إيران «العدو الأكبر» مع بايدن أو ترمب

نادر: نظام الملالي يعيش أسوأ أيامه.. والشعب سيتحرر يوما ما
نادر: نظام الملالي يعيش أسوأ أيامه.. والشعب سيتحرر يوما ما

الأربعاء - 04 نوفمبر 2020

Wed - 04 Nov 2020

«ستبقى ايران هي العدو الأكبر بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية مع جو بايدن أو دونالد ترمب أو أي رئيس آخر».. هذا ما يجمع عليه عدد من المراقبين، وما يؤكده الباحث الإيراني علي رضا نادر في أعقاب الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

ويؤكد نادر في مقال نشرته مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات على أن المجتمع الإيراني النابض بالحياة والانفتاح والإبداع بطبيعته سوف يتحرر يوما ما من سجن نظام الملالي، وينضم إلى بقية جيرانه في بناء مستقبل أفضل.

وأشار إلى أن التطورات الأخيرة في إيران والشرق الأوسط، وصعوبة التراجع عن العقوبات الأمريكية، ستستمر في تهديد النظام، حتى في ظل رئاسة جو بايدن للولايات المتحدة الأمريكية، وسيجري التفاوض على اتفاقية نووية، حتى مع وعد المرشح الديمقراطي بالعودة إلى الاتفاق النووي الذي توصلت إليه إدارة الرئيس السابق باراك أوباما في 2015.. وفقا لموقع (24) الإماراتي.

سوداء وبيضاء

وفيما أعربت بعض الصحف الإيرانية عن أملها في فوز بايدن أصر مسؤولون رفيعو المستوى في النظام على أن النتيجة لا تعنيهم، وأعرب العديد من الإيرانيين المعارضين للنظام عن دعمهم القوي لترمب، معتقدين أن إدارة بايدن ستكون تكرارا لسياسة أوباما التصالحية مع إيران. وقال نادر «الحقيقة ليست سوداء وبيضاء».

ويرى أن طهران لم تكن في يوم ما في وضع أسوأ مما هي عليه اليوم، إذ أوقفت العقوبات الأمريكية معظم صادرات الطاقة الإيرانية، وأدت إلى انخفاض كبير في قيمة عملتها، ولا يملك النظام سوى 9 مليارات دولار فقط من النقد الأجنبي، ما يجعل استيراد السلع الأساسية أكثر صعوبة من أي وقت، وأضر تعامل النظام السيء مع جائحة كورونا بالتجارة مع البلدان المجاورة، وأضعف الاقتصاد الاستهلاكي الهزيل بالفعل.

غضب شعبي

ويؤكد الكاتب على أن الشعب الإيراني أكثر استياء وغضبا من النظام أكثر من أي وقت مضى، رغم أنه نجا من انتفاضتين شعبيتين كبيرتين في 2018 و2019، ولكن لا شيء يضمن قدرة إيران على تحمل الثورات المستقبلية في وجه الاقتصاد المنهار. ولفت إلى أن التطورات في الشرق الأوسط كانت مؤلمة بالنسبة للنظام الإيراني، وجعلت اتفاقيات السلام الأخيرة بين إسرائيل والإمارات والبحرين والسودان طهران التي نصبت نفسها زعيما لـ(محور المقاومة) أكثر عزلة في المنطقة.

ووفقا للكاتب فلا يزال النظام في إيران يتمتع بنفوذ كبير في العراق وسوريا ولبنان، لكن إمبراطوريته تسودها فوضى اقتصادية وفقر واضطراب اجتماعي، ولا يعتبر نموذجا ناجحا يستحق المنافسة من دول أخرى في المنطقة، في الوقت الذي تنطوي الشراكة الإسرائيلية الإماراتية التي تشمل الابتكار التكنولوجي، والتعاون العسكري المتقدم، وحرية التنقل بين البلدين، على إمكانيات أكبر بكثير من النموذج الإيراني (المتحجر) الذي يقدمه المرشد الأعلى علي خامنئي.

لا انتعاش

وطالب المحلل الإيراني نظام الملالي بألا يتوقع انتعاشا اقتصاديا أو حتى طويل الأمد، سواء فاز بايدن أو ترمب، فقد تفوقت الولايات المتحدة على نظام خامنئي في اكتساب مزايا اقتصادية ودبلوماسية وعسكرية في الأعوام الأربعة الماضية.

ورجح أن تستغل إدارة بايدن أو ترمب هذه الميزات لإجراء مفاوضات نووية جديدة، وأعرب مستشارو الأمن القومي الرئيسيون لبايدن الذين انتقدوا سياسة الضغط الأقصى لترمب عن اهتمامهم باستخدام النفوذ الأمريكي المتزايد للتفاوض على اتفاقية نووية جديدة وربما (أكثر فاعلية).

في المقابل أتاحت سياسة (الضغط الأقصى) التي اعتمدتها واشنطن الفرصة لإصلاح العيوب الرئيسة في صفقة أوباما مع إيران، ولكن أي اتفاق جديد يجب أن يرضي الحزبين الديمقراطي والجمهوري، ويطمئن حلفاء الولايات المتحدة وشركاءها، بما في ذلك منطقة الشرق الأوسط، بعدما كان الاتفاق النووي بمثابة (فشل كبير) في هذا الاتجاه.

حملة إرهابوشدد نادر على أنه من الصعب أن تستمر إيران دون اتفاق نووي جديد وتخفيف العقوبات، وقال «لكن الأهم من ذلك أن العدو الأكبر للنظام الإيراني هو افتقاده للشرعية الشعبية، لقد نجح النظام في تهدئة الشعب بالإرهاب الممنهج والعسكرة الكاملة للنظام السياسي. ومع ذلك، فإن الشعب الإيراني لن يظل هادئا إلى ما لا نهاية له، لقد نجحت إيران في القضاء على العديد من الإيرانيين في الأعوام الـ41 الماضية». وقال الكاتب في النهاية «إن المجتمع الإيراني سيتحرر يوما ما من سجنه، وينضم إلى بقية جيرانه لبناء مستقبل أفضل».