برجس حمود البرجس

دور «أوبك».. ما الذي تغير؟

الثلاثاء - 03 نوفمبر 2020

Tue - 03 Nov 2020

ما هو دور «أوبك» الذي عمل لسنوات طويلة؟ وما الذي تغير مؤخرا بعد ثورة النفط الصخري؟ وكيف لعبت المملكة العربية السعودية دورا لتعيد الاستقرار لأسواق النفط؟ وما الذي يجب أن يتغير؟

«أوبك» أو «منظمة الدول المصدرة للنفط» لعبت دورا مهما لسنوات طويلة في استقرار أسواق النفط العالمي وموازنة العرض مع الطلب، فكان دورها الرئيس هو تأمين الكمية الكافية من الصادرات النفطية المكملة للطلب العالمي.

فمثلا في عام 2010 عندما كان الطلب العالمي للنفط 90 مليون برميل يوميا في حين أن الدول من خارج منظمة الأوبك تستطيع إنتاج 60 مليون برميل يوميا، كان دور دول منظمة أوبك تأمين 30 مليون برميل يوميا لتلبية الطلب وموازنته مع العرض، بحيث يكون بأسعار مناسبة للمستهلك النهائي، ومجد للدول المصدرة واستثماراتها بالنفط أيضا.

بقيت منظمة أوبك تلعب دورها الرئيس كما ذكرنا أعلاه لسنوات طويلة، حتى زاد إنتاج النفط من خارج دول منظمة أوبك، خاصة النفط غير التقليدي أو النفط الصخري بالولايات المتحدة الأمريكية، فبدأ بوضوح زيادة الإنتاج عالميا أكثر بقليل من الطلب العالمي، حتى انخفض الطلب العالمي بشكل كبير بسبب توقف الأعمال عالميا بسبب جائحة كورونا كوفيد 19 في الربع الأول من عام 2020.

الخلل الذي بدأ يحدث خلال السنوات الماضية هو أن زيادة إنتاج النفط من داخل أمريكا ومن خارج دول أوبك - مثل روسيا - بدأت تحدث فوائض بالعرض وزيادة على الطلب، وهذا تسبب في انخفاض أسعار النفط عالميا.

باختصار تلك الدول تريد من الدول التابعة لمنظمة أوبك أن تخفض إنتاجها لكي تتوازن الأسعار - أي ترتفع، في حين أنها تريد إبقاء مستوى إنتاجها من النفط بالطاقة القصوى، يعني خفّض من إنتاجك لكي ترتفع الأسعار ونحن - دول خارج أوبك - سنبقي إنتاجنا مرتفعا، نعم هي أنانية بشكل واضح.

منظمة أوبك وضحت لهم هذا الخلل، وأن المعادلة تغيرت، ويجب أن يأتي خفض الإنتاج من جميع المنتجين - من داخل ومن خارج منظمة أوبك ، لكنهم رفضوا، فبدأ الجميع ينتج بالقدرة الإنتاجية حتى أصبح الفائض أكثر من الطلب بكثير فانخفضت الأسعار، وعندما أحسوا بذلك تراجعوا وطلبوا من دول أوبك الجلوس على طاولة الحوار للاتفاق على كميات الإنتاج والخفض، لتتوازن الأسواق وتستقر، وفعلا هذا ما حصل في أبريل الماضي، وهذا كان مقترح السعودية.

خفض إنتاج النفط يجب أن يأتي من الجميع، وليس من دول أوبك والسعودية فحسب، وربما تجاوزنا هذه النقطة والرسالة وصلت لجميع الدول من خارج أوبك، ولكن يجب أيضا أن يشمل الخفض المنتجات البترولية، وليس النفط الخام فحسب، فالمنتجات البترولية، خاصة مكثفات الغاز والوقود الحيوي، تستخدم في وقود السيارات والناقلات.

للمعلومية تنتج الولايات المتحدة الأمريكية 7.7 ملايين برميل يوميا من مكثفات الغاز والوقود الحيوي، أليس من العدالة أن تخفض من إنتاج هذه الغازات؟ وللمعلومية، إنتاج الولايات المتحدة الأمريكية من الغاز الطبيعي ارتفع 63% خلال السنوات العشر الأخيرة بسبب الزيادة في إنتاج الغاز الصخري.

Barjasbh@