أطفال التوحد يواجهون صعوبات في التعلم عن بعد

فيما يدرس نحو 5 ملايين طالب في التعليم العام والجامعي عن بعد عبر منصة مدرستي التي وفرتها وزارة التعليم، تبقى فئة طلاب التوحد أو الذين يواجهون صعوبات في التعلم عن بعد، حيث اضطرت أسر للجوء إلى مدرسين لتدريب أطفالهم من المنازل خوفا عليهم من فيروس كورونا، إلا أن الوزارة لزمت الصمت حيال معاناة طلاب التوحد.

وقال عدد منهم إنهم اعتادوا على ذهاب أبنائهم إلى المدارس ولكن بعد الجائحة اضطروا للدراسة من المنازل، رغم أنها لا تفي بالمطلوب، وذلك للفروقات بحسب حالات الاضطراب التي تتراوح بين البسيطة والمتوسطة، وفروقات أخرى في نسبة الذكاء مصحوبة بفرط النشاط الحركي وتشتت الانتباه والاندفاعية، وأخرى مصحوبة باضطرابات في التواصل مدمجة دمجا كليا مع أقرانهم العاديين وصعوبة التعلم، وبالتالي تأزم وضع العائلات حيال أطفالهم ذوي اضطراب طيف التوحد، وتأثير ذلك على تعليمهم وتوقف الأنشطة السلوكية بسبب الجائحة، خاصة أن بعض العوائل ليست مهيأة وتفتقر للخبرة الكافية للتعامل مع الابن المتوحد.

شكاوى الآباء

وفي فترة التعليم عن بعد، كانت هناك شكاوى من قبل بعض الآباء بسبب رسوم مراكز التوحد التي لا تقل عن 20 ألف ريال للفصل الدراسي في فترة زمنية قصيرة لا تتجاوز الساعتين في اليوم، مما اضطر البعض إلى اللجوء لمعلمي التربية لتعليم أطفالهم من المنزل.

وقالت والدة الطفل المتوحد أحمد زقزوق إن طفلها قبل الجائحة كان لديه وعي كامل وروتين خاص حول تعليمه بذهابه إلى مدرسة الرعاية وتركيزه في التعليم مع مدربيه والتجاوب معهم، وبعد الجائحة بدأ يعاني من صعوبة التعلم في المنزل، لأنه اعتاد على ذهابه إلى المدرسة ومع مرور الأيام بدأنا نلاحظ عليه ملامح الانزعاج بسبب تغيير الروتين مما أدى إلى فقدان تركيزه وعدم تجاوبه مع الدروس التعليمية.

دعم نفسي

من جانبه أوضح أخصائي التوحد مؤسس برنامج رشد لأطفال ذوي طيف التوحد الدكتور مصعب الزهراني، أنه بإمكان الأسر دعم الطفل أو تعليمه عن طريق قصص مصورة ومقاطع فيديو تعليمية، بحيث تساعده على استيعاب خطورة الفيروس وتنبيهه بما يجب فعله خلال هذه الفترة.

وحول نسبة ذكاء المتوحدين بين أنها تختلف بحسب معايير تقييمهم، فهناك حالات بسيطة ومتوسطة وعالية، ولكل حالة تشخيص وتعليم مختلف من قبل المدربين القائمين على تقييمهم، فالحالات البسيطة والمتوسطة لا تجد صعوبة في التعليم عن بعد بسبب أن نسبة الذكاء لديهم طبيعية، مقارنة بالشخص غير المتوحد، أما الحالة العالية فهناك تعليم وتدريب خاص لهم، وفي الغالب يركز أخصائيو التوحد عليهم بسبب صعوبة تعليمهم عن بعد.

مخاوف

وقال الدكتور إياد الجدعاني إن أطفال التوحد قد لا يدركون ما حولهم، وغير قادرين على التعبير عن مخاوفهم وقلقهم، ويتعين على الوالدين ومقدمي الرعاية توعية الأطفال بالوضع الحالي والفيروس بشكل عام، للتأكد من أن لديهم الوعي والمعلومات الكافية بطريقة تتناسب مع قدراتهم الذهنية.

وعليهم التحدث مع الطفل بلغة بسيطة ومفهومة وبشكل مباشر وواضح حول الفيروس، وأنه يجب البقاء بعيدا عن الأشخاص لكي يحافظوا على صحتهم.

لا إحصائيات

بدورها تواصلت «مكة» مع جهات عدة لأخذ المعلومات الكافية حول التوحد، ومنها وزارة الصحة، والاستفسار عن إحصائية بعدد إصابات ذوي التوحد، حيث أوضحت “الصحة” أنه لا توجد إحصائيات محددة لإصابات أطفال التوحد بفيروس كورونا المستجد، وبناء عليه لا نستطيع الجزم بأن أطفال التوحد يختلفون في معدل إصاباتهم عن غيرهم من الأطفال، كالعديد من الأسر التي عانت من آثار العزلة الاجتماعية وتغير روتين الحياة اليومي وما إلى ذلك من تبعات على أطفالهم، ولكن ما يمكن قوله أن أسر ذوي التوحد تأثروا خلال الجائحة في نواح عدة، ومنها تغيرات الروتين اليومي والخدمات المقدمة للأطفال، وانعكس ذلك على تفاعلات الأسرة بشكل كامل.

و أضافت بأنه عند إصابة الطفل بفيروس كورونا وحاجته إلى العزل فإنه لا بد من دعم استيعابه لما يحصل من خلال الشرح له بلغة بسيطة مدعومة بالصور التوضيحية والقصص الاجتماعية التي توضح الاستجابة والتفاعل المطلوب في الحالات المختلفة، مثل تفادي المصافحة والاقتراب من الأشخاص، أما عند حاجته للتنويم فلا بد من مراعاة أخذ تاريخ مرضي وسلوكي مفصل للطفل يتم من خلاله معرفة احتياجاته وطرق تواصله مع الآخرين، كما يحتاج الفريق المعالج إلى معرفة المثيرات الحسية للطفل وكيفية ردة فعله تجاهها ومحاولة تفاديها قدر الإمكان مع مراعاة احتياجاته الصحية و الموازنة بينهما، فيما لم ترد وزارة التعليم ووزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية على استفسارات الصحيفة حتى وقت إعداد التقرير للنشر.

رد الوزارات

كان التواصل عن طريق الواتس اب:

الصحة

• تاريخ التواصل 12 أكتوبر الحالي، والتجاوب 21 أكتوبر

التعليم

• تاريخ التواصل من 21 أكتوبر، ولم تتجاوب

الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية

• تاريخ التواصل 21 أكتوبر، ولم تتجاوب