فواز عزيز

بماذا نختتم قمة G20؟

السبت - 21 نوفمبر 2020

Sat - 21 Nov 2020

رئاسة المملكة العربية السعودية لقمة العشرين حدث كبير، يبرز قوة المملكة وثقلها العالمي، وزاد من ذلك تزامن وقت رئاسة المملكة للقمة مع جائحة فيروس «كورونا» تلك الأزمة التي لم تنحن لها المملكة، بل استغلتها لتثبت قوتها وقدرتها على الإدارة رغم الظروف العالمية، فنفذت حدثا استثنائيا بإدارتها للقمة باقتدار «عن بعد» دون أن يكون للإغلاق الدولي الذي أحدثه «كورونا» أي تأثير، وعالجت أضرارها عبر القمة كما ظهر في اجتماع القادة الاستثنائي لمناقشة أزمة «كوفيد 19».

المتابع للأحداث والفعاليات التي جرت خلال رئاسة الرياض لقمة العشرين 2020 سيعرف عدة أمور عن السعودية، منها:

• أولا: قوة الاقتصاد السعودي، وثقل المملكة عالميا، وقد ذكر ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أنه «على الرغم من جائحة كورونا، وبشكل نسبي مع نظرائنا في مجموعة العشرين، فإننا نعدُّ أحد أفضل 10 دول في التعامل مع التبعات الاقتصادية للجائحة في المجموعة، ونحن أكثر تفاؤلا بأن وتيرة النمو ستتسارع مع زوال الجائحة وعودة الأمور لطبيعتها بالكامل، لنكون أحد أسرع دول مجموعة العشرين نموا في الناتج المحلي غير النفطي في السنوات القادمة».

• ثانيا: السعودية بلد متجدد في كل المجالات، وبلد فاعل في صناعة التغيير وفق خطط ودراسات محكمة، وكشفت الأرقام والتقارير سرعتها في إحداث التغيير والتجديد والتطوير.

• ثالثا: في السعودية بنية تحتية جيدة للعالم الرقمي، ولديها قدرات تقنية عالية، وخبرة كبيرة في التحول الرقمي والالكتروني، وقد توج ذلك بتصدر المملكة قائمة دول مجموعة العشرين في التنافسية الرقمية خلال السنوات الثلاث الماضية لتحتل المرتبة الأولى، وذلك ضمن تقرير التنافسية العالمي من المركز الأوروبي للتنافسية الرقمية، الذي يستند على تقرير التنافسية لمنتدى الاقتصاد العالمي.

• رابعا: نسبة الشباب في السعودية عالية جدا، وليست الميزة في العدد بقدر ما هي في روح الشباب الفاعل والطموح لنجاح وطنه، وكونه جزء رئيسا في بناء الوطن بدعم من الحكومة بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مهندس رؤية المملكة 2030، التي ظهرت ملامحها واضحة وبدأت ثمارها تنضج، وكان لذلك تأثير كبير في نجاح رئاستها لقمة العشرين كأول دولة عربية تتولى رئاسة المجموعة في تاريخها، وهي مجموعة تمثل أقوى تجمع اقتصادي سياسي عالمي، بامتلاكها 80% من الناتج الاقتصادي العالمي، وثلاثة أرباع التجارة العالمية.

• خامسا: السعودية بلد التحديات والطموحات التي لا يقف أمامها أي عائق، فهي بلد يحقق ما يريد مهما كانت صعوبته، وبلد لا يعرف المستحيل، فحتى في ظروف جائحة فيروس «كورونا» أقامت المملكة اجتماعات مجموعة قمة العشرين باقتدار جدير بالاحترام من كل دول العالم، وقبل ذلك وقفت بوجه الجائحة ولم تنثن أمام رياحها العاتية، فكانت دولة سباقة في التعافي من آثار الجائحة، وحفظ صحة المواطن والمقيم على أرضها وفق خطط وإجراءات احترازية عالية، ودعم حكومي كبير.

• سادسا: رئاسة المملكة لقمة مجموعة العشرين 2020، لفتت الأنظار للداخل السعودي، وبدا واضحا عملها الداخلي على كل الأصعدة، من قوة نظامها الصحي، وازدهار الاقتصاد، وتمكين المجتمع، ومحاربة الفساد، والقضاء على التطرف والإرهاب، بعمل جاد وقوي أثمر نتائج تستحق أن يفاخر فيها كل من يعيش على أرض السعودية.

• سابعا: نجحت السعودية في قيادة أعمال قمة العشرين، وبرز ذلك في أعمال مجموعات التواصل للمجموعة وهي: مجموعة الأعمال (B20) التي تمثل القطاع الخاص، ومجموعة الشباب (Y20) التي تمثل تجمع القيادات الشابة، ومجموعة العمال (L20) التي تشمل النقابات العمالية، ومجموعة الفكر (T20) وهي شبكة من مراكز الفكر والباحثين، ومجموعة المجتمع المدني (C20) التي تمثل منظمات المجتمع المدني، ومجموعة المرأة (W20) التي تمثل مصالح المرأة، ومجموعة العلوم (S20) التي تمثل المجتمع العلمي، ومجموعة المجتمع الحضري (U20) التي تشمل ممثلي المدن، وأظهرت تلك الأعمال قيادات سعودية شابة ناجحة ومثابرة في العمل من أجل رفعة الوطن.

• ثامنا: خلال قيادة المملكة لمجموعة العشرين، كانت السعودية تفاخر بثقافتها وموروثها وأصالتها، بداية من شعار رئاستها للقمة الذي كان في تصميمه يمثل شيئا من موروث هذا الوطن وثقافته وأصالته.

• تاسعا: في نهاية رئاسة المملكة لقمة مجموعة العشرين، سيبقى ما قدمته السعودية خلال رئاستها حدثا تاريخيا واستثنائيا في مسيرة المجموعة والوطن.

• عاشرا: ونحن نودع رئاسة مجموعة العشرين في اجتماعاتها النهائية، سنفاخر كسعوديين بما أنجزه الوطن.

fwz14@