3 أسباب تعرقل صفقة إيرانية جديدة

خبراء أمريكيون يضعون خارطة طريق أمام بايدن لمواجهة الخطر المحتمل لطهرانتوجه لإطلاق مبادرة دبلوماسية تراعي مصالح دول المنطقة وتقلص الشر الإيرانيإجراءات استفزازية وتخريب واستيلاء على ناقلات النفط تلوح بمواجهة عسكرية
خبراء أمريكيون يضعون خارطة طريق أمام بايدن لمواجهة الخطر المحتمل لطهرانتوجه لإطلاق مبادرة دبلوماسية تراعي مصالح دول المنطقة وتقلص الشر الإيرانيإجراءات استفزازية وتخريب واستيلاء على ناقلات النفط تلوح بمواجهة عسكرية

الخميس - 10 ديسمبر 2020

Thu - 10 Dec 2020








الموقعون على الصفقة النووية في لوزان عام 2015                                                                     (مكة)
الموقعون على الصفقة النووية في لوزان عام 2015 (مكة)
فيما تعهد الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن باستئناف المحادثات مع إيران لإعادة العمل بالصفقة النووية الشاملة التي انسحب منها دونالد ترمب، ظهرت أصوات في الولايات المتحدة تحذر من التساهل مع نظام الملالي الذي يحارب بلادهم في السر والعلن على مدار 4 عقود، ويستبيح دماء الأمريكيين في شتى أنحاء المعمورة.

ونوه الرافضون للتعاطي مع السياسات الإيرانية إلى مقال رأي لبايدن نفسه نشرته CNN في منتصف سبتمبر الماضي، عندما أكد على أن إدارته ستركز على أنشطة إيران الإقليمية وبرنامج الصواريخ، وقال «سنواصل التصدي لأنشطة إيران المزعزعة للاستقرار، والتي تهدد أصدقاءنا وشركاءنا في المنطقة»، مشددا على أن الولايات المتحدة ستستمر في استخدام العقوبات المستهدفة ضد انتهاكات إيران لحقوق الإنسان ودعمها للإرهاب والصواريخ الباليستية.

واقترح مجموعة من الخبراء الأمريكيين، الذين قدموا خارطة طريق لإعادة مشاركة إدارة بايدن مع إيران، مبادرة دبلوماسية تركز على احتواء تأثير سياسات إيران الإقليمية الضارة بالمصالح الأمريكية.

ووفقا لتقريرهم، يجب أن يركز النهج الأمريكي المحسن على كل من القضايا الإقليمية والنووية لمواجهة الانتقاد بأن خطة العمل الشاملة المشتركة، على الرغم من مزاياها، لم تتناول أنشطة إيران الإقليمية.

تصعيد ومشاكل

وبحسب مقال منشور بالمجلس الأطلسي، تشكل أنشطة إيران الإقليمية تهديدا خطيرا للاستقرار الإقليمي، بما في ذلك احتمال التصعيد وتعريض المصالح الحيوية للولايات المتحدة وحلفائها للخطر.

العراق

أثارت هجمات الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران على القوات الأمريكية تصعيدا خطيرا بينهما، وأسهمت في تهديدات إدارة ترمب في سبتمبر بإغلاق سفارتها في بغداد وتصفية كل من ثبت تورطهم في ذلك، وفشلت الحكومة العراقية في كبح جماح الجماعات.

سوريا

أصبحت جهود إيران لترسيخ نفسها وتزويد حزب الله اللبناني الإرهابي بقدرات عسكرية متطورة مصدر قلق كبير في المنطقة، مما قد يؤدي إلى اندلاع مواجهة عسكرية مباشرة بين حزب الله وإسرائيل.

الخليج العربي

سلسلة الإجراءات الاستفزازية التي بدأتها إيران في الخليج العربي منذ مايو 2019، ردا على انسحاب الولايات المتحدة من خطة العمل المشتركة الشاملة وإعادة فرض العقوبات، ومنها المفروضة على النفط، خلقت أيضا خطرا كبيرا على الأمن الإقليمي، دفع حظر النفط في مايو 2019 إيران إلى التخريب والاستيلاء على ناقلات النفط في الخليج، وإسقاط طائرة استطلاع أمريكية بدون طيار فوق المياه الدولية، وهجوم كبير على منشآت النفط، وكلها هددت بدفع الولايات المتحدة وإيران إلى المواجهة العسكرية.

تحديات صعبة

ويؤكد الخبراء على أن إيران تطرح تحديات متنوعة ومعقدة على المجتمع الدولي، بما في ذلك برنامجها النووي، وبرنامج الصواريخ بعيدة المدى، وأنشطتها الإقليمية، وانتهاكاتها لحقوق الإنسان. ويتطلب تعقيد التحدي الإيراني استجابة دولية متعددة الأوجه باستخدام مجموعة من الأدوات الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية. وقالوا «قد يكون الاتفاق الشامل الذي يعالج بشكل قاطع كل هذه التحديات هدفا مرغوبا فيه، ولكن سيكون تحقيقه أكثر صعوبة، بل وأكثر صعوبة في تنفيذه، علاوة على ذلك، فإن السعي لإدراج القضايا الإقليمية في خطة العمل الشاملة المشتركة الجديدة يمكن أن ينتهي بإفشال الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق محسن لمنع انتشار الأسلحة النووية الإيرانية، والتي تظل الأولوية الأكثر إلحاحا وأهمية».

رغبة الانتقام

وفقا للتقرير، من المهم عدم الخلط بين أنشطة إيران الإقليمية، فيما يتعلق بكونه ارتباطا مباشرا باستراتيجية (المقاومة القصوى) التي تم تبنيها ردا على استراتيجية الرئيس دونالد ترمب (للضغط الأقصى)، مع طموحات إيران الإقليمية طويلة الأمد. كانت الإجراءات التكتيكية الإيرانية في الخليج العربي تهدف إلى تحقيق عدة أهداف فورية:

  • تحديد ثمن من الولايات المتحدة وحلفائها من أجل إثبات قدرة إيران على الانتقام من العقوبات الأمريكية.

  • تعطيل تدفق النفط في الخليج من أجل تعويض ذلك، حيث تم تخفيض مبيعات طهران من النفط.


طموحات تاريخية

شكلت طموحات إيران الإقليمية جزءا مهما من استراتيجية إيران وأمنها القومي على مدى العقود الأربعة الماضية بغض النظر عن السياسة الأمريكية أو الظروف الاقتصادية في إيران، وعلى الرغم من الطبيعة الثورية للنظام تظل أهدافه الإقليمية الرئيسة مماثلة لتلك التي سعى إليها الشاه قبل الثورة الخمينية، لذلك من الممكن الحد من هجمات إيران على نفط الخليج والبنية التحتية الحيوية وأنشطتها البحرية الاستفزازية من خلال تفاهم بشأن خفض التصعيد الإقليمي بين الولايات المتحدة وإيران، فلا يزال من غير المرجح أن تتخلى طهران عن طموحاتها التاريخية الهادفة إلى مواجهة خصومها و نفوذها في المنطقة.

ويؤكد التقرير «هذا لا يعني أن أنشطة إيران الإقليمية الخبيثة لا يمكن أو لا ينبغي مواجهتها، أثبتت العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد أهداف إيرانية في سوريا وكذلك الإجراءات الأمريكية ضد تورط إيران في العراق أنه يمكن مواجهة إيران واحتوائها جزئيا في هذا الصدد».

عقبات كبيرة

تواجه إيران بالفعل عدة عقبات أساسية بينما تسعى إلى تعزيز نفوذها الإقليمي، ومن هذه العقبات:

  • أنشطة خارجية:


أدت أنشطة إسرائيل إلى تأخير وتيرة الترسخ العسكري الإيراني في سوريا وتسليح حزب الله اللبناني الإرهابي بصواريخ دقيقة التوجيه، كما أن وجود روسيا والولايات المتحدة وتركيا في سوريا والعراق يحد من قدرة إيران على تشكيل تلك البلدان وفقا لمجال نفوذها.

علاوة على ذلك، أثار تدخل إيران في الشؤون الداخلية لبغداد ودمشق وبيروت معارضة سياسية وشعبية متنامية في العالم العربي، كما وجه اغتيال الولايات المتحدة لقائد فيلق القدس قاسم سليماني ضربة لقدرة إيران على تحقيق أهدافها الاستراتيجية في الشرق الأوسط، إذ جعله تصميمه وقدراته العملياتية ومهاراته العسكرية والسياسية وقربه من المرشد الأعلى لإيران لاعبا مركزيا في إيران.

  • توجهات الكاظمي:


إن سياسات رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، بما في ذلك جهوده للحد من نفوذ الميليشيات الشيعية الموالية لإيران، وإعادة بسط سلطة حكومته، والحفاظ على العلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، وتعزيز علاقات العراق مع السعودية، تشكل تحديات كبيرة لنفوذ إيران هناك

3 أسباب تعرقل الصفقة النووية الجديدة:


  • من الصعب تصور قبول إيران للقيود على الأمور التي تعتبرها مصالح أساسية، على سبيل المثال، من المرجح أن ترفض بشكل قاطع مطلبا للحد من الدعم الإيراني لحزب الله الإرهابي أو الجماعات المسلحة أو الميليشيات الشيعية في العراق، ليس فقط كحل وسط لمصالحها الوطنية الحيوية، ولكن أيضا كمصادرة لالتزامها. لمبادئ الثورة وقناعتها الأيديولوجية بأن الثورة لا تعترف بحدود.

  • القدرة على ضمان أو فرض قيود على أنشطة إيران الإقليمية محدودة للغاية، ولا سيما بالنظر إلى اعتماد إيران التقليدي على المنظمات الوكيلة والشركاء الإقليميين لتعزيز نفوذها، في حين أن تورط إيران المباشر في شحنات الأسلحة إلى العراق أو اليمن أو سوريا، على سبيل المثال، يمكن تتبعه وتحديده بسهولة أكبر، فإن الهجمات التي تنفذ بتوجيه من طهران ضد الولايات المتحدة وشركائها الإقليميين يصعب عزوها بشكل مباشر وقاطع، وعلى عكس خطة العمل الشاملة المشتركة التي تركز على الجوانب الفنية لبرنامج إيران النووي، وبالتالي فهي واضحة نسبيا للمراقبة والتحقق، فإن التزامات إيران بأي اتفاق مستقبلي يتعامل مع أنشطتها التخريبية ودعم الإرهاب سيكون أكثر صعوبة في التنفيذ.

  • حتى لو كان من الممكن الوصول إلى خطة العمل الشاملة المشتركة المحسنة التي تشمل أنشطة إيران الإقليمية، فمن المشكوك فيه بشدة أن يكون المجتمع الدولي والولايات المتحدة على استعداد لتعريض الاتفاقية للخطر من خلال تطبيق البنود الإقليمية، ومن المحتمل أن يستمر اعتبار الأخيرة أولوية أقل بكثير من البرنامج النووي.