الجدعان: أرقام الدين تحت السيطرة واستثمارات صندوق الاستثمارات مهمة للأجيال القادمة لامتصاص أي صدمات
الربيعة: وصول أول دفعة للقاح وتسجيل 100 ألف شخص في الساعات الأولى
الربيعة: وصول أول دفعة للقاح وتسجيل 100 ألف شخص في الساعات الأولى
الأربعاء - 16 ديسمبر 2020
Wed - 16 Dec 2020
أكد وزير المالية وزير الاقتصاد والتخطيط المكلف محمد الجدعان، أن أرقام الدين تحت السيطرة ولا نزال في مستوى أقل من دول كثيرة، خاصة الدول التي في مستوى التصنيف الائتماني للمملكة، وقال «لا ننوي أن نزيد الدين بشكل متسارع، ونلاحظ أنه في السنة المقبلة سيبدأ يستقر مستوى الدين، وإن شاء الله نبدأ خفضه في السنة التالية».
وأوضح خلال أولى جلسات ملتقى ميزانية 2021، بمشاركة وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة، أن القوة المالية للمملكة لا تتعلق فقط بالدين أو مستوى العجز، إنما الاحتياطات الحكومية، حيث إن هناك استثمارات كبيرة من خلال صندوق الاستثمارات العامة، وهي مهمة جدا للأجيال القادمة لامتصاص أي صدمات خارجية لا سمح الله، مستشهدا بطلب توزيعات نقدية من صندوق الاستثمارات العامة وتوزيعات نقدية من احتياطيات في البنك المركزي لمواجهة مثل هذه الصدمات، مفيدا أنه لا توجد نيه لاستخدامها دائما إنما فقط في حالات الصدمات مثل هذا العام.
وأبان أن الدين العام كاستراتيجية يراقب بشكل مستمر ولا يزال في نطاق آمن جدا مقارنة بالدول التى تحمل التصنيف الائتماني نفسه للمملكة، كما تتم مراقبة وضع الدين مع أهمية الابتعاد عن الاستدامة، حيث لا تزال المستويات أقل من 35% من الناتج المحلي الإجمالي حتى في سنة 21 و22 و23 بإذن الله تعالى، كما تتم مراقبة مركز إدارة الدين العام وإصدارات القطاع العام.
وعن معدلات النمو غير الجيدة للاقتصاد العالمي والاقتصاد السعودي وسبل السيطرة على العجز وتغطيته، بين الجدعان أنه لا يوجد تحدٍ مع وجود القوة المالية ولله الحمد، ونسعى لتحقيق الخطة من حيث تغطية جزء بسيط جدا من السحب من الاحتياطي وسيغطى من الدين عند الحاجة، لا سيما مع وجود مجموعة من الأصول والموارد يمكن بيعها على مستثمرين واستخدامها كإيرادات للتعامل مع العجز.
وأوضح خلال الجلسة التي حملت عنوان «توجهات الميزانية وأولويات الإنفاق لصحة الإنسان»، أن عام 2020 كان استثنائيا بكل المقاييس على مستوى العالم وليس فقط في المملكة، مفيدا أن رحلة رؤية المملكة 2030 التي بدأت منذ أربع سنوات كأنها استعداد لأزمة مثل جائحة كورونا، وما رافقها من صدمة كبيرة جدا في أسواق الطاقة، نتيجة لانخفاض الطلب، وبالتالي انخفاض الأسعار وانخفاض الإيرادات، ونتيجة البرامج التي بدأناها حققنا نجاحات كبيرة جدا من ناحية الضبط المالي ورفع كفاءة الإنفاق والاستثمار في البنية التحتية والصناعة والقطاعات الواعدة الجديدة التي وفرت مزيدا من الوظائف، مكنت الاقتصاد السعودي من التعامل مع الصدمة ماليا بشكل كبير.
الصحة أولوية
وقال «كانت الأولوية الأولى هي صحة المواطن وصحة المقيم، وأعدنا توجيه عدد من النفقات في الميزانية لعام 2020 إلى القطاع الصحي، ودعمنا الاقتصاد والوظائف للمواطنين من خلال مبادرة ساند، كما تم دعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة».
وأضاف أن البنك المركزي السعودي تدخل بشكل كبير في القطاع المالي ووفر السيولة، حيث مكن البنوك من إعادة جدولة الديون، وتمكنت الحكومة من التفاعل بشكل سريع جدا مع الأزمة، واتخذت قرارات حاسمة في البداية، وشكلت لجنة أزمة عليا برئاسة ولي العهد، واتخذت قرارات سريعة لاحتواء الأزمة في البداية وإعادة الأنشطة وفتحها. معربا عن فخره بنتيجة الإنجازات التي حققتها المملكة، مقدما شكره وتقديره للمواطنين الذين التزموا بالتوجيهات والإجراءات الاحترازية التي قدمتها وزارة الصحة، ولمنسوبي القطاع الصحي والجهاز الأمني وجنودنا البواسل على حدودنا، الذين رغم المصاعب ما زالوا صامدين ولله الحمد بشجاعة.
حفظ الوظائف
وأكد الجدعان أن الحكومة تفاعلت بشكل سريع خلال جائجة كورونا، وركزت على القطاعات الأكثر تأثرا، إضافة إلى تركيزها على قطاع الصحة وتوفير كل ما يحتاجه القطاع، كما ركزت على حفظ الوظائف من خلال دعم القطاع الخاص.
وتناولت تعديل التغطية التأمينية على موظفي القطاع الخاص للمحافظة على الوظائف، إذ تم إطلاق مجموعة كبيرة من التحفيزات تمثلت بـ150 مبادرة للتخفيف عن القطاع الخاص والمنشآت الصغيرة والمتوسطة للحفاظ على مكتسبات التنمية، واستعداد القطاع الخاص للعودة إلى النشاط فور إنهاء فترة الإغلاق، مفيدا أن أثر ذلك ظهر في الربع الثالث والربع الرابع، وعاد النشاط الاقتصادي إلى درجة كبيرة ولله الحمد، كما عادت نقاط البيع بحسب نشرات البنك المركزي السعودي إلى ما كانت عليه قبل الجائحة وأعلى، مؤكدا أن الحكومة تدعم القطاعات المتأثرة، مثل السياحة والطيران حتى انتهاء الجائحة بإذن الله.
توطين الصناعة
وأفاد الجدعان بأن الدروس المستفادة من جائحة كورونا تتمثل في كيفية التعامل وبناء البرامج وتعديل بعض الخطط للتعامل مع الصدمات الكبيرة على مستوى العالم، حيث اتخذت الحكومة قرارا بتوطين الصناعات وإحلال الصناعة المحلية كبديل عن المستورد، وجرى توقيع اتفاقية بين وزيري الصناعة والمالية، ووافق المقام الكريم لدعم مصانع لتوسيع خطط إنتاجها بشكل كبير لمنتجات الحماية الشخصية للقطاع الصحي، إلى جانب السعي لتطوير ودعم البحوث واللقاحات والأدوية.
الاستثمار بالتقنية
وبين أن الاستثمار في مجال التقنية خلال السنوات الماضية، خاصة في الألياف البصرية وتقنية الإنترنت وزيادة سرعتها، والبنية التحتية الرقمية كان لها دور فاعل في قدرة الحكومة على التحول من العمل الفعلي إلى العمل الافتراضي، حيث أصبحت المملكة من أكثر دول العالم تطورا في تقنية الاتصالات، بفضل الاستفادة من آثار الجائحة، مما يؤكد أهمية الاستثمار في البنية التحتية الرقمية ليس فقط خلال الجوائح إنما لتطوير الاقتصاد.
ضبط المالية
وأفاد الجدعان بأن عامي 2016 و2017 يعدان تحديا كبيرا جدا للمالية العامة، مبينا أن المملكة عندما أطلقت رؤية 2030 كان من أهم المبادرات من الجانب المالي «ضبط المالية العامة»، وجرى خلال السنوات الأربع الماضية تخفيض العجز في الميزانية من 17% إلى 12% وصولا إلى 9%، مفيدا أن المملكة ومع بداية جائحة كورونا صاحبها انخفاض في الإيرادات النفطية، مما دفع المملكة إلى زيادة الإنفاق والدين، مشيرا إلى أن إعلان ميزانية 2021 تم خلاله تعميق سوق الدين الوطني في المملكة خلال السنوات الثلاث الماضية بشكل كبير، مفيدا أنه هذا العام تم اللجوء إلى السوق المحلي بكفاءة.
مرونة في المصروفات
وأوضح أنه تمت الاستفادة من أزمة كورونا من خلال العمل مع الجهات الحكومية لتحقيق مرونة في المصروفات، حيث تم تخفيف الكثير من نفقات السفر والتدريب الخارجي والانتدابات وغيرها، مشيرا إلى أن السنة المقبلة ستحمل نتائج إيجابية بإذن الله، فهناك دعم كبير جدا للاقتصاد سواء من خلال الإنفاق الحكومي أو من خلال صندوق التنمية الوطنية، وصندوق التنمية الوطني والصناديق التابعة له، وتم أخذ تعديل سريع جدا في نظام صندوق التنمية الوطني بمنح الحق في الاقتراض والإقراض بعوائد متدنية جدا لدعم القطاع الخاص.
ونوه وزير المالية بتصريح ولي العهد عن عزم صندوق الاستثمارات العامة، بوصفه الركيزة الأساسية في الاقتصاد السعودي، ضخ مزيد من الاستثمارات في الاقتصاد، متوقعا أن تكون سنة 2021 بداية التعافي الاقتصادي وتوجيه الاقتصاد نحو النمو والتوسع بإذن الله.
استمرار الصرف
وحول استمرار الإنفاق على المشاريع الكبرى وبرامج تحقيق الرؤية، أفاد الجدعان بأنه تم وقف الصرف على بعض برامج تحقيق الرؤية، مثل (جودة الحياة والفعاليات والرياضة)، وتم توجيه الصرف إلى برامج أخرى مثل التحول الوطني ومشاريع المياه ومشاريع الصحة، فيما استمر الصرف على برامج أخرى، مبينا أن المشاريع الكبرى استمر الصرف عليها وتوقفت خلال فترة الإقفال لشهرين أو ثلاثة أشهر، حفاظا على صحة العاملين.
اكتمال مشاريع
وأكد أن في سنة 2020 وبالرغم من جائحة كورونا تم إكمال عدد من مشاريع التخصيص في قطاعات الصحة والتعليم وفي الصرف الصحي والمياه والتحلية باستثمارات من القطاع الخاص تجاوزت 15 مليار ريال، متوقعا أن تزيد الاستثمارات خلال السنة المقبلة إلى 30 مليار ريال، مما يعني خفض الصرف من الميزانية العامة للدولة، نظرا إلى أن الاستثمارات ستزيد من القطاع الخاص وصناديق التنمية ومن صندوق الاستثمارات العامة.
وصول اللقاح
من جانبه أعلن وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة، وصول أول دفعة للقاح فيروس كورونا هذا اليوم (أمس)، مشيرا إلى أنه بدأ يوم أمس الأول فتح باب التسجيل للحصول على اللقاح، عن طريق تطبيق «صحتي»، وسجل في الساعات الأولى 100 ألف شخص، داعيا المواطنين والمقيمين للتسجيل، وستتم جدولة مواعيد لهم حال توفر اللقاحات، والاهتمام بمن لهم الأولوية في أخذ اللقاح.
وأكد أن الحكومة تعاملت مع الجائحة منذ بدايتها وظهور أول الحالات في الصين في يناير، وأمرت بتشكيل لجنة برئاسة وزير الصحة وعضوية 18 جهة حكومية مختلفة، لإدراك هذا التعامل مع هذه الأزمة، بالإضافة إلى لجنة عليا بقيادة ولي العهد.
آليات التعامل
وأبان وزير الصحة أن اللجنة المعنية بجائحة كورونا برئاسة وزير الصحة بدأت في فبراير، وكانت تجتمع بشكل يومي باستعدادات والتعرف بماذا يحدث في العالم، وآليات التعامل مع هذه الجائحة. موضحا أنه تم استكمال ما يحتاجه القطاع الصحي من مستلزمات طبية وأجهزة وغيرها من أجهزة تنفس وغيرها، والجائحة بدأت بالانتشار وكان هناك سباق بين الدول، وبعض الدول أقفلت تصدير المنتجات. مفيدا أن المملكة كانت أمام تحدي كيفية تحقيق متطلبات القطاع الصحي في ظل الطلب المتسارع على كل ما يتعلق بالوقاية وغيرها، منوها بدعم القيادة وبتوفير المبالغ التي يحتاجها القطاع الصحي، مقدما شكره على كل الدعم المقدم للقطاع الصحي الذي تم توفيره بشكل عاجل ومرن للتعامل السريع والعاجل مع هذه الجائحة.
قرارات استثنائية
وأوضح الدكتور الربيعة أن الدولة اتخذت قرارات حازمة استثنائية تاريخية لم تحدث في تاريخ المملكة، حيث أوقفت العمرة والحضور للمقرات الحكومية، وإيقاف التعليم ويتحول عن بعد، مبينا أنها قرارات تحتاج لجرأة وتحتاج لعمل جبار، وهناك تناغم بين القطاعات الحكومية وكل ما حدث في التحول والرؤية والإجراءات التي تمت، وكذلك الدينماكية في العمل الحكومي السريعة في اتخاذ القرار نتج عنها تطبيق الاحترازات منذ البداية، وتطبيق استقطاب كل ما يحتاجه القطاع الصحي من مستلزمات التي أدت إلى النتيجة التي نراها الآن بفضل الله.
استعداد مبكر
وبين وزير الصحة أن الاستعداد المبكر كان له دور كبير في النظام الصحي وجاهزيته لهذه الجائحة، وأن التجهيزات التي عملت أسهمت في رفع القدرات في العناية المركزة التي هي نقطة الاختلاف في هذه الجائحة، حيث استطاع القطاع الصحي رفع عدد أسرة العناية المركزة 60% خلال ثلاثة شهور، وهذا نتيجة الدعم الكبير الذي حصل عليه القطاع الصحي.
وقال «التفاني منقطع النظير من أبطال الصحة في القطاع الصحي عجيب، على الرغم من الخطورة التي يعيشونها من التحديات للتعامل مع المصابين وإمكانية انتقال العدوى لهم، والبعض أصابتهم العدوى، وهناك ممارسون صحيون فقدوا حياتهم لحماية الناس»، مبينا أن خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - أمر بإعطاء عائلة كل شخص توفي من العاملين في القطاع الصحي، بسبب هذه الجائحة، 500 ألف ريال، وهذا جزء من تقدير الدولة لهؤلاء لتفانيهم وإخلاصهم.
200 مركز
وأفاد الربيعة بأن هناك أكثر من 200 مركز استقبال حالات كورونا على مستوى المملكة، وتخرج نتائج المسحة في نحو 12 ساعة. مبينا أن انخفاض الإصابات في المملكة مقارنة بدول العالم، جاء نتيجة الاستعدادات المبكرة للجائحة، وذلك بتوفير الخدمات الصحية وتطبيق الاحترازات وعمل خطة توعية لآلية التعامل مع الاحتزازات، والالتزام الكبير من المجتمع، مما أسهم في انخفاض معدل الإصابات ومواجهة الأزمة بفضل الله.
وأكد أن المملكة لديها الخبرات الطويلة في التعامل مع الجوائح أو الأمراض المعدية، من خلال الحج أو من خلال «كورونا» السابق، حيث أسهمت في تخفيف النتائج، مبينا أن الدولة منذ بداية الجائحة اتخذت قرارا بتوفير العلاج مجانا للسعوديين وغير السعوديين ومن ليس لديهم إقامة نظامية.
وفيما يتعلق باللقاح قال، «سيتوفر بشكل مجاني للجميع وإعطاء الأولية لمن يحتاجه، وستكون الأولية لمن هم فوق الـ(65 عاما)، كونهم الأكثر عرضة للإصابة الشديدة والوفاة لا قدر الله من غيرهم، كما ستكون الأولية لمن لديهم أمراض مزمنة ومرضى المستشفيات والممارسين الصحيين بسبب تعاملهم مع المصابين، مؤكدا حرص الدولة على إعطاء اللقاح للجميع.
رفع الاحترازات
وحول انتهاء جائحة كورونا، توقع وزير الصحة أن تنتهي عندما يحصل أغلب المجتمع على اللقاح، وعندما تنخفض الحالات بشكل كبير، ويرى الخبراء المختصون الوقت المناسب لرفع الاحترازات.
وقال الربيعة «الجائحة تعلمنا منها الكثير ورأينا تجارب كثيرة، وبالقطاع الصحي تجربة مذهلة، ونحن دائما نتعلم من تجاربنا، وهناك جهود جبارة». مبينا أن هناك أبحاثا كثيرة عملت والمملكة ولله الحمد كان ترتيبها 18 عالميا في كمية الأبحاث التي عملت عن كورونا، والأولى في الشرق الأوسط وعربيا في كمية الأبحاث التي عملت، ومن خلال المتابعة لأمراض العدوى مثل الإنفلونزا التي عادة تنتشر في هذه الأوقات، ومقارنة هذا العام بالفترة نفسها العام الماضي وجدنا انخفاضا أكثر من 98%، هذا يعني أن الاحترازات لها دور فعال في تقليل العدوى وانتشار الأمراض.
وأوضح خلال أولى جلسات ملتقى ميزانية 2021، بمشاركة وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة، أن القوة المالية للمملكة لا تتعلق فقط بالدين أو مستوى العجز، إنما الاحتياطات الحكومية، حيث إن هناك استثمارات كبيرة من خلال صندوق الاستثمارات العامة، وهي مهمة جدا للأجيال القادمة لامتصاص أي صدمات خارجية لا سمح الله، مستشهدا بطلب توزيعات نقدية من صندوق الاستثمارات العامة وتوزيعات نقدية من احتياطيات في البنك المركزي لمواجهة مثل هذه الصدمات، مفيدا أنه لا توجد نيه لاستخدامها دائما إنما فقط في حالات الصدمات مثل هذا العام.
وأبان أن الدين العام كاستراتيجية يراقب بشكل مستمر ولا يزال في نطاق آمن جدا مقارنة بالدول التى تحمل التصنيف الائتماني نفسه للمملكة، كما تتم مراقبة وضع الدين مع أهمية الابتعاد عن الاستدامة، حيث لا تزال المستويات أقل من 35% من الناتج المحلي الإجمالي حتى في سنة 21 و22 و23 بإذن الله تعالى، كما تتم مراقبة مركز إدارة الدين العام وإصدارات القطاع العام.
وعن معدلات النمو غير الجيدة للاقتصاد العالمي والاقتصاد السعودي وسبل السيطرة على العجز وتغطيته، بين الجدعان أنه لا يوجد تحدٍ مع وجود القوة المالية ولله الحمد، ونسعى لتحقيق الخطة من حيث تغطية جزء بسيط جدا من السحب من الاحتياطي وسيغطى من الدين عند الحاجة، لا سيما مع وجود مجموعة من الأصول والموارد يمكن بيعها على مستثمرين واستخدامها كإيرادات للتعامل مع العجز.
وأوضح خلال الجلسة التي حملت عنوان «توجهات الميزانية وأولويات الإنفاق لصحة الإنسان»، أن عام 2020 كان استثنائيا بكل المقاييس على مستوى العالم وليس فقط في المملكة، مفيدا أن رحلة رؤية المملكة 2030 التي بدأت منذ أربع سنوات كأنها استعداد لأزمة مثل جائحة كورونا، وما رافقها من صدمة كبيرة جدا في أسواق الطاقة، نتيجة لانخفاض الطلب، وبالتالي انخفاض الأسعار وانخفاض الإيرادات، ونتيجة البرامج التي بدأناها حققنا نجاحات كبيرة جدا من ناحية الضبط المالي ورفع كفاءة الإنفاق والاستثمار في البنية التحتية والصناعة والقطاعات الواعدة الجديدة التي وفرت مزيدا من الوظائف، مكنت الاقتصاد السعودي من التعامل مع الصدمة ماليا بشكل كبير.
الصحة أولوية
وقال «كانت الأولوية الأولى هي صحة المواطن وصحة المقيم، وأعدنا توجيه عدد من النفقات في الميزانية لعام 2020 إلى القطاع الصحي، ودعمنا الاقتصاد والوظائف للمواطنين من خلال مبادرة ساند، كما تم دعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة».
وأضاف أن البنك المركزي السعودي تدخل بشكل كبير في القطاع المالي ووفر السيولة، حيث مكن البنوك من إعادة جدولة الديون، وتمكنت الحكومة من التفاعل بشكل سريع جدا مع الأزمة، واتخذت قرارات حاسمة في البداية، وشكلت لجنة أزمة عليا برئاسة ولي العهد، واتخذت قرارات سريعة لاحتواء الأزمة في البداية وإعادة الأنشطة وفتحها. معربا عن فخره بنتيجة الإنجازات التي حققتها المملكة، مقدما شكره وتقديره للمواطنين الذين التزموا بالتوجيهات والإجراءات الاحترازية التي قدمتها وزارة الصحة، ولمنسوبي القطاع الصحي والجهاز الأمني وجنودنا البواسل على حدودنا، الذين رغم المصاعب ما زالوا صامدين ولله الحمد بشجاعة.
حفظ الوظائف
وأكد الجدعان أن الحكومة تفاعلت بشكل سريع خلال جائجة كورونا، وركزت على القطاعات الأكثر تأثرا، إضافة إلى تركيزها على قطاع الصحة وتوفير كل ما يحتاجه القطاع، كما ركزت على حفظ الوظائف من خلال دعم القطاع الخاص.
وتناولت تعديل التغطية التأمينية على موظفي القطاع الخاص للمحافظة على الوظائف، إذ تم إطلاق مجموعة كبيرة من التحفيزات تمثلت بـ150 مبادرة للتخفيف عن القطاع الخاص والمنشآت الصغيرة والمتوسطة للحفاظ على مكتسبات التنمية، واستعداد القطاع الخاص للعودة إلى النشاط فور إنهاء فترة الإغلاق، مفيدا أن أثر ذلك ظهر في الربع الثالث والربع الرابع، وعاد النشاط الاقتصادي إلى درجة كبيرة ولله الحمد، كما عادت نقاط البيع بحسب نشرات البنك المركزي السعودي إلى ما كانت عليه قبل الجائحة وأعلى، مؤكدا أن الحكومة تدعم القطاعات المتأثرة، مثل السياحة والطيران حتى انتهاء الجائحة بإذن الله.
توطين الصناعة
وأفاد الجدعان بأن الدروس المستفادة من جائحة كورونا تتمثل في كيفية التعامل وبناء البرامج وتعديل بعض الخطط للتعامل مع الصدمات الكبيرة على مستوى العالم، حيث اتخذت الحكومة قرارا بتوطين الصناعات وإحلال الصناعة المحلية كبديل عن المستورد، وجرى توقيع اتفاقية بين وزيري الصناعة والمالية، ووافق المقام الكريم لدعم مصانع لتوسيع خطط إنتاجها بشكل كبير لمنتجات الحماية الشخصية للقطاع الصحي، إلى جانب السعي لتطوير ودعم البحوث واللقاحات والأدوية.
الاستثمار بالتقنية
وبين أن الاستثمار في مجال التقنية خلال السنوات الماضية، خاصة في الألياف البصرية وتقنية الإنترنت وزيادة سرعتها، والبنية التحتية الرقمية كان لها دور فاعل في قدرة الحكومة على التحول من العمل الفعلي إلى العمل الافتراضي، حيث أصبحت المملكة من أكثر دول العالم تطورا في تقنية الاتصالات، بفضل الاستفادة من آثار الجائحة، مما يؤكد أهمية الاستثمار في البنية التحتية الرقمية ليس فقط خلال الجوائح إنما لتطوير الاقتصاد.
ضبط المالية
وأفاد الجدعان بأن عامي 2016 و2017 يعدان تحديا كبيرا جدا للمالية العامة، مبينا أن المملكة عندما أطلقت رؤية 2030 كان من أهم المبادرات من الجانب المالي «ضبط المالية العامة»، وجرى خلال السنوات الأربع الماضية تخفيض العجز في الميزانية من 17% إلى 12% وصولا إلى 9%، مفيدا أن المملكة ومع بداية جائحة كورونا صاحبها انخفاض في الإيرادات النفطية، مما دفع المملكة إلى زيادة الإنفاق والدين، مشيرا إلى أن إعلان ميزانية 2021 تم خلاله تعميق سوق الدين الوطني في المملكة خلال السنوات الثلاث الماضية بشكل كبير، مفيدا أنه هذا العام تم اللجوء إلى السوق المحلي بكفاءة.
مرونة في المصروفات
وأوضح أنه تمت الاستفادة من أزمة كورونا من خلال العمل مع الجهات الحكومية لتحقيق مرونة في المصروفات، حيث تم تخفيف الكثير من نفقات السفر والتدريب الخارجي والانتدابات وغيرها، مشيرا إلى أن السنة المقبلة ستحمل نتائج إيجابية بإذن الله، فهناك دعم كبير جدا للاقتصاد سواء من خلال الإنفاق الحكومي أو من خلال صندوق التنمية الوطنية، وصندوق التنمية الوطني والصناديق التابعة له، وتم أخذ تعديل سريع جدا في نظام صندوق التنمية الوطني بمنح الحق في الاقتراض والإقراض بعوائد متدنية جدا لدعم القطاع الخاص.
ونوه وزير المالية بتصريح ولي العهد عن عزم صندوق الاستثمارات العامة، بوصفه الركيزة الأساسية في الاقتصاد السعودي، ضخ مزيد من الاستثمارات في الاقتصاد، متوقعا أن تكون سنة 2021 بداية التعافي الاقتصادي وتوجيه الاقتصاد نحو النمو والتوسع بإذن الله.
استمرار الصرف
وحول استمرار الإنفاق على المشاريع الكبرى وبرامج تحقيق الرؤية، أفاد الجدعان بأنه تم وقف الصرف على بعض برامج تحقيق الرؤية، مثل (جودة الحياة والفعاليات والرياضة)، وتم توجيه الصرف إلى برامج أخرى مثل التحول الوطني ومشاريع المياه ومشاريع الصحة، فيما استمر الصرف على برامج أخرى، مبينا أن المشاريع الكبرى استمر الصرف عليها وتوقفت خلال فترة الإقفال لشهرين أو ثلاثة أشهر، حفاظا على صحة العاملين.
اكتمال مشاريع
وأكد أن في سنة 2020 وبالرغم من جائحة كورونا تم إكمال عدد من مشاريع التخصيص في قطاعات الصحة والتعليم وفي الصرف الصحي والمياه والتحلية باستثمارات من القطاع الخاص تجاوزت 15 مليار ريال، متوقعا أن تزيد الاستثمارات خلال السنة المقبلة إلى 30 مليار ريال، مما يعني خفض الصرف من الميزانية العامة للدولة، نظرا إلى أن الاستثمارات ستزيد من القطاع الخاص وصناديق التنمية ومن صندوق الاستثمارات العامة.
وصول اللقاح
من جانبه أعلن وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة، وصول أول دفعة للقاح فيروس كورونا هذا اليوم (أمس)، مشيرا إلى أنه بدأ يوم أمس الأول فتح باب التسجيل للحصول على اللقاح، عن طريق تطبيق «صحتي»، وسجل في الساعات الأولى 100 ألف شخص، داعيا المواطنين والمقيمين للتسجيل، وستتم جدولة مواعيد لهم حال توفر اللقاحات، والاهتمام بمن لهم الأولوية في أخذ اللقاح.
وأكد أن الحكومة تعاملت مع الجائحة منذ بدايتها وظهور أول الحالات في الصين في يناير، وأمرت بتشكيل لجنة برئاسة وزير الصحة وعضوية 18 جهة حكومية مختلفة، لإدراك هذا التعامل مع هذه الأزمة، بالإضافة إلى لجنة عليا بقيادة ولي العهد.
آليات التعامل
وأبان وزير الصحة أن اللجنة المعنية بجائحة كورونا برئاسة وزير الصحة بدأت في فبراير، وكانت تجتمع بشكل يومي باستعدادات والتعرف بماذا يحدث في العالم، وآليات التعامل مع هذه الجائحة. موضحا أنه تم استكمال ما يحتاجه القطاع الصحي من مستلزمات طبية وأجهزة وغيرها من أجهزة تنفس وغيرها، والجائحة بدأت بالانتشار وكان هناك سباق بين الدول، وبعض الدول أقفلت تصدير المنتجات. مفيدا أن المملكة كانت أمام تحدي كيفية تحقيق متطلبات القطاع الصحي في ظل الطلب المتسارع على كل ما يتعلق بالوقاية وغيرها، منوها بدعم القيادة وبتوفير المبالغ التي يحتاجها القطاع الصحي، مقدما شكره على كل الدعم المقدم للقطاع الصحي الذي تم توفيره بشكل عاجل ومرن للتعامل السريع والعاجل مع هذه الجائحة.
قرارات استثنائية
وأوضح الدكتور الربيعة أن الدولة اتخذت قرارات حازمة استثنائية تاريخية لم تحدث في تاريخ المملكة، حيث أوقفت العمرة والحضور للمقرات الحكومية، وإيقاف التعليم ويتحول عن بعد، مبينا أنها قرارات تحتاج لجرأة وتحتاج لعمل جبار، وهناك تناغم بين القطاعات الحكومية وكل ما حدث في التحول والرؤية والإجراءات التي تمت، وكذلك الدينماكية في العمل الحكومي السريعة في اتخاذ القرار نتج عنها تطبيق الاحترازات منذ البداية، وتطبيق استقطاب كل ما يحتاجه القطاع الصحي من مستلزمات التي أدت إلى النتيجة التي نراها الآن بفضل الله.
استعداد مبكر
وبين وزير الصحة أن الاستعداد المبكر كان له دور كبير في النظام الصحي وجاهزيته لهذه الجائحة، وأن التجهيزات التي عملت أسهمت في رفع القدرات في العناية المركزة التي هي نقطة الاختلاف في هذه الجائحة، حيث استطاع القطاع الصحي رفع عدد أسرة العناية المركزة 60% خلال ثلاثة شهور، وهذا نتيجة الدعم الكبير الذي حصل عليه القطاع الصحي.
وقال «التفاني منقطع النظير من أبطال الصحة في القطاع الصحي عجيب، على الرغم من الخطورة التي يعيشونها من التحديات للتعامل مع المصابين وإمكانية انتقال العدوى لهم، والبعض أصابتهم العدوى، وهناك ممارسون صحيون فقدوا حياتهم لحماية الناس»، مبينا أن خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - أمر بإعطاء عائلة كل شخص توفي من العاملين في القطاع الصحي، بسبب هذه الجائحة، 500 ألف ريال، وهذا جزء من تقدير الدولة لهؤلاء لتفانيهم وإخلاصهم.
200 مركز
وأفاد الربيعة بأن هناك أكثر من 200 مركز استقبال حالات كورونا على مستوى المملكة، وتخرج نتائج المسحة في نحو 12 ساعة. مبينا أن انخفاض الإصابات في المملكة مقارنة بدول العالم، جاء نتيجة الاستعدادات المبكرة للجائحة، وذلك بتوفير الخدمات الصحية وتطبيق الاحترازات وعمل خطة توعية لآلية التعامل مع الاحتزازات، والالتزام الكبير من المجتمع، مما أسهم في انخفاض معدل الإصابات ومواجهة الأزمة بفضل الله.
وأكد أن المملكة لديها الخبرات الطويلة في التعامل مع الجوائح أو الأمراض المعدية، من خلال الحج أو من خلال «كورونا» السابق، حيث أسهمت في تخفيف النتائج، مبينا أن الدولة منذ بداية الجائحة اتخذت قرارا بتوفير العلاج مجانا للسعوديين وغير السعوديين ومن ليس لديهم إقامة نظامية.
وفيما يتعلق باللقاح قال، «سيتوفر بشكل مجاني للجميع وإعطاء الأولية لمن يحتاجه، وستكون الأولية لمن هم فوق الـ(65 عاما)، كونهم الأكثر عرضة للإصابة الشديدة والوفاة لا قدر الله من غيرهم، كما ستكون الأولية لمن لديهم أمراض مزمنة ومرضى المستشفيات والممارسين الصحيين بسبب تعاملهم مع المصابين، مؤكدا حرص الدولة على إعطاء اللقاح للجميع.
رفع الاحترازات
وحول انتهاء جائحة كورونا، توقع وزير الصحة أن تنتهي عندما يحصل أغلب المجتمع على اللقاح، وعندما تنخفض الحالات بشكل كبير، ويرى الخبراء المختصون الوقت المناسب لرفع الاحترازات.
وقال الربيعة «الجائحة تعلمنا منها الكثير ورأينا تجارب كثيرة، وبالقطاع الصحي تجربة مذهلة، ونحن دائما نتعلم من تجاربنا، وهناك جهود جبارة». مبينا أن هناك أبحاثا كثيرة عملت والمملكة ولله الحمد كان ترتيبها 18 عالميا في كمية الأبحاث التي عملت عن كورونا، والأولى في الشرق الأوسط وعربيا في كمية الأبحاث التي عملت، ومن خلال المتابعة لأمراض العدوى مثل الإنفلونزا التي عادة تنتشر في هذه الأوقات، ومقارنة هذا العام بالفترة نفسها العام الماضي وجدنا انخفاضا أكثر من 98%، هذا يعني أن الاحترازات لها دور فعال في تقليل العدوى وانتشار الأمراض.