ولاء الشيحي

توظيف المثقف

الأربعاء - 18 نوفمبر 2020

Wed - 18 Nov 2020

• المثقف سواء كان أديبا أو فنانا، هو ثروة وطنية، لا بد من استثمارها جيدا.

‏• نحن في وطن يهتم بالثقافة ضمن خططه المستقبلية ويظهر ذلك واضحا في رؤية المملكة 2030، التي هندسها ورسمها ويشرف على تنفيذها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بدعم وتوجيه من مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وملامح الاهتمام بالثقافة لم تعد خططا مكتوبة، بل أصبحت واقعا بتأسيس وزارة للثقافة بقيادة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، الذي يبذل جهدا كبيرا في ميادين الثقافة.

• وقد ذكر ولي العهد قبل أيام ضمن حديثه عن إنجازات الوطن، أنه في قطاع الثقافة نرى اليوم وزارة الثقافة تنشئ 11 هيئة تعمل بشكل قوي على تنمية كافة القطاعات الثقافية، مما له أثر كبير جدا على خلق الوظائف وتنمية الاقتصاد وتحسين جودة الحياة، وجعل وطننا أكثر قدرة على استقطاب الكفاءات العالمية والسياح، في إشارة منه إلى تفعيل الجانب الثقافي في الوطن.

‏• جهود كبيرة بذلت في الميادين الثقافية، وهنا يمكن أن نشارك في فكرة «استثمار» مثقفي الوطن وتوظيفهم.

• توظيف المثقف والمبدع والفنان لا يعني إلا «تفريغه» للإبداع، وتبدأ باستقطاب المثقف ليكون عمله ثقافيا بحتا في تثقيف المجتمع وإثراء المكتبة بالإصدارات.

‏• وإنشاء صندوق دعم المثقفين، يكون من مهامه تفريغ المثقف براتب شهري يكفل له الحياة الكريمة، من قبل وزارة الثقافة، كذلك بالشراكة المجتمعية مع أحد القطاعات الخاصة لتشارك بصندوق الدعم، فلو تفرغ المثقف كاتبا أو روائيا للعمل الثقافي، وقدم كل عام عملا فنيا، تكون الوزارة كسبت مادة إبداعية تستطيع استثمارها بإصدارها كتابا وتسويقه، وربما تقدمها عملا سينمائيا، فتتحول إلى حاضنة ثقافية منتجة.

‏• ما أطرحه هنا هو «استثمار ثقافي» رأس المال فيه هو «المثقف»؛ ليكون منتجا.

• لو استثمرت وزارة الثقافة بالمثقفين لكسبت ثقافيا وماديا، ثقافيا بإثراء الحركة الثقافية، وماديا بتسويق إنتاجهم الأدبي والفني تجاريا، فيكون ذا عوائد مادية تدعم فكرة تفريغ المثقف وتدعم الإنتاج والإبداع الوطني.

• أعلم أن الفكرة يعتريها بعض المصاعب، منها تحديد المثقف والفنان، ومعايير ذلك التصنيف، لكني مؤمنة بأن لا شيء يصعب على هذا الوطن الذي كل يوم يخلق نجاحا جديدا، وأعتقد أن فكرة تصنيف المثقف والفنان من غيره تحتاج إلى نقاش أطول، ربما تتولاه الوزارة وهي الأقدر على ذلك، لكني هنا أقصد المثقف المفكر المبدع وليس كل مثقف، فالمثقف هو صاحب الفكر وصانع التغيير في المجتمعات، وهو القادر على التأثير في الوسط المجتمعي أو العملي أو حتى الثقافي الذي ينتمي إليها.

• الفكرة استثمار ثقافي، قد يكون تنفيذها تحولا ثقافيا، لتصبح وزارة الثقافة مصنعا ثقافيا للوطن.

@misswalaa986