أريج فهد العنزي

قائداً بالحُب أم.. قائداً بالخوف؟

الاحد - 13 ديسمبر 2020

Sun - 13 Dec 2020

لماذا يقتصر فهم الكثير منا للقيادة والقادة على مفهوم السيطرة والجمود وثقل المركز؟

ولماذا سادت فكرة اشعال الخوف لدى الموظفين في أذهان كثير من القادة ظنّاً بأنه قد يكون حافزاً قوياّ لتحقيق اهداف المنظمة؟

تعتمد المنظمات في نجاحها على بعض الأمور مثل الالتزام والحماس والابداع الذي يرافق كل فرد فيها، اما تلك القائمة على الخوف فسرعان ما تفقد هذه القوى او ان أداء افرادها لن يرقى الى مستوى قدراتهم الحقيقية.

كيف يكون الخوف في المنظمات؟ وما هو أثره على الفرد؟

للخوف اشكال عدة، فقد يكون من التغيير او الفشل، وقد يكون الخوف من التحدث عن مشاكل العمل فيتولد تِباعاً الخوف من التعبير عن الرأي والمشاعر والتي ستترك أثرا بالغاً بالنفس بمرور الوقت، أيضا لابد من ذكر الخوف من المدير فهو وارد جدا!

الخوف بكافة صوره (وان اختلفت درجاته) يعيق شعور الفرد بالرضا عن نفسه وعمله وعن المنظمة كذلك، فيخلق جوّاً من السلبية يشعره بالعجز، فتتضاءل ثقته وحماسه والتزامه.

لعلّي أتوجه بحديثي هذا للقائد، فأقول:

تصرفك من منطلق حب بدلا من الخوف او التهديد والعقوبة قد يخلق بيئة جيدة تمكنك من التحكم بمستويات الخوف فيها فتحرر الناس من قيوده وتمكنهم من الشعور بالأمان عند التحدث عن آرائهم مثلاً. فالعاطفة التي تجذب الموظفين للمخاطرة والتعلم وتزيد من ثقتهم وارتباطهم العاطفي لتحقيق غرض مشترك تنبع من الحب وليس الخوف. فماذا يعني ان تُدير بمحبة؟

قد يطلب القائد من موظفيه ان يتركوا مشاعرهم خلفهم عندما يأتون للعمل بزعمٍ منه انه مكاناً للعمل، قد يتفق البعض مع ذلك ولكن النفس جُبِلَت على قدر من التحمل والمسئولية التي تختلف من شخص لآخر. فمن المهم ان يعلم موظفوك أنك تتفهم ظروفهم وأن للتوازن بين العمل والحياة أولوية واضحة، فهناك الكثير من الأمور التي تؤثر فيهم بشكلٍ شخصي وتستنزف قواهم وتختبر حلمهم، فلا تبعث بدورك بما يشعرهم وكأن قيمهم الشخصية قد اُنتُهكت.

ازرع ثقافة التقدير بداخلهم (مُتلقّون ام مانحون) وكن قائداً يُقتدى به، فالتقدير ركيزة لحب العمل. فمثلا، التفكير السلبي والارتباك ومشاعر الرهبة التي ترافق ذلك الوقت من كل سنة - وقت تقييم الأداء - اجعله فرصة للتقدير واستخدمها للاعتراف بإنجازاتهم وقدراتهم ودعمها. فبدلاً من الإحباط اعمل على تغيير مفهوم التقييم وقدّر قدراتهم وحدثهم عن أدائهم نفسه أكثر من تقييمه!

كقائد واعي، امنحهم الثقة واحرص على مناقشة أهدافهم وكيفية تحقيقها ومهّد الفرص امامهم، فالإنجاز كون لا سقف له ولا حدود.

أخيراً يا قائدي العزيز، اغتنم كل فرصة متاحه للتحدث عن كل قيمة انجزها فريقك، واجعل تلك الإنجازات واضحة لمن حولك. "اجعلهم نجوماً في سمائك وساعدهم للتألق، واصنع معهم فضاء لا يمكن لأحد ان يتجاهل بريقه".