نسرين محمد عبدالسلام

السعودية أنموذج في التخطيط لتعزيز الأمن الغذائي

السبت - 21 نوفمبر 2020

Sat - 21 Nov 2020

يتحقق الأمن الغذائي حسب تعريف لجنة الأمن الغذائي العالمي «عندما تتوفر لجميع الناس، في كل الأوقات، الإمكانات المادية والاجتماعية والاقتصادية، للحصول على أغذية كافية وسليمة ومغذية تلبي احتياجاتهم التغذوية وتناسب أذواقهم الغذائية للتمتع بحياة موفورة النشاط والصحة.

وتتمثل الركائز الأربع للأمن الغذائي في: توفر الأغذية، وإمكانات الحصول عليها، واستخدامها، واستقرار الإمدادات منها»، يأتي هذا التعريف ضمن الإطار الاستراتيجي العالمي للأمن الغذائي والتغذية.

ومن خلال ما تقوم به المملكة من جهود حثيثة في هذا الجانب، فإنها تعد أنموذجا في التخطيط لتعزيز الأمن الغذائي.

فعلى مستوى الاستراتيجية الوطنية ورؤية 2030، أدرجت المملكة العربية السعودية موضوع الأمن الغذائي ضمن أولوياتها، واعتمدت العديد من برامج تعزيز التنمية الزراعية المستدامة، كما طورت برنامجا فعالا للاحتياطي والخزن الاستراتيجي للأغذية، ونظام إنذار مبكر لإدارة حالات الطوارئ.

ويأتي توفر المنتجات الغذائية في المملكة امتدادا لسلسلة الإنجازات التي قامت بها لتحقيق استراتيجية برنامج التحول الوطني في تعزيز الأمن الغذائي، حيث تندرج التنمية الزراعية والأمن الغذائي والمائي، والبيئي تحت أهداف هذه الاستراتيجية.

وعلى مستوى التعامل مع الأزمات الصعبة التي تؤثر على المخزون والأمن الغذائي في كل أنحاء العالم، فقد كانت المملكة العربية السعودية مثالا يحتذى به في إدارة الأزمات والحفاظ على الأمن الغذائي للمواطن والمقيم معا، حيث تعاملت حكومة المملكة الرشيدة مع تداعيات أزمة جائحة كورونا (كوفيد-19) بكل احترافية وتحكم، فعلى الرغم من عمليات الإغلاق والقيود التي فرضت على الحركة في معظم دول العالم، والتي بدورها أدت إلى تعطل بعض سلاسل الإمداد على المستوى الوطني والدولي، إلا أن السعودية اتخذت تدابير سريعة ورصينة ضمنت استمرار أسواق الأغذية، مما جعل إمدادات الغذاء مستقرة وموثوقة وآمنة حتى خلال أصعب أوقات الأزمة، فكان ذلك اختبارا كبيرا اجتازته المملكة بكل اقتدار، وقد انعكس ذلك إيجابا على إحساس المواطن والمقيم بالأمان في أصعب الظروف.

‏حيث لمس الجميع وُفرة المعروض من الغذاء.

وعلى مستوى سلامة الغذاء وتوفر الغذاء الصحي والآمن بأسعار معقولة للجميع خلال جائحة كورونا (كوفيد-19)، فقد أعلنت السعودية حالة الاستنفار القصوى للحفاظ على سلامة المنتجات الغذائية ومراقبة ثبات الأسعار.

وكُلفَت الجهات الرقابية بمتابعة المخالفات على مدار الساعة لضمان عدم المساس بالسلامة أو بالأمن الغذائي للشعب.

وهنا تفوقت السعودية للمرة الثانية، حيث تزامن ذلك مع استعدادات شهر رمضان المبارك، الذي يعتبر من الشهور التي يزيد فيها استهلاك المواد الغذائية بشكل ملحوظ.

وعلى الرغم من استمرار أزمة كورونا إلا أن المواطن وكذلك المقيم لم يشعر بأي تغير يذكر يهدد أمنه وسلامته الغذائية أو الصحية.

وفي إطار جهود المملكة في مجال سلامة الغذاء، فقد قامت بتنفيذ برنامج وطني لرصد ومراقبة الأغذية يتضمن تحليل أكثر من عشرة آلاف عينة غذائية، بهدف التأكد من سلامتها من الملوثات، إضافة إلى تكوين قواعد بيانات حول نوعية وكمية الأغذية التي يستهلكها المجتمع السعودي.

وعلى مستوى معالجة هدره الغذاء، فقد تم إنشاء البرنامج الوطني السعودي للحد من الفقد والهدر في الغذاء، ومن أهدافه التوعية بخطورة الهدر الغذائي وتحسين سلوكيات المستهلكين، وتطوير تقنيات حصاد وإنتاج الأغذية، إضافة إلى تطوير التصنيع الغذائي ليكون أكثر ملاءمة للحد من الهدر والتقليل من المخلفات والنفايات، وتعظيم الاستفادة من الموارد الغذائية.

جهود المملكة العربية السعودية في العمل على تخطيط وتطوير برنامج وطني محكم يعزز الأمن الغذائي، سهلت التعامل مع الأزمة الحالية، وخففت من الصدمات الخارجية أو الداخلية، وأظهرت أن الإنسان يأتي في مقدمة اهتمامات الوطن.

nmma3@