ولاء الشيحي

مكاسب الأزمات.. التعليم أنموذجا

الخميس - 10 ديسمبر 2020

Thu - 10 Dec 2020

‏النظرة الإيجابية تحفز على مزيد من العمل، وترفع مستوى التفاؤل في الخطوات القادمة. ‏

ونحن نشهد ملامح الحلقة الأخيرة من أزمة جائحة كورونا، نحتاج جردة حساب حتى نودع عام 2020 الذي كان عاما استثنائيا في حياة سكان كوكب الأرض، لنرصد نتائج معركة البشر دولا ومجتمعات مع «كوفيد - 19»، التي كان الانتصار فيها بأمرين: الأول هو الخروج بأقل الخسائر الاقتصادية، والثاني هو إيقاف تفشي الفيروس صحيا، الأول ظهرت نتائجه ويمكن تقييمه الآن، أما الثاني فمؤجل لنتائج اللقاحات.

‏الدول تستعد لاستقبال لقاح (كوفيد -19) لينتهي - بإذن الله - عام الفيروس الذي أنهك حياة الناس بكل شؤونها.

‏يجدر بكل مؤسسة أن تقيم عملها خلال عام 2020 ليس لأنه انتهى، بل لأنه كان عام المعركة مع «كوفيد - 19» وآثاره، لتعرف نقاط ضعفها التي تغلبت عليها والعقبات التي غلبتها، رغم أننا في كل الأحوال خرجنا منتصرين، على الأقل كسبنا الحياة وتعايشنا مع الواقع الصعب الذي حل علينا فجأة، كشف الحساب سيفتح أعين المؤسسات على قدرتها في تحويل الأزمات إلى فرص نجاح.

‏لو أردت النظر إلى زاوية واحدة من زوايا الإيجابية خلال جائحة كورونا، لنظرت إلى التعليم في بلادي الذي لم يتوقف رغم قسوة الحدث وشدة المعركة مع الفيروس، فقد خلقت وزارة التعليم بكل كوادرها الوطنية ودعم الدولة لها، نظاما تعليميا الكترونيا عالي الجودة، ودونت قصص نجاح رائعة، فاستمر التعليم وواصل الطلاب تعليمهم، فحتى مع إغلاق المدارس واقعيا، خلقنا مدارس افتراضية بزمن قياسي، ورغم العثرات إلا أن خطوات الإصلاح والاستمرار كانت أسرع وأجود، فلم تنثن الخطوات، بل تحولت إلى قفزات، وبعدما تزول الأزمة، سنكون كسبنا نظاما تعليميا قويا يدمج الواقعية مع الافتراضية مستفيدا من التقنيات الحديثة التي طوعتها الكوادر الوطنية في ظل الجائحة.

‏وزير التعليم الدكتور حمد آل الشيخ قال «إن المستهدف في الدخول على منصة مدرستي من الطلاب والطالبات كان 70%، وبفضل دعم القيادة الرشيدة، والتكامل مع مؤسسات الدولة وأفراد المجتمع جاوزت نسبة الدخول على المنصة 98% من الطلاب والطالبات»، وهذا نجاح كبير تجاوز حتى طموحات الوزارة.

‏الجميل أن وزارة التعليم لا تفكر في تجاوز الأزمة فحسب، بل تفكر فيما بعدها، لذلك أكد الوزير آل الشيخ أن التعليم المدمج بين التعليم الحضوري والتعليم عن بعد سيكون له أهمية في المرحلة المقبلة، مؤكدا أن مشروع منصة مدرستي مشروع وطني مستمر وليس لمرحلة مؤقتة.

‏هنا نعرف أننا خرجنا من الأزمة بنظام تعليمي قوي تزيده الأزمات قوة وجودة.

‏ربما لو عملت وزارة التعليم دراسة عما اكتسبه الطالب من التعليم عن بعد خارج المنهج، ستجد من يزيد من طموحاتها ويرفع مستوى التعليم إذا طورت ذلك بعد زوال الجائحة، ليتحول الطالب من متلق فقط إلى التعليم الذاتي في كل شؤون الحياة.

@misswalaa986