورج، التي كانت مفيدة جدا في هجمات 11 سبتمبر».

وتابع «تسمح إيران لقادة القاعدة بالسفر بحرية إلى سوريا، وستستمر إحدى أكبر الأزمات الإنسانية في العالم في الظهور، ويتم إغراء السوريين الفقراء ليصبحوا جهاديين»، وأكد أنه إذا سمحت إيران لقادة القاعدة بإرسال الأموال واستلامها من حركة الشباب، فإن الدول الغربية تخاطر بهجوم إرهابي مثل قاعدة أفغانستان قبل 11 سبتمبر، من الانتشار في الصومال، وقال «نحن نجازف بفقدان السيطرة على الممرات المائية الإستراتيجية».

7 ملايين مكافأة

وشدد وزير الخارجية الأمريكي على أن بلاده تلتزم بفرض عقوبات على الكيانات المصنفة على أنها مرتبطة بالقاعدة، بموجب قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1267، وذكر أن القيادة الأمريكية فرضت عقوبات على وزارة الداخلية والحرس الثوري الإيراني.

وأعلن خلال المؤتمر عن فرض عقوبات على قادة القاعدة المتمركزين في إيران، السلطان يوسف حسن العارف ومحمد أباتي، والمعروف باسم عبدالرحمن المغربي، وكشف عن أسماء ثلاثة قادة من كتائب القاعدة الكردية، وهي جماعة مرتبطة بالقاعدة وتعمل على الحدود بين إيران والعراق.

وأعلن عن مكافأة تصل إلى 7 ملايين دولار في إطار برنامج وزارة الخارجية (المكافأة من أجل العدالة) للمعلومات التي تؤدي إلى تحديد موقع المغربي أو تحديد هويته، وقال «نريد أن نعيده إلى الوطن في أمريكا من أجل العدالة»

الرد على ظريف

ونشر وزير الخارجية الأمريكية، مقطع فيديو يظهر قيام أشخاص بتمزيق صورة للواء قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وقال في تعليق على مقطع الفيديو «الآلاف من أبناء أمريكا المجندين إلى الشرق الأوسط؟ يسعون لملاحقة الشر وردع إيران وتحقيق الأمن لأمريكا».

وجاءت تغريدة بومبيو بعد قول وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، «إن كلام بومبيو في المؤتمر الصحفي هدفه «إثارة المزيد من الأكاذيب الحربية»، ورد بومبيو «تعلم أنك في صف الملائكة عندما يحصل هذا»، وذلك في تعليق على صورة لتغريدة نشرها وزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف، والتي وصف فيها بومبيو بأنه «وزير الكراهية».

ما المعلومات الجديدة التي كشفها بومبيو؟

  • سماح إيران للقاعدة بإنشاء مقر عملياتي جديد، بشرط التزام عناصرها بقواعد النظام

  • منذ عام 2015 منحت إيران قادة القاعدة حرية أكبر في الحركة داخل إيران تحت إشرافها

  • قدمت وزارة الاستخبارات والحرس الثوري الإيراني ملاذات آمنة ودعما لوجستيا مثل وثائق وجوازات السفر وبطاقات الهوية التي تمكن القاعدة من نشاطها

  • نتيجة لهذه المساعدة جعلت القاعدة قيادتها مركزية داخل طهران، وما زال أيمن الظواهري وزملاؤه موجودين هناك للآن

  • تمكن إرهابيو القاعدة مثل سيف العدل وأبو محمد المصري من التركيز بشكل جديد على العمليات العالمية والتخطيط لهجمات في جميع أنحاء العالم

  • سمحت طهران للقاعدة بجمع التبرعات، والتواصل بحرية مع أعضائها أنحاء العالم، وأداء العديد من الوظائف الأخرى التي كانت موجهة سابقا من أفغانستان أو باكستان


أبرز ما قاله وزير الخارجية الأمريكي:


  • تخيلوا الدمار الذي يمكن أن ينفذه تنظيم القاعدة إذا قرر النظام الإيراني تخصيص أموال ضخمة من الدولة لخدمة أهداف القاعدة

  • تصوروا مدى الضعف الذي سنواجهه إذا منحت إيران القاعدة الوصول إلى شبكات الأقمار الصناعية الخاصة بها، هذه منظمة إرهابية مدفونة بعمق

  • هناك سوابق كثيرة لإيران التي دعمت حزب الله والحوثيين والميليشيات الشيعية في العراق والجماعات الإرهابية الأخرى

  • تخيلوا التهديدات التي تتعرض لها أمريكا والدول الحليفة لها في المنطقة

  • تصورا إمكانية قلب الأماكن الهشة تماما مع وجود ثابت للقاعدة مثل ليبيا واليمن والمغرب العربي،

  • أو زيادة الاضطرابات في أماكن مثل بنجلاديش، حيث تتواجد خلايا القاعدة

  • القاعدة بدأت بتنفيذ هجمات بأمر من إيران، وتعمل على الابتزاز للضغط على الدول للعودة إلى اتفاق نووي

  • ليس عليك أن تكون مديرا سابقا لوكالة المخابرات المركزية لترى أن محور إيران والقاعدة هو قوة هائلة للشر في جميع أنحاء العالم

  • حان الوقت لأمريكا وجميع الدول الحرة لسحق محور إيران والقاعدة، ولقد حققت إدارة ترمب بالفعل تقدما، دعونا لا نتسامح مع إعطاء إيران للقاعدة مكانا