هل اقتربت إيران من إنتاج القنبلة النووية؟

المخاوف الدولية تتزايد مع تصويت البرلمان على رفع تخصيب اليورانيوم 20% اغتيال زاده يزيد من احتمالات تسارع الخطى نحو إنتاج قنبلة خلال أشهر قليلة الوكالة الدولية للطاقة الذرية تكشف الانتهاكات المتواصلة لنظام الملالي 1044 جهازا للتخصيب ونقل ثلاث مجموعات للطرد المركزي تحت الأرض الولايات المتحدة ترفع شعار «الأرض المحروقة» لمنع طهران من الوصول للنووي
المخاوف الدولية تتزايد مع تصويت البرلمان على رفع تخصيب اليورانيوم 20% اغتيال زاده يزيد من احتمالات تسارع الخطى نحو إنتاج قنبلة خلال أشهر قليلة الوكالة الدولية للطاقة الذرية تكشف الانتهاكات المتواصلة لنظام الملالي 1044 جهازا للتخصيب ونقل ثلاث مجموعات للطرد المركزي تحت الأرض الولايات المتحدة ترفع شعار «الأرض المحروقة» لمنع طهران من الوصول للنووي

الاثنين - 30 نوفمبر 2020

Mon - 30 Nov 2020

صوت البرلمان الإيراني أمس الأول بالأغلبية على مشروع قانون (الإجراءات الاستراتيجية لإلغاء العقوبات)، والذي يشمل رفع تخصيب اليورانيوم حتى نسبة 20%، ويتضمن إعادة التصميم القديم لمفاعل (آراك) للماء الثقيل.

ظهر الحماس على البرلمان الإيراني من خلال دعم 232 نائبا من أصل 246 للقرار، وتأكيد رئيسه محمد باقر قاليباف على أن مشروع قانون (الإجراءات الاستراتيجية لرفع العقوبات)، سيحد من الأعمال التي يشنها العدو ضد إيران.

جاء قرار زيادة تخصيب اليورانيوم بعد 48 ساعة فقط من مقتل أبو القنبلة النووية الإيرانية، رئيس مركز الأبحاث والتكنولوجيا في وزارة الدفاع محسن فخري زاده، الذي تمت تصفيته في قلب طهران يوم الجمعة الماضي.

وفيما لا يزال الجدل مشتعلا على آخره حول اغتيال زاده وردود الفعل الانتقامية الإيرانية المتوقعة، بات السؤال المثار بقوة: هل اقتربت إيران من إنتاج قنبلة نووية؟

هل اقتربت؟

البحث عن إجابة واضحة للسؤال تستلزم متابعة الكثير من الأبحاث والتقارير الاستخباراتية المنشورة في الصحافة الغربية والتصريحات الصادرة عن المسؤولين الإيرانيين، حيث تتباين التقديرات الخاصة بالفترة التي تحتاجها إيران لامتلاك المواد اللازمة لصنع السلاح النووي.








روحاني يزور أحد المفاعلات
روحاني يزور أحد المفاعلات



يقول كثيرون من الدبلوماسيين والخبراء النوويين «إن نقطة البداية التي كانت عاما بموجب الاتفاق تقدير متحفظ، وإيران تحتاج وقتا أطول»، لكن في نوفمبر قدر مفتش الأسلحة السابق في فرق الأمم المتحدة ديفيد أولبرايت، والذي يميل للتشدد فيما يتعلق بإيران، أن الفترة اللازمة قد تكون قصيرة ربما تصل إلى 3.5 أشهر، رغم أن ذلك قائم على افتراض أن إيران ستستخدم ألفا من أجهزة الطرد المركزي المتقدمة التي استبعدت بموجب الاتفاق.

تجميع القنبلة

وفقا للتقارير نفسها، فإنه إذا جمعت إيران مواد انشطارية كافية فستحتاج لتجميع قنبلة، وعلى الأرجح ستكون صغيرة بما يكفي لتركيبها على صواريخ باليستية، والفترة التي يستغرقها ذلك على وجه الدقة ليست واضحة، غير أن تخزين كمية كافية من المواد الانشطارية يعتبر على نطاق واسع أكبر عقبة في إنتاج السلاح النووي.








أحد المفاعلات النووية الإيرانية
أحد المفاعلات النووية الإيرانية



وترى وكالات المخابرات الأمريكية والوكالة الدولية أن إيران امتلكت في فترة من الفترات برنامجا للسلاح النووي وأوقفته، وثمة أدلة تشير إلى أن إيران حصلت على تصميم لقنبلة نووية ونفذت أعمالا مختلفة تتصل بتصنيعها، ولا تزال إيران تتيح للوكالة الدولية تفتيش منشآتها النووية المعلنة وتسمح للمفتشين بزيارات مفاجئة في أماكن أخرى، وخلال العام الجاري أحدثت إيران والوكالة الدولية خلافا استمر عدة أشهر على السماح بدخول موقعين سابقين حامت حولهما الشبهات.

ماذا أنجزوا؟

رغم إن إيران تقول إنها مازالت تتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتتيح المجال لعمل مفتشيها بموجب واحد من أشد برامج التحقق النووي المفروضة على أي دولة تدقيقا، إلا أنها خالفت الكثير من قيود الاتفاق.

يقصر الاتفاق النووي مخزون إيران من اليورانيوم المخصب على 202.8 كجم، وهو ما يعد نسبة ضئيلة للغاية من أكثر من ثمانية أطنان قامت إيران بتخصيبها قبل الاتفاق، وتجاوزت طهران هذا الحد في العام الماضي، وقدر تقرير الوكالة الدولية لشهر نوفمبر أن المخزون يبلغ 2442.9 كجم.

ويفرض الاتفاق حدا أعلى للمستوى الانشطاري الذي يمكن لإيران أن تخصب اليورانيوم به عند 3.67%، وهو ما يقل كثيرا عن مستوى 20% الذي حققته قبل الاتفاق، وأقل بكثير من المستوى اللازم لصنع السلاح النووي وهو 90%، وخالفت إيران هذا القيد في يوليو 2019، وظل مستوى التخصيب ثابتا عند ما يصل إلى 4.5% منذ ذلك الحين.

ويمنع الاتفاق تخصيب اليورانيوم في موقع فوردو الذي بنته إيران سرا في بطن جبل وكشفته أجهزة المخابرات الغربية في العام 2009. ويسمح بأجهزة الطرد المركزي في هذا الموقع لأغراض أخرى مثل إنتاج النظائر المستقرة. ولإيران الآن 1044 جهازا من نوع (آي آر-1) للتخصيب في فوردو.

أجهزة الطرد

يسمح الاتفاق لإيران بإنتاج اليورانيوم المخصب باستخدام حوالي 5000 جهاز من الجيل الأول (آي آر-1) من أجهزة الطرد المركزي في وحدة نطنز التي أنشأتها تحت الأرض لتسع أكثر من 50 ألفا من هذه الأجهزة، ويمكن لهذه الوحدة تشغيل أعداد صغيرة من أجهزة أكثر تقدما فوق الأرض دون أن يتراكم فيها اليورانيوم المخصب. وكان لدى إيران حوالي 19 ألفا من أجهزة الطرد المركزي العاملة قبل الاتفاق.








مفاعل آراك الإيراني
مفاعل آراك الإيراني



وفي 2019 قالت الوكالة الدولية «إن إيران بدأت التخصيب بأجهزة متقدمة للطرد المركزي في معمل تجريبي فوق الأرض في نطنز»، ومنذ ذلك الحين بدأت إيران نقل ثلاث مجموعات من أجهزة الطرد المركزي المتقدمة إلى مصنعها تحت الأرض، وفي نوفمبر قالت الوكالة الدولية «إن إيران قامت بتغذية أول تلك المجموعات التي أعدتها تحت سطح الأرض بسادس فلوريد اليورانيوم».

سقوط الاتفاقية

سقطت الاتفاقية النووية التي أبرمتها إيران مع الولايات المتحدة الأمريكية وعدد من الدول الكبرى بشدة بعد الانتهاكات الإيرانية المتتالية.

كان للقيود التي فرضها الاتفاق على أعمال إيران في المجال النووي هدف واحد هو تمديد الفترة اللازمة لكي تنتج فيها إيران مواد انشطارية كافية لصنع قنبلة نووية إذا ما قررت ذلك إلى عام على الأقل بدلا من شهرين أو ثلاثة أشهر، وتصر إيران أنها لم تسع قط للحصول على السلاح النووي وأنها لن تفعل ذلك. وتقول إن أعمالها في هذا المجال للأغراض المدنية فقط.








أحد المواقع الإيرانية المشتبهة
أحد المواقع الإيرانية المشتبهة



بدأت طهران في العام الماضي خرق القيود التي ينص عليها الاتفاق خطوة خطوة ردا على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب والانسحاب من الاتفاق في مايو 2018 وإعادة فرض العقوبات الأمريكية على طهران.

وأدى ذلك إلى تقليل الفترة اللازمة لإنتاج المواد الكافية لصنع سلاح نووي، غير أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تشرف على تنفيذ الاتفاق تشير إلى أن إيران تمضي قدما في عملها النووي بأسرع ما يمكن.

الأرض المحروقة

ويبدو أن الاغتيالات التي يتعرض لها العلماء النوويون في إيران ليست بعيدة عن الإجابة على السؤال، فهي تأتي في إطار محاولات الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها على منع طهران من إنتاج القنبلة النووية.

وترى باربرا سلافين في مقال بـ(نيويورك تايمز) الأمريكية أنه عندما صممت إسرائيل على اغتيال 6 علماء إيرانيين بين 2010 و2012 قال المؤيدون إن الاغتيالات ستساعد على إبطاء البرنامج النووي الإيراني عندما كانت الدبلوماسية المتعددة تحقق تقدما ضئيلا، إلا أنها لفتت إلى أن اغتيال فخري زاده يأتي في سياق مختلف كليا.

وتخشى إدارة ترمب أن تسعى الإدارة الديمقراطية المقبلة إلى عودة سريعة إلى الاتفاق النووي، الذي يمكن أن ينعش الاقتصاد الإيراني المنهار ويجعل من الصعب احتواء نفوذ طهران في الشرق الأوسط.

وقالت «إن إيران تنتج مجددا كمية كبيرة من اليورانيوم، لكنها غير قريبة من المستوى المطلوب للحصول على قنبلة نووية، وزادت طهران نشاطاتها إلى حد كبير بعد الانسحاب الأحادي الجانب لإدارة الرئيس دونالد ترمب من الاتفاق النووي».

زيادة العداء

واعتبرت الكاتبة أن قتل فخري زاده، الذي يقال إنه قاد جهود البرنامج النووي العسكري في الماضي، لن يؤثر على خبرة إيران النووية، واستنادا إلى الاستخبارات الأمريكية فإن إيران أوقفت برنامجا لإنتاج السلاح النووي قبل 17 عاما، وذلك بعدما كشفته وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وجماعة إيرانية معارضة.

ورأت سلافين أن الاغتيال الأخير قد لا يستفز إيران فتنتج سلاحا نوويا، لكنها على الأرجح ستعزز العداء بين الولايات المتحدة وإيران، ما يجعل الدبلوماسية أكثر صعوبة.

ومن الممكن أن تعزز الفصائل المتشددة في إيران التي ترفض العودة إلى الدبلوماسية، وتطمح هذه الفصائل إلى السيطرة على السياسات الإيرانية عبر الانتخابات الرئاسية في يونيو.

وقالت الكاتبة «إن القيادة الإيرانية ردت بغضب لكن بحذر على الاغتيال»، ولفتت إلى أن الرئيس حسن روحاني قال «إيران سترد بالطريقة وفي التوقيت الذي تختاره»، مع تلميحه إلى مسؤولية إسرائيل قائلا إن «هذا الاغتيال يظهر أن أعداءنا يمرون بأسابيع قلقة، أسابيع يشعرون فيها أن ضغطهم يقترب من النهاية».

15 موقعا لبرنامج إيران النووي:


  1. مفاعل آراك IR-40.

  2. مجمع أصفهان النووي.

  3. مفاعل بوشهر للمياه الثقيلة.

  4. محطة فوردو لتخصيب اليورانيوم.

  5. منشأة نطنز.

  6. مركز بوناب للأبحاث النووية.

  7. مركز معلم كاليه.

  8. مركز كراج.

  9. مفاعل طهران للأبحاث.

  10. منشأة لاشكار أباد.

  11. مفاعل داركوفين للمياه الخفيفة.

  12. مفاعل شيراز.

  13. منجم جاهين.

  14. منجم ساجهاند لاستخراج اليورانيوم.

  15. موقع أردكان النووي.