آلاء لبني

الربط بين الإسلام والإرهاب

الاثنين - 16 نوفمبر 2020

Mon - 16 Nov 2020

الأسابيع الماضية توالت فيها الأحداث، تصاعد فيها الإرهاب والعنصرية وهوجم الإسلام ونبينا محمد عليه الصلاة والسلام، بلسان السياسيين والأحزاب المتطرفة اليمينية وهذا ما لا نقبله، حيث تبنت حملات الإساءة لرسول الله تحت حرية التعبير الوهمية، إثر مقتل المعلم. ومما زاد الأمور تعقيدا حديث ماكرون (الإسلام في أزمة في كافة أنحاء العالم)! ودعوته لمساندة حرية التعبير! علما أن المحكمة الأوربية قبل سنتين رفضت إدراج الإساءة للرسول ضمن حرية التعبير! الحرية التي جعلت وزير الداخلية الفرنسي يستنكر وجود اللحوم الحلال رغم تعدد الأصناف والمتاجر التي تلبي احتياجات كل الثقافات والديانات! نحن في أزمة أخلاق وعدالة فقط.

الحرية الوهمية تحترم كل ما له علاقة باليهود وتقصي وتمنع حتى التحدث عن أعداد من مات في الهولوكوست، ولو كان باحثا يهوديا! حرية التعبير لا تشمل إمام مسجد بفرنسا استنكر عرض الرسوم الكريكاتيرية عن الرسول ونشر مقطع فيديو فأغلق المسجد! حرية التعبير تحترم حقوق التعري والمثلية الجنسية لكن لا تحترم حجاب المسلمات وترفضه! وتقبل حشمة الراهبات وحجابهن!

حتى ماكرون امتعض من استهزاء رئيس البرازيل من زوجته وعدها إساءة، لماذا لم يعتبرها حرية تعبير؟ بغض النظر عن سخافة المقارنة وعدم قبول الإسلام مثل هذا الاستهزاء.

الإسلام يرفض العدوان والإرهاب، سواء كان الحدث على أراضينا أم على أراضي القطب الشمالي! ونرفض الربط بين الإسلام والإرهاب. أما محاولة إلصاق هذه التهمة بالإسلام والتسليط على حوادث قيل إنها اقترفت بيد مسلمة أو يد مندسة! والتعتيم على حوادث الطعن أو التضييق على المسلمين، فهي عنصرية مقيتة! وكأن الإسلام محور الشر وكأن حبيبنا ورسولنا مسؤول عن أخطاء المسلمين!

الأمور ليست كما تبدو، البحث فيما وراء الأهداف من كل كلمة كمصطلح الإسلام الغربي الحديث والإرهاب الإسلامي التي صدحت بها ألسنة متنوعة من فرنسا إلى نتنياهو! بكل ما يفعله من انتهاك لحقوق الفلسطينيين ويتهم إسلامنا بالإرهاب!

لماذا لا نسمع من منابر الإعلام والسياسيين لو قتل هندوسي، مسيحي، يهودي، كلمة الإرهاب المسيحي، اليهودي..إلخ، لماذا لا ينسبونه لأي ديانة، عدا الإسلام! العيب أننا لا نقرأ التاريخ الذي يحمل بين طياته جرائم الاستعمار التي ارتكبت كالاستعمار الفرنسي، وظلمه وما فعله بشهداء الجزائر وإلقاء 12 قنبلة نووية جربها في الصحراء وباستخدام الأسرى.

لماذا الإسلام تحديدا يلصق به الإرهاب حتى تبرمج العقول والثقافات الأخرى لتردد الأصوات البائسة أن أصل الإرهاب والأفكار المتطرفة هو الإسلام. خابت مساعيهم.

المفوضية الأوروبية لمناهضة العنصرية والتعصب، التي حذرت في تقريرها السنوي من تزايد خطاب العنصرية والكراهية من قبل الأحزاب القومية المتطرفة تجاه المسلمين، ووكالة إنفاذ القانون في الاتحاد الأوروبي أوضحت أن 2% في 2013 من الهجمات الإرهابية نفذها مسلمون، بينما 98 % نفذها غير المسلمين لدوافع متعددة!

المتطرفون موجودون بكل مكان، والتاريخ حافل بهم، وفي فرنسا 2002 حاول أحد المتطرفين اليمينيين اغتيال الرئيس شيراك، وللمفارقة أن أحد المنقذين كان جزائريا!

القصة ليست قاصرة على الإعلام، القصة أن انتخابات البرلمان الأوروبي شهدت زيادة جديدة في شعبية هذه الأحزاب السياسية التي تقتات على العداء للإسلام.

شيطنة الإسلام والمسلمين في الإعلام وانتشار ظاهرة الإسلاموفوبيا في تزايد مخيف، وليس أدل على ذلك مِن أن مَن كان يحمل هذا المنهج أحد الساسة المروجين لفيلم فتنة المسيء لرسول الله، الذي كان نائبا لحزب (من أجل الحرية)، أكثر الأحزاب اليمنية المتطرفة والمتشددة ضد الإسلام في هولندا، وبعد إسلامه في 2013 تحول فكره بشكل جذري، ليس بالعنف، بل بالحجة، قال تعالى «لست عليهم بمسيطر». وقد ذكر أن مهاجمة الإسلام تعمل بشكل مؤسسي وتشكل قوة في الأحزاب السياسية المتطرفة، وتساعد في سن قوانين تقوض حرية المسلمين، وتعمل لجماعات ضغط في دول أخرى كإسرائيل وأمريكا وهم يمولون هذه الأحزاب!

ومن منبر الحرم المكي أدينت الرسوم المسيئة، وعدن من الأعمال الشائنة ونوعا من الإرهاب، وضربا من التطرف المذكي للكراهية، وطالب شيخ الأزهر المجتمع الدولي بإقرار تشريع يجرم معاداة المسلمين والتفرقة بينهم وبين غيرهم في الحقوق والواجبات.

التعتيم والتجاهل ضد قضايا المسلمين هو السائد، ودعوات طرد المهاجرين تعلو، علما أن القارة العجوز تعاني بعض دولها القوية اقتصاديا من حاجتها للشباب، الذين يسهمون في ديمومة اقتصادها، وتستفيد من تدني أجور المهاجرين!

المحزن للأسف هم من يتلمسون العذر من المسلمين لمن يستهزئ بالرسول، ويدافعون عن حرية التعبير والتعدي على نبينا أو اتخاذ إجراءات متشددة تجاه المسلمين والمساجد!

بعض الإعلاميين والأصوات النشاز الذين يحسبون علينا يقول أحدهم: استمعت بخطاب ماكرون ولا أجد فيه شيئا! آخر قال: ماكرون على حق! التفريط بالهوية الدينية أمر مستهجن، واحترام الأديان قيمة إنسانية، والمشكلة أن هذه السموم كالتطرف نخاف أن تسري بين صغار السن فتلوث عقولهم، وتجعلهم يتقبلون العنصرية الدينية، ويكونوا إمعات!

@AlaLabani_1