الموظف.. زميل أم إزميل؟
الأحد - 27 ديسمبر 2020
Sun - 27 Dec 2020
في أي بيئة عمل هناك موظف يحمل صفة (زميل) بما تحويه من معنى الاحترام والاهتمام والتفاني في سبيل نجاح المنظمة في الوصول لأهدافها وخططها قريبة وبعيدة المدى، دون أن ينسى نصيبه من حقوقه المشروعة للتميز والتطوير والترقي في العمل.
وبالمقابل، هناك موظف يشبه (الإزميل)، وهي أداة معدنية تستخدم لتكسير ونحت وتقزيم الخشب، الفرق الأوحد بين هذا النوع من الموظفين وبين الإزميل أن الأخير يكسر ليبني، بينما الأول يكسر ليهدم ويهشم العمل!
وبين نظريات الإدارة المبنية على الأبحاث وخبرات القادة وتجارب الموظفين المكتبية والميدانية، ظهرت لنا تصنيفات وأوصاف متعددة لأنواع الموظفين.
ففي الجانب الإيجابي أي (الموظف الزميل)، تجد تصنيفات للموظفين، مثل الموظف: المتعاون، المجتهد، المتفاني، المبدع، الصديق، النجم، القدوة، المبتكر، بينما تجد في الجانب السلبي (الموظف الإزميل) صفات مثل الموظف: السلبي، المتملق، الكسول، الانتهازي، الشكاك، صاحب منطقة الراحة، المتسائل، المحرض، وغيرها كثير.
هذه الصفات للموظفين إيجابا أو سلبا لم تستورد من الفضاء ولم ترسل للأرض عبر مركبات فضائية، ولكنها قطعا انعكست على السلوكيات في بيئة العمل من مصدرين أساسيين:
أولهما: نمط شخصية الموظف، الذي تؤكد فيه كثير من الدراسات النفسية ودراسات الشخصية أن شخصيات البشر تتشكل في سن مبكرة من حياتهم وترافقهم من المهد إلى اللحد، ولكن الأمر ليس بهذه الحتمية، فالدراسات نفسها تشير إلى أن الموظف الذي يحمل سمات أي شخصية كان بإمكانه مستقبلا التكيف والتحول في سلوكياته إلى نمط آخر حتى وإن بقيت شخصيته الأساسية ثابتة.
ثانيهما: طبيعة الأعمال التي تحدد نوعية ونمط تعامل الموظف، بمعنى أنه لا يتوقع من موظف يقضي ساعات طويلة جدا ومنهكة في تدقيق المعاملات واكتشاف الثغرات وإعادة المكاتبات أن يكون بالمزاج العام لموظف آخر ليست لديه سوى بضع مهام ينهيها في مستهل اليوم، ثم يخلد بعدها للراحة وتصفح المواقع الالكترونية وما شابه.
ولأن القائد الجيد في المنظمة (طبيب) فإن صرف أي جهد في اتجاه زيادة ولاء وإنتاجية الموظف الزميل هو استثمار رابح بكل المقاييس، لأن كل جهد ومشقة وتعزيز وتحفيز وشكر يصرفها ذلك القائد المحنك سوف يؤتي أكله أضعافا مضاعفة في مستقبل ذلك الكيان.
كذلك فإن سياسة القائد المحنك التي تتقبل التفاوت بين أنماط الشخصيات، التي تعامل الموظف الإزميل بالمبدأ نفسه (مبدأ الاستصلاح) مع اختلاف الطريقة في التعاطي، لن تحرم جني أرباح تلك السياسة الحانية، وقد يكون من المناسب التعاطي مع الشخصيات الإزميلية من منطلق إظهار التشاركية، واحترام الرأي المقابل، ولين الجانب حين وقوع الخطأ في بداياته، وتقبل الأعذار إلى أن يثبت عدم جدواها، فيكون التحول حينها للغة النظام وسيادة القانون ومبدأ الجزاء من جنس العمل.
بقي أن أذكر نفسي والجميع بأن الوظيفة مصدر رزق جدير بالاحترام، ولا أجمل من أن نذهب إلى أماكن أرزاقنا بشغف وحب وإخلاص وولاء، وحين نفعل - بصرف النظر عن مواقعنا داخل المنظمة، فسوف نكون على موعد مع بيئات عمل خلاقة وجاذبة ومنتجة. والله لا يضيع أجر من أحسن عملا.
@dralaaraj
وبالمقابل، هناك موظف يشبه (الإزميل)، وهي أداة معدنية تستخدم لتكسير ونحت وتقزيم الخشب، الفرق الأوحد بين هذا النوع من الموظفين وبين الإزميل أن الأخير يكسر ليبني، بينما الأول يكسر ليهدم ويهشم العمل!
وبين نظريات الإدارة المبنية على الأبحاث وخبرات القادة وتجارب الموظفين المكتبية والميدانية، ظهرت لنا تصنيفات وأوصاف متعددة لأنواع الموظفين.
ففي الجانب الإيجابي أي (الموظف الزميل)، تجد تصنيفات للموظفين، مثل الموظف: المتعاون، المجتهد، المتفاني، المبدع، الصديق، النجم، القدوة، المبتكر، بينما تجد في الجانب السلبي (الموظف الإزميل) صفات مثل الموظف: السلبي، المتملق، الكسول، الانتهازي، الشكاك، صاحب منطقة الراحة، المتسائل، المحرض، وغيرها كثير.
هذه الصفات للموظفين إيجابا أو سلبا لم تستورد من الفضاء ولم ترسل للأرض عبر مركبات فضائية، ولكنها قطعا انعكست على السلوكيات في بيئة العمل من مصدرين أساسيين:
أولهما: نمط شخصية الموظف، الذي تؤكد فيه كثير من الدراسات النفسية ودراسات الشخصية أن شخصيات البشر تتشكل في سن مبكرة من حياتهم وترافقهم من المهد إلى اللحد، ولكن الأمر ليس بهذه الحتمية، فالدراسات نفسها تشير إلى أن الموظف الذي يحمل سمات أي شخصية كان بإمكانه مستقبلا التكيف والتحول في سلوكياته إلى نمط آخر حتى وإن بقيت شخصيته الأساسية ثابتة.
ثانيهما: طبيعة الأعمال التي تحدد نوعية ونمط تعامل الموظف، بمعنى أنه لا يتوقع من موظف يقضي ساعات طويلة جدا ومنهكة في تدقيق المعاملات واكتشاف الثغرات وإعادة المكاتبات أن يكون بالمزاج العام لموظف آخر ليست لديه سوى بضع مهام ينهيها في مستهل اليوم، ثم يخلد بعدها للراحة وتصفح المواقع الالكترونية وما شابه.
ولأن القائد الجيد في المنظمة (طبيب) فإن صرف أي جهد في اتجاه زيادة ولاء وإنتاجية الموظف الزميل هو استثمار رابح بكل المقاييس، لأن كل جهد ومشقة وتعزيز وتحفيز وشكر يصرفها ذلك القائد المحنك سوف يؤتي أكله أضعافا مضاعفة في مستقبل ذلك الكيان.
كذلك فإن سياسة القائد المحنك التي تتقبل التفاوت بين أنماط الشخصيات، التي تعامل الموظف الإزميل بالمبدأ نفسه (مبدأ الاستصلاح) مع اختلاف الطريقة في التعاطي، لن تحرم جني أرباح تلك السياسة الحانية، وقد يكون من المناسب التعاطي مع الشخصيات الإزميلية من منطلق إظهار التشاركية، واحترام الرأي المقابل، ولين الجانب حين وقوع الخطأ في بداياته، وتقبل الأعذار إلى أن يثبت عدم جدواها، فيكون التحول حينها للغة النظام وسيادة القانون ومبدأ الجزاء من جنس العمل.
بقي أن أذكر نفسي والجميع بأن الوظيفة مصدر رزق جدير بالاحترام، ولا أجمل من أن نذهب إلى أماكن أرزاقنا بشغف وحب وإخلاص وولاء، وحين نفعل - بصرف النظر عن مواقعنا داخل المنظمة، فسوف نكون على موعد مع بيئات عمل خلاقة وجاذبة ومنتجة. والله لا يضيع أجر من أحسن عملا.
@dralaaraj