سارا الضراب

التوظيف الناجح لعمل رائدة الأعمال

السبت - 14 نوفمبر 2020

Sat - 14 Nov 2020

قبل أن نتحدث عن رائدات الأعمال في ظل رؤية 2030، يجب أن نفهم كيف استطاعت قيادتنا الرشيدة الوصول بمفهوم تمكين المرأة إلى حق مكتسب لها بالمجتمع.

تمكين المرأة السعودية يمثل ركنا أساسيا في رؤية المملكة 2030، حيث إن مشاركتها في سوق العمل السعودية أصبحت أولوية في سياسة حكومتنا، التي تسعى إلى منحها حقوقها غير منقوصة، بإجراءات اتخذت منذ فترة طويلة، بينما تمضي ملفات في توظيفها على قدم وساق في مختلف التخصصات والمجالات، ولعل القفزات والأرقام التي شهدتها مجالات العمل كبيرة ونوعية، وهذا ما أكدته القيادة الرشيدة في كثير من المناسبات، حيث إن مشاركة المرأة في سوق العمل ارتفعت لدى القطاعين العام والخاص على حد سواء.

المحور الأساسي لرؤية 2030 يدور على حول ريادة الأعمال، التي من أجل تنفيذها يجب العمل على تطوير الاقتصاد، وجاء من تلك الأهداف القضاء على ظاهرة البطالة، وتقليل عدد العاطلين عن العمل، والوصول إلى نسبة 7% بدلا من 11.6%، إضافة إلى أن أهداف الرؤية لا تقتصر على التركيز على رفع مستوى ريادة الأعمال وزيادة فرص المشاريع فحسب، بل ترمي أيضا إلى رفع مستوى مشاركة المرأة في المجالات الاقتصادية المختلفة.

ويؤكد هذا التوجه الداعم للمرأة السعودية إدراك الدولة لأهمية الاستثمار في قدرات النساء السعوديات، وتمكينهن من تأمين غد أفضل لأنفسهن، والمساهمة تنمية المجتمع السعودي، ووفقا لتقرير عرب نت عن «واقع الاستثمارات الرقمية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بين 2013 – 2018، نجد أن 16% من مؤسسي الشركات الناشئة في المملكة من النساء، وهذا يعطي مؤشرا وانطباعا عن التغيرات والحداثة في المجتمع، وأهمها شكل خريطة الاقتصاد السعودي، فبعدما كان الرجال يسيطرون على سوق العمل بشكل تام أصبحت للنساء الأولوية فيه، وزادت الشركات الناشئة المملوكة لهن.

ولهذا، فقد أشاد تقرير البنك الدولي المعنون «المرأة والأعمال والقانون 2020» بالسعودية التي تصدرت البلدان القائمة بالإصلاح على مستوى العالم، إذ طبقت المملكة إصلاحات تاريخية لتحسين مشاركة المرأة في الاقتصاد، وسمحت هذه الإجراءات بحرية السفر والتنقل للمرأة في سن الحادية والعشرين دون إذن من وليها.

وأعتقد أنه يجب التوظيف الناجح لسيكولوجية رائدة الأعمال، حيث إن التوظيف الناجح لقدرات المرأة هو فهم لفطرة المرأة ومعرفة نقطة قوتها في العمل، فالمرأة تكمن قوتها في التفكير، فعندما تمكن هذه القوة في العمل سوف ينتج عنه عمل مبدع مميز، ويجب أن يترك للمرأة تحمل مسؤولية العمل والتنفيذ هنا للرجل، فريادة الأعمال تحتاج موظفين من الجنسين: الإناث في التفكير واستخراج الحلول، والرجل يقوم بتنفيذ العمل وتحمل المسؤولية كاملة.

في الختام، من الملاحظ عند تنظيم فعاليات تخص ريادة الأعمال أننا نجد أن أكثر المشاركين من النساء، ولا يكتفين بالمشاركة ولكن يتبارين مع نظرائهن من رواد الأعمال في تحقيق الإنجازات في مجال ريادة الأعمال. ويعضد ذلك بكل تأكيد رؤية 2030 التي تسعى إلى رفع نسبة مشاركة المرأة السعودية في سوق العمل، وقد أعطت أولوية لتنمية مواهب المرأة وتفعيل دورها في الاقتصاد، ودعم المنشآت الريادية التي تمتلكها رائدات الأعمال، وجعلها تتميز مؤسسيا، من خلال تبسيط مزاولة الأعمال وفتح آفاق التمويل، إضافة إلى دفع النمو وتطوير القدرات وتشجيع ريادة الأعمال مع رفع مستوياتها في المساهمة بالناتج المحلي الإجمالي الكلي، لتصل إلى 35% بدلا من 20%، وحث المؤسسات المالية على زيادة نسب تمويلها لتصل إلى 20% بحلول 2030 بإذن الله.

@S_Darrab