عبدالله قاسم العنزي

جريمة زراعة الألغام..ميليشيات الحوثي أنموذجا

الاحد - 27 ديسمبر 2020

Sun - 27 Dec 2020

ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس. ومن شرار الناس ميليشيات الحوثي التي ابتلي بها الشعب اليمني، فلم تترك الميليشيات الإرهابية شريحة في المجتمع اليمني دون أن يطالها الأذى والإجرام، بل تجاوزت جرائمها كل الخطوط الحمر إلى أعماق البحار بنشر الألغام وتهديد سفن الشحن البحري!

فقد صرح المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف بأن لغما بحريا ارتطم بسفينة شحن تجارية جنوب البحر الأحمر الجمعة الماضي، وبالتأكيد أن زراعة الألغام البحرية يعد تهديدا خطيرا للملاحة الدولية والتجارة العالمية.

وليعلم القارئ الكريم أن جريمة زراعة الألغام تخالف المبادئ الإنسانية والقانون الدولي، لأن اللغم يعد سلاحا عشوائيا متى ما زرع فهو لا يفرق بين عسكري ولا مدني، والألغام البحرية تزرع في الماء بواسطة مراكب، وهي أربعة أصناف، منها: ألغام صوتية وهي التي يتأثر جهاز التفجير فيها بالصوت الصادر عن القطع البحرية المارة بالقرب منها، ومنها ألغام التماس وهي التي تنفجر عندما تلمسها السفينة، وثالثها الألغام المغناطيسية التي تتأثر وتنفجر بفعل المجال المغناطيسي للسفينة عند اقترابها منها، والأخير ألغام الضغط التي تتأثر وتنفجر نتيجة للضغط الخارجي الذي يحدثه مرور القطعة البحرية فوقها أو بالقرب منها، وهذه الألغام التي تستخدمها ميليشيات الحوثي مرهونة بشرط موضوعي مجرد ليس هدفا عسكريا، وهو مرور القطعة البحرية بالقرب منها أو الارتطام بها دونما تمييز.

وحتى يطلع القارئ الكريم على عدم مشروعية السلوك غير الإنساني هذ، فإن القانون الدولي، الذي يضبط النزاع المسلح بين قوات الشرعية والميليشياتت الانقلابية، تجده يقسم إدارة الحرب إلى ثلاثة أقسام: الحظر التام لبعض الأسلحة، والحظر الجزئي، والثالث غير المحظور، استنادا للمادة الـ35 من البروتوكول الأول الإضافي إلى اتفاقية جنيف لعام 1949. فالأطراف المتنازعة أيا كانت ليس لها الحق المطلق في استخدام طرق ووسائل القتال، وقد وضعت المادة 22 من نظام لاهاي سنة 1907م قاعدة مهمة تحظر فيها استعمال الوسائل الهمجية وأساليب الخداع غير المشروع، وأقصد بالوسائل الهمجية ذات الأثر العشوائي التي لا تفرق بين المدنيين والأهداف العسكرية.

وإذا ما عدنا إلى البر نبحث عن الأمان نجد أن أطفال اليمن حياتهم مهددة بالخطر، فأين الأمان من ميليشيات إرهابية نزعت من قلبها الرحمة والإنسانية، تزرع الألغام في كل واد تهيم به الدواب والناس!

لك أن تتخيل عزيزي القارئ الأطفال الذين جبلوا على حب اللعب والفضول الطبيعي للاكتشاف، بأنهم عرضة لجريمة زراعة الألغام، فالطفل لا يميز، ويقترب من اللغم ظنا منه أنه لعبة للتسلية، والفاجعة أن هذه اللعبة بمجرد لمسها تنفجر وتمزق هذه الأجساد البريئة، لذا فإن زرع الألغام يعد انتهاكا جسيما لحقوق الطفل في المواثيق الدولية، فمن حقه الحياة والعيش في بيئة آمنة.

إننا نطالب المنظمات الحقوقية بأن تفعل دورها في مكافحة هذه الجريمة، وأن تمارس دورها في توجيه حكومات دولها إلى التدخل لحماية السلم الدولي، وحماية الإنسان اليمني من جرائم الميليشيات الإرهابية المدعومة من دولة إيران، الراعي الرسمي لإثارة الفوضى في الدول العربية.

expert_55@