ضربات إيرانية استباقية لقمع المعارضين

الحكومة تستدعي عشرات السكان للاستجواب حول جرائم مزعومة في بهبهان
الحكومة تستدعي عشرات السكان للاستجواب حول جرائم مزعومة في بهبهان

الخميس - 12 نوفمبر 2020

Thu - 12 Nov 2020








قوات الأمن الإيرانية تقمع أحد الاحتجاجات                                                                               (مكة)
قوات الأمن الإيرانية تقمع أحد الاحتجاجات (مكة)
تواصلت المظاهرات الإيرانية في البورصة لليوم الرابع على التوالي، رغم الضربات الاستباقية التي وجهتها السلطة الإيرانية قبل حلول ذكرى احتجاجات نوفمبر، وعملت حكومة الملالي في الأيام الماضية على قمع كل المناهضين.

ونقلت قناة (الحرة) عن موقع «فويس أوف أمريكا»، أن مكتب المدعي العام في بلدة بهبهان الواقعة ضمن نطاق محافظة خوزستان الإيرانية، استدعى العشرات من السكان في وقت سابق هذا الشهر، لمواجهة استجواب بشأن جرائم مزعومة تتعلق بالأمن القومي، واستمر الاستدعاء على مدار 5 أيام للمثول أمام مكتب المدعي العام أو مواجهة الاعتقال.

وأشارت إلى أن المدعي الإيراني يريد استجواب سكان بهبهان بتهم من بينها الإخلال بالنظام العام والتجمع، والحث على إضرابات ضد الأمن القومي وإهانة المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي.

أقارب القتلى

ولفت إلى أنه من بين الأشخاص الذين وردت أسماؤهم في استدعاءات هذا الشهر، أقارب القتلى في بهبهان في حملة الحكومة لقمع الاحتجاجات الشعبية التي خرجت على مستوى البلاد في نوفمبر 2019، حيث شارك بعض الذين وجهت إليهم خطابات الاستدعاءات في مظاهرة خرجت في يوليو الماضي، وأطلقت شعارات منددة للحكم الإسلامي لإيران، على خلفية الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشها الشعب.

وجاءت الاحتجاجات الشعبية خلال نوفمبر من العام الماضي على خلفية قرار أوامر النظام بزيادة 50% على سعر المحروقات، وفيما تواجه إيران ارتفاعا في معدلات البطالة والتضخم في اقتصاد متقلص في ظل عقوبات أمريكية شديدة، قتلت قوات الأمن الإيرانية مئات الأشخاص واعتقلت الآلاف بهدف سحق مظاهرات سلمية في الغالب.

تهاوي الاقتصاد

وساهم تهاوي الاقتصاد إلى هبوط العملة المحلية إلى مستويات قياسية مقابل الدولار الأمريكي، ما يجعل هذه الأزمة هي الأسوأ منذ صعود النظام الإسلامي للسلطة بعد الثورة التي أطاحت بنظام الشاه محمد رضا بهلوي عام 1979.

وأدى التهاوي الحاد في الاقتصاد في صعوبات معيشية للإيرانيين الذين يكافحون للحصول على لقمة عيشهم اليومية، في الوقت الذي لا يزال فيه النظام يدعم أذرعه في المنطقة بالمال والسلاح لتنفيذ مخططاته التوسعية في دول مثل العراق، لبنان، اليمن وسوريا.

في غضون ذلك، أعلنت إيران عن بيعها 700 ألف برميل نفط يوميا، رغم العقوبات المفروضة عليها من الولايات المتحدة، وقال رئيس منظمة التخطيط والميزانية الإيراني، حمد بور محمد، لوكالة «فارس» إن معدل المبيعات النفطية الإيرانية اليومية بين 600 إلى 700 ألف برميل.

ورغم القمع المتواصل، استمرت المظاهرات في البورصة الإيرانية بطهران لليوم الرابع على التوالي، للمطالبة باستقالة وزير الاقتصاد على خلفية تهاوي مؤشرات البورصة أخيرا.

ووفقا لموقع «إيران إنترناشيونال» المعارض، فإن مساهمي البورصة هتفوا خلال مظاهراتهم ضد وزير الاقتصاد، فرهاد دجبسند، رافعين شعار «الوزير غير الكفء، الاستقالة الاستقالة».

ونشر الصحافي الإيراني المقيم في الولايات المتحدة، علي رضا نادر، فيديو المظاهرات أمام مقر البورصة الإيرانية في طهران، وكتب «مستثمرو البورصة يحتجون على سوق الأسهم المتدهور بسرعة في إيران».

ويواجه الاقتصاد الإيراني الذي يعتمد على النفط أزمة حادة جراء العقوبات المفروضة على طهران من واشنطن، بعد الانسحاب من الاتفاق النووي قبل عامين، إضافة إلى تداعيات فيروس كورونا المستجد الذي يضرب الدولة الفارسية بقسوة، ما جعلها أكثر الدول تضررا من «كوفيد 19» في الشرق الأوسط.

الطريق للمقبرة

وزادت حكومة الملالي من القمع في بهبهان، حيث اتهم نشطاء حقوقيون السلطات المحلية بحفر طريق يؤدي إلى مقبرة بهشت رضوان في ضواحي المدينة.

ونشر النشطاء مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي ، تظهر ما قالوا إنه أضرار لحقت بالطريق في الآونة الأخيرة وتصور الأضرار على أنها محاولة من قبل السلطات لمنع الناس من الذهاب إلى المقبرة حدادا على القتلى في الاحتجاجات.

ولم يصدر أي تعليق من المسؤولين الإيرانيين في وسائل الإعلام الحكومية بشأن الأضرار التي لحقت بطريق بهبهان أو استدعاء السكان الذين يواجهون تهما بارتكاب جرائم تتعلق بالأمن القومي.

وكان بعض أفراد عائلات المتظاهرين القتلى، نشروا رسائل على وسائل التواصل الاجتماعي في الأيام الأخيرة، يقولون فيها إنهم يعتزمون التجمع في المقبرة لإحياء ذكرى الاحتجاج.

زيادة المقابر

ومواكبة مع عمليات القمع باتت مقبرة «بهشت زهرا» التاريخية في إيران تستقبل العدد الهائل من جثامين الموتى الجدد بسبب عدد الوفيات المتزايد جراء وباء كورونا الفيروسي.

وتسبب الفيروس بمضاعفة العدد المعتاد من الجثامين الواصلة إلى المقبرة، فيما تحفر القبور بالآلاف، ومع ذلك يجد العاملون بالمقابر معاناة في إيجاد متسع للموتى، وفقا لتقرير نقلته وكالة أسوشيتد برس.

وتعد مقبرة «بهشت زهرا» واحدة من أكبر المقابر في العالم، إذ تمتد لخمسة كيلومترات مربعة بالعاصمة طهران، ودفن فيها نحو 1.6 مليون شخص.

ويقول مدير المقبرة، سعيد خال، للوكالة، إنه لم يشهد أمرا مثل هذا من قبل ولا حتى خلال الحرب الإيرانية العراقية أو أكبر الكوارث الطبيعية في إيران، ويضيف «نعاني من أزمة على مدار 260 يوما، ولا ندري إلى متى سنظل نواجه هذه الأزمة».

وفي المتوسط تستقبل المقبرة في هذه الفترة حوالي 350 جثمانا يوميا، حسب خال.

جنائز متتالية

ويتردد صدى عويل الأهالي وأقارب الموتى على امتداد مساحة القبور المحفورة حديثا والتي تنتظر الجنازة التالية، حيث تعد إيران هي الدولة الأكثر تضررا من الوباء في منطقة الشرق الأوسط، ويقدر عدد الإصابات بنحو 715 ألف إصابة على الأقل، فيما يتجاوز عدد الموتى 39 ألفا.

وفرضت السلطات سلسلة من الإجراءات الموقتة في الأسابيع الماضية للحد من تفشي المرض، آخرها إغلاق المؤسسات غير الأساسية. ويشمل ذلك طهران ومراكز المحافظات ومدنا ذات تعداد سكاني مرتفع.

وأثار تزايد الإصابات والوفيات في الآونة الأخيرة، دعوات لإغلاق شامل لأسبوعين، ولا سيما في العاصمة التي يقطنها أكثر من ثمانية ملايين نسمة.

مظاهرات البورصة

ورغم القمع المتواصل، استمرت المظاهرات في البورصة الإيرانية بطهران لليوم الرابع على التوالي، للمطالبة باستقالة وزير الاقتصاد على خلفية تهاوي مؤشرات البورصة أخيرا.

ووفقا لموقع «إيران إنترناشيونال » المعارض، فإن مساهمي البورصة هتفوا خ الل مظاهراتهم ضد وزير الاقتصاد، فرهاد دجبسند، رافعين شعار «الوزير غير الكفء، الاستقالة الاستقالة .»

ونشر الصحافي الإيراني المقيم في الولايات المتحدة، علي رضا نادر، فيديو المظاهرات أمام مقر البورصة الإيرانية في طهران، وكتب «مستثمرو البورصة يحتجون على سوق الأسهم المتدهور بسرعة في إيران .»

ويواجه الاقتصاد الإيراني الذي يعتمد على النفط أزمة حادة جراء العقوبات المفروضة على طهران من واشنطن، بعد الانسحاب من الاتفاق النووي قبل عامين، إضافة إلى تداعيات فيروس كورونا المستجد الذي يضرب الدولة الفارسية بقسوة، ما جعلها أكثر الدول تضررا من «كوفيد »19 في الشرق الأوسط.