ولاء كامل الشيحي

القافزون على شؤون المرأة

الأربعاء - 25 نوفمبر 2020

Wed - 25 Nov 2020

‏كان الكل يفتي بشأن المرأة، ولا أقصد الفتوى الدينية، بل كل شيء، لكن ما كان لم يعد كائنا، وتغير الحال وأصبحت المرأة قائمة بشؤونها، وأضحت جزءا حقيقيا وواقعيا من المجتمع بفاعلية كاملة في كل شؤون الحياة والمجتمع كإنسان ينتمي لهذا المجتمع، ويشارك في صناعة وبناء شؤون الحياة، بعدما قامت الدولة بكل إجراءات «تمكين المرأة» ومنحتها فرص المشاركة كشريك رئيس وفاعل، ولم تكن تلك خطوات، بل قفزات حققت نجاحات بارزة، وثمارا نافعة للدولة والمجتمع.

‏موضوع تمكين المرأة لم يعد مجالا للنقاش أو الحديث، فقد أمسى واقعا ينال كثيرا من الثناء والإشادة.

‏لكن حديثي عن المتلونين القافزين على قضايا المرأة من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، عن الذين استنقصوها في زمن قريب ويحاولون الآن أن يكونوا في صفها، مثل ذلك الذي كان يتحدث عنها باحتقار واستنقاص حتى بناته من صلبه، ويرى أن من يتزوج ابنتك صاحب فضل ومعروف بحق كل أب، ثم أصبح يخالف كل أقواله السابقة ويطالب بأن لا تخدم الزوجة زوجها، ويحاول أن يكون في صف المرأة في زمن تمكينها، بينما لم يعلن خطأ كلامه السابق ولم يتراجع عنه ولم يعتذر عن سوئه الذي يقره كلامه الحديث. وليس العيب في أن يغير الإنسان رأيه أو فكره، لكن العيب أن يرفض الاعتراف بخطئه السابق ويبدي عكسه في كلامه وكأنه لم يتكلم به، رغم أنه موثق ولا يمكن أن يمسح في زمن التقنية الحديثة.

‏المرأة شريك رئيس وأساسي في كل مكونات الحياة، وليست خادمة لزوجها، وفي الوقت نفسه ليست عديمة الفائدة وبلا مسؤولية، المرأة مثل الرجل وتشاركه الحياة الاجتماعية والعملية وكل شيء على هذا الكوكب، فليست بحاجة إلى من يحدد مهامها في حياتها الزوجية، فهي مع شريكها قادران على العيش دون وصاية أحد يدعي النصح والإصلاح، بينما هو يركب كل موجة دون خجل ودون حياء من الناس.

‏الحياة مشاركة وليست وصاية، الحياة مكونة من جزأين يتقاسمان الحياة بكل ما فيها، قادرين على النجاح سويا دون توجيهات ممن يتصدرون المنابر طمعا في الضوء والحضور، ففي كل زمن لهم حديث وفي كل وقت لهم نبرة.

‏بنظرة إيجابية لواقع الحال، نكتشف أن المجتمع أصبح واعيا، فلم يعد أي حديث يمر عليه كأمر، بل أصبح يفكر في كل رأي، فيأخذ ما يراه مناسبا ومقنعا، ويرفض علانية ما يراه يخالف العقل الإنساني، بعكس زمن مضى كان فيه حديث البعض سلطة تجري على حياة الناس.

‏المرأة كانت جزءا مهما في المجتمع، لكن الدولة أعزها الله أعادت لها قيمتها وأهميتها انطلاقا من رؤية المملكة 2030، بقيادة مهندسها وعرابها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، فأثبتت المرأة أنها قادرة على أن تكون شيئا يذكر ويشكر بعلمها وعملها وتفانيها لوطنها ومجتمعها.

misswalaa986@