4 حقائق تنتظر بايدن في ملف إيران

هاس للرئيس الأمريكي: منطقة الشرق الأوسط الكبرى تغيرت كثيرا خلال 4 سنوات الولايات المتحدة لن تنجح في استرضاء أو رشوة الإيرانيين وتغيير خبثهم روبين: التخلي عن حملة الضغط الأقصى خطأ جسيم سيزيد من شوكة طهران بلينكن: لا يمكننا الانسحاب من الاتفاق وتشغيل آليات تحمينا من الاحتيال الإيراني
هاس للرئيس الأمريكي: منطقة الشرق الأوسط الكبرى تغيرت كثيرا خلال 4 سنوات الولايات المتحدة لن تنجح في استرضاء أو رشوة الإيرانيين وتغيير خبثهم روبين: التخلي عن حملة الضغط الأقصى خطأ جسيم سيزيد من شوكة طهران بلينكن: لا يمكننا الانسحاب من الاتفاق وتشغيل آليات تحمينا من الاحتيال الإيراني

الثلاثاء - 08 ديسمبر 2020

Tue - 08 Dec 2020

في حين ابتهج الإيرانيون منذ مجيء الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن، يتوقع خبراء ومراقبون أن يصاب نظام الملالي بخيبة أمل كبيرة في ظل سياسة الولايات المتحدة الأمريكية تجاه محاور الشر في العالم، والتي لا تتغير مع اختلاف الأشخاص.

وحذر الباحث البارز في المجلس الأمريكي للعلاقات الخارجية لورنس هاس إدارة بايدن من أي تهاون أو مهادنة في التعامل مع الملف الإيراني، وطالبه بدراسة اللاعبين الإقليميين الكبار والديناميات المتحولة في المنطقة، إذا أراد الاستعداد للتفاوض مع طهران، وأشار إلى أن منطقة الشرق الأوسط الكبرى تغيرت خلال السنوات الأربع الماضية، ولن تتمكن الإدارة المقبلة من تحقيق المزيد من الأهداف إلا بالتعرف على جميع المتغيرات.

واشترط هاس على الإدارة النظر إلى هذه العناصر بطريقة موضوعية واضحة لا من خلال النظارات الوردية التي تعبر عن الرغبات الغربية. وسرد في مؤسسة الرأي الأمريكية (ذا ناشونال إنترست) أربع وقائع على الإدارة المقبلة مواجهتها في إطار سعيها لإعادة صياغة العلاقات الأمريكية - الإيرانية.. وفقا لموقع (24) الإماراتي.

خبث النظام

لفت هاس إلى أن النظام الإيراني جاء عقب ثورة أيديولوجية، وبات تسلطيا في طموحاته، حاقدا في سلوكه، يريد زعزعة استقرار الحكومات السنية ويرعى المجموعات الإرهابية التي تسعى إلى تدمير إسرائيل، كما يهدد أوروبا والولايات المتحدة ويعمل على إنتاج أسلحة نووية وبالستية لتهديد أعدائه أو لاستخدامها ضدهم. للولايات المتحدة والنظام الإيراني قيم ومصالح مختلفة.

وقال «لن ينجح أي استرضاء دبلوماسي أو رشوة اقتصادية من واشنطن بتحويل النظام الراديكالي في طهران إلى شيء ليس من طبيعته، مهما بلغ حجم الاسترضاء أو الرشوة، لن تحقق الولايات المتحدة أبدا أكثر من سلام بارد مع إيران، بالتأكيد، ليس سلاما أفضل من السلام البارد الذي تحقق خلال الانفتاح الأمريكي على الاتحاد السوفيتي، وعلى واشنطن تتبع أهدافها وفقا لهذا الواقع».

اتفاق فاشل

يطرح الواقع سؤالا حول كيفية مقاربة بايدن للاتفاق وفقا لهاس، حيث تم تصميم خطة العمل الشاملة المشتركة سنة 2015 من أجل إغلاق جميع السبل التي توصل إيران إلى القنبلة النووية، والاتفاق النووي يقوم بذلك، لكن فقط بطريقة موقتة وبأفضل الأحوال. ذلك لأن جميع القيود على النشاطات النووية ستنتهي خلال عقد من الزمن تقريبا، ويقول بايدن إنه يريد الانضمام مجددا إلى الاتفاق النووي والسعي إلى جعله أقوى وأطول مدة. لكن المسألة مسألة توقيت وفقا للكاتب.

إذا انضم مجددا إليه على أمل التفاوض بعدها حول اتفاق أقوى، فقد يواجه نظاما عنيدا يكتفي باستغلال الثغرات الكبيرة في الاتفاق الحالي وينتظر انتهاء القيود، ينصح الكاتب بايدن بالسعي فورا إلى اتفاق جديد بدلا من البدء بالانضمام إلى الاتفاق القديم أولا. فطهران تريد تخفيف العقوبات الأمريكية التي تنهك اقتصادها.

حرب طهران

ويرى الباحث أن حرب إيران مع دول المنطقة وحلفاء الولايات المتحدة الأمريكية أكثر سخونة من الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، وتهدد طهران بتدمير إسرائيل وتتسلح لفعل ذلك كما تسلح حلفاؤها الإرهابيون، وتهدف إلى تأمين حضور عسكري بالقرب من الحدود الإسرائيلية عبر ترسيخ نفسها في سوريا.

ويؤكد على أن إسرائيل ستعمل على عرقلة مساعي إيران النووية عبر اغتيال علمائها وتخريب منشآتها وقصف المنشآت الأخرى التي تبنيها في سوريا وقوافل الأسلحة التي تسيرها، يغضب بايدن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عبر التعهد بالعودة إلى الاتفاق النووي. لكن إذا لم يكن بإمكان إسرائيل إخبار الولايات المتحدة كيفية معالجة تطلعات إيران النووية، فيجب على واشنطن أيضا ألا تخبر إسرائيل كيفية الدفاع عن نفسها في وجه دولة تريد تدميرها.

غضب داخلي

ودعا هاس بايدن إلى استغلال هذا المكسب، وقال «قد لا يتفق بايدن ونتنياهو على النظرة إلى الاتفاق النووي، لكن ما من داع لعودة العلاقات الأمريكية - الإسرائيلية إلى البرودة التي كانت عليها خلال ولاية باراك أوباما، يمكن أن تخدم قدرة إسرائيل على مهاجمة البرنامج النووي الإيراني مصلحةَ الأمريكيين والإسرائيليين معا».

وأضاف «بعدما أضعفت العقوبات الأمريكية الاقتصاد الإيراني، وغذت الغضب الداخلي الذي يمكن أن يهدد قبضة طهران على السلطة، يمكن أن يكون النظام قابلا لدراسة لا قيود متجددة على مساعيه النووية وحسب بل قيود أكثر تشددا حتى. إن واشنطن متصرفة بذكاء يمكن أن تكون قادرة على استخدام التهديد بالمزيد من التحرك الإسرائيلي لدفع طهران إلى اتفاق ذي بنود أقوى من سابقه».

منع إيران

وكان أنتوني بلينكن المرشح لمنصب وزير الخارجية الأمريكي في إدارة الرئيس جو بايدن انتقد انسحاب الإدارة السابقة من الاتفاق النووي مع إيران بشدة، وقال «إنها سياسة فشلت فشلا ذريعا، ولم تمنع إيران من تطوير برنامجها النووي، ولم تجلب إيران إلى طاولة المفاوضات، وعرضت حياة جنود أمريكيين في سوريا والعراق للخطر، كما أدت هذه السياسة إلى عزلة واشنطن عن شركائها المقربين في أوروبا».

وحول رفع حظر التسلح عن إيران الذي انتهى مفعوله قبل شهرين، قال بلينكن «إنه بسبب انسحاب ترمب من الاتفاق لا يمكن التمتع بالعالمين»، وأضاف «نحن لا يمكننا الانسحاب من الاتفاق وأيضا تشغيل آليات تحمينا من الاحتيال الإيراني. من الصعب بناء مثل هذا الإجماع».

وفي الوقت نفسه قال بلينكن «إن لدى بايدن التزاما عميقا لأمن إسرائيل وكان شريكا في الاتصالات مع كل رؤساء الحكومات الإسرائيلية من فترة غولدا مائير، وشارك على الدوام في كل موضوع له تأثير على إسرائيل».

تخل مرفوض

ويرى الباحث السوفيتي في (معهد أمريكان إنتربرايز) مايكل روبين أن التخلي عن سياسة الضغط الأقصى ضد إيران خطأ، على رغم الاعتقاد السائد بين معلقي السياسة الخارجية بأن سياسة الضغط الأقصى التي اعتمدها وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو فشلت.

ونقل روبن في مقاله بمجلة (ناشونال إنترست) عن المسؤول السابق في مجلس الأمن القومي مايكل سينغ «إن الضغط الأقصى تسبب بألم اقتصادي غير مسبوق للنظام الإيراني، لكنه لم يسفر بعد عن أي نتيجة تعزز المصالح الأمريكية»، مشيرا إلى تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران، ووصلت إلى ذروتها في وقت سابق من هذا العام، فيما قال الخبير في (معهد المشروع الأمريكي لأبحاث السياسة العامة) كوري شاك «هذه الحملة لم تنجح، لم تستجب إيران للمطالب الـ12 التي حددها وزير الخارجية مايك بومبيو كشرط مسبق لمفاوضات جديدة مع إيران».

الضغط الأقصى

ويصف روبين التخلي عن حملة الضغط الأقصى باعتبارها غير فعالة بـ»الخطأ، حتى لو كان صحيحا أن إيران زادت تخصيب اليورانيوم ودعمها للميليشيات التي تعمل بالوكالة»، ويقول «لنضع جانبا مطالب بومبيو الـ12 رغم أنها منطقية، لكنها ليست واقعية أو قابلة للتحقيق»، مشيرا إلى أنها شملت إنهاء الإرهاب، وإنتاج الأسلحة النووية، وانتشار الصواريخ، ورعاية الميليشيات التي تقاتل الحكومات في جميع أنحاء المنطقة، والتهديدات بالقضاء على إسرائيل.

وبرر وجوب عدم التخلي عن سياسة الضغط الأقصى، معتبرا أنه من الخطأ النظر إلى السياسة الأمريكية في فراغ دون اعتبار طبيعة استراتيجية إيران المضادة. كما اعترض على فكرة الارتباط بين الاستراتيجيات الفعالة للولايات المتحدة والإدارة التي تحكم.

وأوضح فكرته قائلا «إن هذا الاتجاه المتنامي هو دليل على تسييس الأمن القومي وتدمير فعاليته، وهو يشجع فقط إيران والأنظمة المارقة الأخرى على محاولة الصمود أمام أي عقوبات من خلال انتظار نتائج الانتخابات الأمريكية المقبلة والمقامرة على إدارة جديدة تتراجع عن سياسة الضغط الأقصى في خضم مشاحنات حزبية».

  1. أيديولوجية وتسلط نظام الملالي

  2. الاتفاق النووي لم يعد صالحا

  3. تهديد طهران لدول المنطقة

  4. الغضب الداخلي في أمريكا ضد طهران