حسين باصي

مولدات ثاني أكسيد الكربون

الجمعة - 20 نوفمبر 2020

Fri - 20 Nov 2020

تحدثت في مقال سابق لي بعنوان «مطر من الكربون» عن اهتمامات المملكة العربية السعودية بالاقتصاد الدائري للكربون. بات هذا الاهتمام واضحا في قمة العشرين لعام 2020.

كما صرح وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان عدة مرات عن توجه المملكة العربية السعودية نحو تطبيق الإطار 4Rs للتقليل من الانبعاثات الكربونية.

إن هذا الإطار يحتاج لخطط الاستراتيجية قوية مكونة من عدة مراحل، تسمح بالتطبيق السلس في المرحلة الانتقالية، ولكن هذه الخطة السلسة قد لا تكون بهذه السهولة، خاصة عند الحديث عن المصادر الكربونية العملاقة، التي أطلقت عليها اسم «مولدات ثاني أكسيد الكربون». هذه المصادر تحتوي على عدة مصانع، من ضمنها مصانع الاسمنت والبتروكيماويات في المملكة العربية السعودية. طبعا هذا المصطلح لا يشمل جميع مصانع الاسمنت والبتروكيماويات، حيث إني وجدت في بعض تلك المصانع العزيمة على استخدام خطوط إنتاج بكفاءة جيدة.

عند استعراضي لقطاع صناعة الاسمنت في بعض المشاريع، وجدت أن هذا القطاع في سباق كبير لمواكبة التطور العمراني الحاصل في السنوات السابقة، هذا التطور العمراني يحتاج لكثير من الاسمنت والخرسانة، وبالتالي لن يتوقف، بل سيزداد مع الزيادة السكانية، كما أن رؤية المملكة تسعى لاستقطاب الاستثمار الدولي، وبالتالي توسعة عمرانية كبيرة أيضا.

خلال هذا السباق قد يصعب على قطاع الصناعات الاسمنتية إيقاف خطوط الإنتاج لتحسين الكفاءة وصناعة الاسمنت «غير الكربوني». حالة هذه المصانع لا تختلف عن حال عديد من مصانع الاسمنت في العالم، ولكن قامت أوروبا بوضع خطة تحول.

اعتمدت الخطة الأوروبية في الصناعات الاسمنتية على خمس زوايا لتحقيق صناعة اسمنتية غير كربونية. وهي ملخصة كالتالي:

  1. كفاءة الموارد: وذلك يشمل استخدام وقود بديل للوقود الحالي، ويفضل أن يكون متجددا. يمكن استبدال المواد الخام أيضا في تسهيل صناعة الاسمنت، إضافة إلى استخدام وسائل الشحن والنقل الفعالة.

  2. كفاءة الطاقة: في هذه الزاوية يكون التركيز على الكفاءة الكهربائية لإنتاج الاسمنت، إضافة إلى الاستفادة من الحرارة المهدرة في عمليات الصناعة.

  3. حبس الكربون وإعادة استخدامه: هذا المفهوم مشابه لمفهوم 4Rs الذي تحدثت عنه سابقا.

  4. خرسانات غير كربونية: هنا تفكر أوروبا في تصنيع خرسانات تعتمد على نسبة أقل من الاسمنت.

  5. آخر المطاف: وهنا مجموعة حلول مثل إعادة تدوير الخرسانات في صناعة الاسمنت أو مواد أخرى. الاعتماد على المباني الذكية والمستدامة.


قد تكون الزوايا الثلاث الأولى في متناول المصانع عند بداية التصنيع. كتابتي طبعا في هذا المقال عن صناعة الاسمنت بغرض عرض الفرصة الكبيرة أمامنا لتفعيل مفهوم الصناعات غير الكربونية في المملكة، وستكون مقالاتنا القادمة عن صناعات أخرى.

HUSSAINBASSI@