مديحة سراج

"مهلا" قبل "رفقا"

الاثنين - 09 نوفمبر 2020

Mon - 09 Nov 2020

لطالما أبهرت الفنانة أصالة جماهير غفيرة بفنها الغنائي الراقي، ولم تغفل عن جانب تقديم الرسائل الهادفة من خلاله، ولاقى ذلك استحسانا كبيرا بين أوساط المستمعين.

ومؤخرا أطلقت ألبوم "لا تستسلم" الذي يضم 20 أغنية تجسد مشاعر تنوعت ما بين الحب والفراق والشوق والعتاب، إلا أغنية واحدة بعنوان "رفقا" نشزت عن الجو العام لأغاني الألبوم، فهي أقرب لتصنيفها ضمن الأغاني الدينية بحكم استشهادها بأحاديث نبوية شريفة، ومواقف من التاريخ الإسلامي.

فموضوع الأغنية في حد ذاته ممتاز، كونه يدعو إلى حسن معاملة النساء، لكن طرحه لا يتماشى مع بقية أغاني الألبوم. والكلمات التي تضمنتها الأغنية ذات معانِ سامية، إلا أنها لم تُوفّق في طريقة العرض؛ حيث كانت الموسيقى الصاخبة سيدة الموقف، وتوزيعها المتهور لا يتناسب مع الموضوع المطروح، ويأخذ الأغنية إلى منحى طربي بحث يجعل المستمع مأخوذا بالإيقاع المحفز للتمايل والرقص لا للتمعن في الرسالة المشتمل عليها.

هناك العديد من النصوص الدينية التي تم التغني بها، وكان تأثيرها أكبر وانتشارها أوسع بحكم ارتباطها بلحن معين أضاف لها لمسة جمالية تستأنسها النفس، ونحن في زمن أحوج إلى نشر القيم الحميدة، خاصة تلك المتعلقة بأخلاق نبينا محمد عليه الصلاة والسلام.

ورغم الجدل الحاصل حول استخدام نص الحديث في الأغنية، إلا أنني لست ضد تقديمه في قالب غنائي طالما كان استشهادا وليس اقتباسا حرفيا، مع الأخذ بعين الاعتبار طريقة العرض التي لا بد أن تتناسب مع المضمون؛ فلكل مقام مقال.