تهديدات إردوغان تثير سخرية الأوروبيين
بكديل: كلمات الرئيس التركي عن مقاطعة البضائع أداة عفا عليها الزمن
بكديل: كلمات الرئيس التركي عن مقاطعة البضائع أداة عفا عليها الزمن
الأحد - 27 ديسمبر 2020
Sun - 27 Dec 2020
سخر محلل تركي من تهديدات الرئيس رجب طيب إردوغان بمقاطعة منتجات عدد من الدول الأوروبية التي يختلف معها، وأكد أن الوقائع والدلائل التاريخية أكدت أن ما يقوله يؤدي إلى نتائج عكسية، ومهازل خطيرة وسخرية الأوروبيين في أحيان كثيرة.
وأشار الصحفي بوراك بكديل في مقال نشره مركز (بيغن-السادات للدراسات الاستراتيجية) إلى أن تهديدات إردوغان أداة عفا عليها الزمن في ظل وجود شعب يتجاوز 80 مليون نسمة، مؤكدا أن المقاطعة لن تستطيع أن تؤذي خصومه.
وقال «مع تجدد الخلاف بين تركيا والدول الأوروبية وخصوصا فرنسا حول ادعاءات إردوغان بحق استكشاف موارد الطاقة الهايدروكربونية شرقي المتوسط، استخدم الرئيس التركي هذه الأداة السياسية التي عفا عنها الزمن، وقال «كما أن فرنسا تقاطع البضائع التركية.. أدعو دولتي إلى عدم شراء العلامات التجارية الفرنسية».. وفقا لموقع (24) الإماراتي.
ولفت بكديل إلى أن هذه الدعوة تحمل إشكاليتين: الأولى هي أن فرنسا لم تطلق حملة لمقاطعة البضائع التركية، والثانية هي أنه حتى ولو تجسدت المقاطعة التركية فعلا، فستمحوها الذاكرة الجماعية في غضون أيام، كما حصل أواخر القرن الماضي.
مواقف ساخرة
وقال المحلل التركي «في ديسمبر 1998، حاول إردوغان فرض مقاطعة وطنية حين اكتشف الأتراك أن إيطاليا تؤوي زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان، لكنها لم تقبل بتسليمه إلى أنقرة، حينها قرر الأتراك مقاطعة جميع السلع الإيطالية، نجا كاهن إيطالي بصعوبة من محاولة اغتيال، أحرقت حشود تركية غاضبة دراجاتها وسياراتها وربطات العنق وقمصانها الإيطالية في العلن، وكانت هذه الخطوة مثيرة للسخرية لأن المنتجات ذات العلامات التجارية الإيطالية كانت مصنوعة في تركيا، وتوقف بعض الأتراك عن تناول المعكرونة، وهي كانت مجددا تركية الصنع».
وتابع «نتيجة كل هذه التحركات كانت ارتفاع واردات تركيا الإيطالية من 3.1 مليارات دولار سنة 1999 إلى 10.1 مليارات سنة 2018، يشبه ذلك مسار العلاقات التركية التجارية مع إسرائيل، ارتفعت واردات تركيا من السلع الإسرائيلية بحوالي 400 مليون دولار بين 2009 و2017، وهي الفترة التي صبت فيها تركيا كراهيتها ضد إسرائيل».
استمرار المهازل
ويؤكد أن الغضب التركي يحمل في أحيان كثيرة مهازل خطيرة، وقال «في 2015، وللاعتراض على طريقة تعامل الصين مع الأويغور، هاجمت حشود في إسطنبول مجموعة من السياح الكوريين الجنوبيين بعدما ظنت أنهم صينيون، في السنة نفسها، هاجمت حشود تركية القنصلية الروسية في إسطنبول عوضا عن البعثة الدبلوماسية الهولندية لأن للدولتين علمين متشابهين».
ويقول بكديل ساخرا «إن الأعلام ذات الخطوط الحمراء والزرقاء والبيضاء هي مصدر التباس لا متناه في تركيا، في 2017، قام أتراك غاضبون من هولندا بإحراق العلم الفرنسي عوضا عن العلم الهولندي. وفي السنة نفسها، طعن موالون لإردوغان فاكهة البرتقال للاعتراض على هولندا، واللون البرتقالي هو لون العائلة الملكية الهولندية».
مواجهة المتآمرين
ولفت إلى أن تركيا واجهت عملتها الليرة انخفاضا كبيرا أمام الدولار عام 2018، بسبب التوترات بين أنقرة وواشنطن. وبعد بضعة أشهر، هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بتدمير الاقتصاد التركي، فما كان من الرئيس التركي إردوغان إلا أن يلوم متآمرين غربيين بسبب تدهور الليرة.
ودافع عن عملته بالقول «لديهم الدولار، لدينا الله»، ودعا الأتراكَ إلى مقاطعة الأجهزة الالكترونية الأمريكية، خصوصا تلك التي تصنعها شركة (أبل)، وإلى بيع عملاتهم الأجنبية من أجل شراء الليرة، كما هي العادة، التزمت قاعدة إردوغان بندائه إلى حد معين.
نزل الناس إلى الشوارع وحطموا هواتف مزيفة على أساس أنها لشركة (أبل)، وأحرقوا دولارات مزيفة أيضا، قدم الحلاقون قصات شعر مجانية للزبائن الذين تمكنوا من إثبات أنهم باعوا بعض الدولارات من أجل شراء الليرة، وعلى الرغم من كل ذلك، ارتفعت ودائع الأتراك المصرفية من 170 مليار دولار سنة 2018 إلى 201 مليار في مارس 2020.
إبادة الأرمن
وأكمل بكديل سرد المواقف التاريخية، فقال «في 2001، اعترف البرلمان الفرنسي بالإبادة الأرمينية، ردا على ذلك، هددت تركيا بتجميد جميع الروابط الاقتصادية والسياسية مع فرنسا، وحينها، نزل الأتراك إلى الشوارع وأحرقوا مقتنياتهم الفرنسية، مع ذلك، وخلال فترة المقاطعة والتجميد، ارتفع الحجم الإجمالي للتجارة بين البلدين من 4 مليارات دولار سنة 2001 إلى 15 مليارا سنة 2011، وهي زيادة بنسبة 275%».
ورفعت فرنسا سقف التحدي حين قالت إنها ستسن قوانين تجرم إنكار الإبادة بحق الأرمن، وبين ديسمبر 2011 وفبراير 2012، هددت تركيا مجددا بتجميد جميع العلاقات الاقتصادية والعسكرية والسياسية مع فرنسا، وقالت أنقرة آنذاك إنها ستجمد كل تعاون مع الحكومة الفرنسية والمشاريع المشتركة وإدخال قيود عقابية على السفن والطائرات العسكرية الفرنسية التي تعبر المياه أو المجال الجوي لتركيا أو ترسو على الأراضي التركية.
ووفقا لرئيس الوزراء التركي حينها أحمد داود أوغلو «إن مشروع القانون الفرنسي بتجريم إنكار المجزرة ألحق العار بدولتنا وأمتنا».
الاعتراف بالعار
ووفقا للمحلل التركي، أطلق كلام أوغلو فلسفة تركية جديدة حول الإبادة الأرمينية «بإمكانكم الاعتراف بها، لكننا سنغضب إذا جرمتم إنكارها، الاعتراف بالإبادة لا يلحق العار بدولتنا وأمتنا، لكن تجريم إنكارها يفعل ذلك».
وفي مارس 2018، أكدت الخطوط الجوية التركية أنها ستشتري 25 طائرة أيرباص (أي-350-900) ضمن عقد تقارب قيمته 10 مليارات دولار، ويختم بكديل مقاله كاتبا «لا شك في أن رواية المقاطعة التركية ستستمر في المشهد الخلفي».
وأشار الصحفي بوراك بكديل في مقال نشره مركز (بيغن-السادات للدراسات الاستراتيجية) إلى أن تهديدات إردوغان أداة عفا عليها الزمن في ظل وجود شعب يتجاوز 80 مليون نسمة، مؤكدا أن المقاطعة لن تستطيع أن تؤذي خصومه.
وقال «مع تجدد الخلاف بين تركيا والدول الأوروبية وخصوصا فرنسا حول ادعاءات إردوغان بحق استكشاف موارد الطاقة الهايدروكربونية شرقي المتوسط، استخدم الرئيس التركي هذه الأداة السياسية التي عفا عنها الزمن، وقال «كما أن فرنسا تقاطع البضائع التركية.. أدعو دولتي إلى عدم شراء العلامات التجارية الفرنسية».. وفقا لموقع (24) الإماراتي.
ولفت بكديل إلى أن هذه الدعوة تحمل إشكاليتين: الأولى هي أن فرنسا لم تطلق حملة لمقاطعة البضائع التركية، والثانية هي أنه حتى ولو تجسدت المقاطعة التركية فعلا، فستمحوها الذاكرة الجماعية في غضون أيام، كما حصل أواخر القرن الماضي.
مواقف ساخرة
وقال المحلل التركي «في ديسمبر 1998، حاول إردوغان فرض مقاطعة وطنية حين اكتشف الأتراك أن إيطاليا تؤوي زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان، لكنها لم تقبل بتسليمه إلى أنقرة، حينها قرر الأتراك مقاطعة جميع السلع الإيطالية، نجا كاهن إيطالي بصعوبة من محاولة اغتيال، أحرقت حشود تركية غاضبة دراجاتها وسياراتها وربطات العنق وقمصانها الإيطالية في العلن، وكانت هذه الخطوة مثيرة للسخرية لأن المنتجات ذات العلامات التجارية الإيطالية كانت مصنوعة في تركيا، وتوقف بعض الأتراك عن تناول المعكرونة، وهي كانت مجددا تركية الصنع».
وتابع «نتيجة كل هذه التحركات كانت ارتفاع واردات تركيا الإيطالية من 3.1 مليارات دولار سنة 1999 إلى 10.1 مليارات سنة 2018، يشبه ذلك مسار العلاقات التركية التجارية مع إسرائيل، ارتفعت واردات تركيا من السلع الإسرائيلية بحوالي 400 مليون دولار بين 2009 و2017، وهي الفترة التي صبت فيها تركيا كراهيتها ضد إسرائيل».
استمرار المهازل
ويؤكد أن الغضب التركي يحمل في أحيان كثيرة مهازل خطيرة، وقال «في 2015، وللاعتراض على طريقة تعامل الصين مع الأويغور، هاجمت حشود في إسطنبول مجموعة من السياح الكوريين الجنوبيين بعدما ظنت أنهم صينيون، في السنة نفسها، هاجمت حشود تركية القنصلية الروسية في إسطنبول عوضا عن البعثة الدبلوماسية الهولندية لأن للدولتين علمين متشابهين».
ويقول بكديل ساخرا «إن الأعلام ذات الخطوط الحمراء والزرقاء والبيضاء هي مصدر التباس لا متناه في تركيا، في 2017، قام أتراك غاضبون من هولندا بإحراق العلم الفرنسي عوضا عن العلم الهولندي. وفي السنة نفسها، طعن موالون لإردوغان فاكهة البرتقال للاعتراض على هولندا، واللون البرتقالي هو لون العائلة الملكية الهولندية».
مواجهة المتآمرين
ولفت إلى أن تركيا واجهت عملتها الليرة انخفاضا كبيرا أمام الدولار عام 2018، بسبب التوترات بين أنقرة وواشنطن. وبعد بضعة أشهر، هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بتدمير الاقتصاد التركي، فما كان من الرئيس التركي إردوغان إلا أن يلوم متآمرين غربيين بسبب تدهور الليرة.
ودافع عن عملته بالقول «لديهم الدولار، لدينا الله»، ودعا الأتراكَ إلى مقاطعة الأجهزة الالكترونية الأمريكية، خصوصا تلك التي تصنعها شركة (أبل)، وإلى بيع عملاتهم الأجنبية من أجل شراء الليرة، كما هي العادة، التزمت قاعدة إردوغان بندائه إلى حد معين.
نزل الناس إلى الشوارع وحطموا هواتف مزيفة على أساس أنها لشركة (أبل)، وأحرقوا دولارات مزيفة أيضا، قدم الحلاقون قصات شعر مجانية للزبائن الذين تمكنوا من إثبات أنهم باعوا بعض الدولارات من أجل شراء الليرة، وعلى الرغم من كل ذلك، ارتفعت ودائع الأتراك المصرفية من 170 مليار دولار سنة 2018 إلى 201 مليار في مارس 2020.
إبادة الأرمن
وأكمل بكديل سرد المواقف التاريخية، فقال «في 2001، اعترف البرلمان الفرنسي بالإبادة الأرمينية، ردا على ذلك، هددت تركيا بتجميد جميع الروابط الاقتصادية والسياسية مع فرنسا، وحينها، نزل الأتراك إلى الشوارع وأحرقوا مقتنياتهم الفرنسية، مع ذلك، وخلال فترة المقاطعة والتجميد، ارتفع الحجم الإجمالي للتجارة بين البلدين من 4 مليارات دولار سنة 2001 إلى 15 مليارا سنة 2011، وهي زيادة بنسبة 275%».
ورفعت فرنسا سقف التحدي حين قالت إنها ستسن قوانين تجرم إنكار الإبادة بحق الأرمن، وبين ديسمبر 2011 وفبراير 2012، هددت تركيا مجددا بتجميد جميع العلاقات الاقتصادية والعسكرية والسياسية مع فرنسا، وقالت أنقرة آنذاك إنها ستجمد كل تعاون مع الحكومة الفرنسية والمشاريع المشتركة وإدخال قيود عقابية على السفن والطائرات العسكرية الفرنسية التي تعبر المياه أو المجال الجوي لتركيا أو ترسو على الأراضي التركية.
ووفقا لرئيس الوزراء التركي حينها أحمد داود أوغلو «إن مشروع القانون الفرنسي بتجريم إنكار المجزرة ألحق العار بدولتنا وأمتنا».
الاعتراف بالعار
ووفقا للمحلل التركي، أطلق كلام أوغلو فلسفة تركية جديدة حول الإبادة الأرمينية «بإمكانكم الاعتراف بها، لكننا سنغضب إذا جرمتم إنكارها، الاعتراف بالإبادة لا يلحق العار بدولتنا وأمتنا، لكن تجريم إنكارها يفعل ذلك».
وفي مارس 2018، أكدت الخطوط الجوية التركية أنها ستشتري 25 طائرة أيرباص (أي-350-900) ضمن عقد تقارب قيمته 10 مليارات دولار، ويختم بكديل مقاله كاتبا «لا شك في أن رواية المقاطعة التركية ستستمر في المشهد الخلفي».