إردوغان يدق طبول الحرب

مسؤول روسي: يكرر طموحات ألمانيا النازية في الثلاثينات
مسؤول روسي: يكرر طموحات ألمانيا النازية في الثلاثينات

الثلاثاء - 24 نوفمبر 2020

Tue - 24 Nov 2020

حذر مسؤول روسي من أن يتسبب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في إشعال فتيل الحرب العالمية الثالثة.

وقال العضو في الكنائس الأرثوذكسية في موسكو دميتري باخوموف «إن تركيا لا يمكن أن تعود إلى مستوى الإنسانية المتحضرة إلا من خلال نهج إنساني مماثل لأفكار غولن».

وأكد في مقال بمنصة (بوليتركو) الالكترونية «إن اتهامات النظام السياسي في تركيا للداعية فتح الله غولن بالإرهاب ومحاولة الانقلاب المزعوم في 2016 لا أساس لها من الصحة، ونابعة من رفض النخبة الحاكمة لمستقبل مستنير قائم على أفكار متنوعة»، مؤكدا على أن تركيا في عهد إردوغان تركز على الماضي، وتستغل أي شيء بما في ذلك المعتقدات الدينية المعرضة لخطر الإرهاب الدولي بما في ذلك داعش لتنشيط عقلية الإمبراطورية العثمانية.

العودة للنازية

وأشار باخوموف في تقرير نشره موقع (24) الإماراتي إلى أن إردوغان لم يبتعد عن مبادئ النزعة الإنسانية فحسب بل يكرر طموحات ألمانيا النازية في الثلاثينيات، حين دفعت العالم إلى حرب عالمية لاستعادة (عظمة الرايخ) الضائعة.

وقال «في تركيا إردوغان يسجن كل المواطنين المؤهلين من جنود، وأساتذة، وطلاب، ومواطنين عاديين مثل ربات البيوت في معسكرات اعتقال في جميع أنحاء البلاد»، مشيرا إلى أن الحكومة تنتهج سياسة قمعية ضد المعارضين الحقيقيين، وهذا هو سبب الأزمة الاقتصادية الهائلة التي تضع الأتراك على حافة الفقر، مؤكدا على أن التحريض الحكومي يشير بأصابع الاتهام إلى القوى الأجنبية، كما في الأنظمة الشمولية الأخرى.

مخاطر عسكرية

وتوقع أن تسهم السياسة الخارجية لحكومة إردوغان في مخاطر شن حملة عسكرية واسعة النطاق، وقال «إذا أخذنا في الاعتبار التدخل التركي في اليونان، وسوريا، وليبيا، واستكشاف النفط والغاز في شرق البحر المتوسط، وقد تسبب الصراعات في الشرق الأوسط الكبير، وفي منطقة القوقاز عواقب مخيبة لآمال للجميع في العالم بما في ذلك القوى النووية».

وختم باخوموف قائلا «زرت تركيا عدة مرات ووقعت في حبها. لذلك لا أريد حقا أن يكون أردوغان، الديكتاتور الذي يحلم بالتغلب على أدولف هتلر، فتيلا للحرب العالمية الثالثة».

إصلاحات وهمية

من جهته، حذر رئيس مكتب لندن في صحيفة (ذا ناشونال) الإماراتية داميان ماك إلروي، إدارة بايدن من الوقوع في فخ الإصلاحات الوهمية التي أعلنها الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، مؤكدا على أن المشاكل الناتجة عن سياسات الرئيس التركي في الشرق الأوسط وأوروبا لا يمكن تجاهلها بسهولة، ولن تعترف الإدارة المقبلة بأي اتفاقات سابقة، بل ستسعى إلى زرع الاستقرار وإعادة الإعمار في ليبيا وربما في سوريا.

وأشار إلى أن تركيا تتحرك بشكل درامي، وقال «قبل شهر واحد كان المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية يتحسر بسبب نقص عوامل القوة لدى الاتحاد لاستخدامها ضد الرئيس التركي.

ووقف الأوروبيون محبطين وعاجزين في مواجهة مشاريعه التوسعية في المتوسط وليبيا وناغورنو كرا باخ».

تنازل غير مسبوق

ولفت الكاتب إلى التنازل المفاجئ للرئيس التركي، عندما هندس خروج صهره بيرات البيرق وزير المالية والخزانة، ووعد بإدخال التغيير إلى مؤسسات البلاد، وإطلاق إصلاحات قضائية، وأكد على أن ذلك يشير إلى مسار انفتاح بعد تدهور كبير على إثر الانقلاب الفاشل في 2016.

وقال «إن الخطوة جاءت بمؤشرات إيجابية، إذ ارتفع سعر صرف الليرة التركية بعد خروج قيصر اقتصادي أصر بشكل دوغمائي على أن انخفاض أسعار الفائدة هو الطريق إلى تخفيض التضخم، ويدور الحديث في تركيا حول تعديل إردوغان خطواته للتكيف مع إدارة بايدن المقبلة».

هشاشة الاقتصاد

ويرى المحلل أن هشاشة الاقتصاد تحرم إردوغان من تقديم سردية إلى إدارة ديمقراطية ستراقب سجل قيادته عن كثب، ويضيف أن وقوع إدارة بايدن في فخ هذا التحسين الظاهري للأداء التركي، وتصديق أنه منصة حقيقية للشراكة سيكون حماقة، إذ ستظل أجندة إردوغان هي نفسها مع أو دون تزيين.

وتابع «حتى الأسبوع الماضي، واصل الرئيس التركي جهوده لإضعاف الأوروبيين، وهذه سياسة تمنحه نطاقا للتدخل في ما وراء الحدود التركية، في الشرق الأوسط، وشمال أفريقيا، والقوقاز، زار شمال قبرص وروج لخطته جزيرة واحدة، دولتان».

وأكد على أن هذه المواجهة المباشرة مع المصالح الأوروبية شددت الضغط على بروكسل لفرض عقوبات على أنقرة، ويضعف الاستكشاف حول المياه القبرصية وفي المياه اليونانية بشكل مطرد حلف شمال الأطلسي.

علاقات انتهازية

ويعد تموضع إردوغان عاملا معقدا لأهداف الولايات المتحدة، حيث تتمتع تركيا بعلاقة انتهازية وتكافلية مع روسيا، وصفها مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بأنها تقوض السياسات القائمة على تقليص أو إزالة التهديدات في فضاء نفوذ دول الناتو.

وأعلن الرئيس التركي أن نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في حاجة إلى علاج نفسي، ومع ازدياد إدراك الدول الأوروبية ومن بينها فرنسا، للتهديدات الإسلاموية المتطرفة لأنظمتها السياسية والاجتماعية، وضع إردوغان نفسه في الجانب الخطأ من الخط الفاصل.

ففي ألمانيا وهولندا والنمسا، ينظر بشكل متزايد إلى المديرية التركية للشؤون الدينية الخاضعة مباشرة للرئاسة التركية، ديانيت، على أنها تشكل حضورا عدوانيا في المجتمعات المحلية.

وكانت سيطرتها على المؤسسات الدينية السبب الأساسي لظهور مقترحات لتدريب وإعطاء شهادات للأئمة عبر أوروبا لتأمين معيار موحد حصنا أمام التطرف.

ومن وجهة نظر أوروبية، لا يزال ضروريا إعادة تصحيح العلاقات مع تركيا، إذ أوضحت موجة هجرة ضخمة نحو الغرب في 2018 كيف يمكن أن تسوء الأمور، إذا تدهورت هذه العلاقة.