طارق علي الصالحي

تركيا إردوغان إلى أين!

الخميس - 22 أكتوبر 2020

Thu - 22 Oct 2020

منذ تولي رجب طيب إردوغان رئاسة تركيا ودولته تتجه نحو التدهور الممنهج على كل الأصعدة، حيث بدأت قصة الإفلاس السياسي والاقتصادي لإردوغان فور إخفاقه بانضمام بلاده للاتحاد الأوروبي وطرده من عضويتها - لسوء سلوكه، مما جعله يعيد حساباته باحثا هذه المرة عن دور آخر بالشرق الأوسط ليستطيع أن يغيظ به الأوروبيين ويعيد له أمجاد أجداده المنهزمين.

وكأسلافه العثمانيين الغزاة، لم يأت إردوغان للمنطقة العربية حاملا رسالة سلام وأخوة، بل بدأ يحيك مخططاته الخبيثة ويزرع القلاقل ويحاول شق الصف العربي والإسلامي، مستهدفا الدول الأكثر تأثيرا كالمملكة العربية السعودية، ليناحرها ويراوغها ويحاول يائسا تشويه سمعتها وسمعة قياداتها وشعبها من خلال أبواقه الإخونجية المنافقين، وقناة الجزيرة الخبيثة ومن تبقى من بعض العجائز اليساريين.

كان من الأجدر بإردوغان أن يقدم إعتذارا للمملكة العربية السعودية كونها قائدة العالم العربي والإسلامي، عن انتهاكات أجداده المتوحشين تجاه المنطقة العربية والإسلامية، وأن يتعهد بإعادة ما سرقه اللص فخري باشا ومن هم على شاكلته من المقتنيات والآثار الإسلامية، وعلى رأسها مقتنيات الحجرة النبوية الشريفة، ولكن للأسف جاء هذا الإردوغان مخربا مفرقا، ومهددا للأمة العربية والإسلامية.

أطماعه العثمانية بالمنطقة باتت معروفة بجلاء، وحان الوقت لتتحد الدول العربية والإسلامية لدحره ودحر ميليشياته وأعوانه عن منطقتنا، والمضحك المبكي أن الأتراك أنفسهم لم يسلموا من إردوغان وتوجهاته الضالة، فقد تسبب منذ اللحظة الأولى من رئاسته لتركيا في إيقاف المحركات التنموية والاقتصادية لبلاده التي بدأت بذورها قبل مجيئه للسلطة، وظهرت نتائجها في عهده، مما جعله ينجح في استغلال ذلك كدعاية له ولحكومته، ولكن ما لبث أن بدأ بأفكاره وشخصيته التهجمية الابتزازية في هدم كل المعطيات الجاذبة لاقتصاد تركيا، وبدأ المستثمرون الأجانب ومنهم الخليجيون بالهروب واحدا تلو آخر، حتى وصلت الليرة التركية إلى أسوأ مستوياتها انخفاضا على مر التاريخ.

هذا كله لم يثن إردوغان عن توجهاته الباشوية، فقد استمر في بث أفكاره الرجعية والعنصرية داخل تركيا نفسها، حتى عاد بشعبه الطموح لحقبة الحكم البائد، ليحول هذه الدولة الفتية إلى دولة تفريخ ميليشيات ومرتزقة على غرار الطريقة الإيرانية الفاشلة التي يعمل عليها الملالي منذ سبعينات القرن المنصرم ضد دول الخليج العربي، والتي لم ينتج عنها سوى ازدهار ورقي هذه الدول، وتفشي الفقر والتخلف والأوبئة بجميع مناطق وأقاليم إيران.

إن تدخلات إردوغان وفرد عضلاته على بعض الدول العربية غير المستقرة سياسيا مثل سوريا وليبيا أو تلك غير المستقرة نفسيا «إن صح التعبير» مثل قطر وقناتها، تؤكد على توجهاته العدوانية تجاه المنطقة، بل تعدى ذلك حتى تأذى منه جيرانه اليونانيون والأرمن وقبلهم الأكراد الذين لم يسلموا منه، والقائمة تطول! فهذه التدخلات غير المبررة حتما سوف تضع تركيا ضمن الدول المارقة، وتهوي بها في المستنقع الإيراني نفسه حيث التخلف والفقر والرجعية.

إن الهجوم الإعلامي الأخير من أبواق إردوغان وملالي إيران الإعلامية على الدول الرئيسية بالمنطقة لن يزيد شعوب هذه الدول إلا رفعة وثباتا وقوة.

فعلى سبيل المثال، سياسة مملكة الحزم والعزم بقيادة فارس العرب الأمير محمد بن سلمان وبتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظهما الله، لا تهتم ولا تنجرف عادة خلف هذه المهاترات لأنها مشغولة جدا بتطوير أجيالها وخدمتهم ورفاهيتهم وازدهارهم. أما هؤلاء الخائبون فحتما سيندثرون كما اندثر من سبقهم، وتبقى المملكة ودولنا العربية والإسلامية نبراسا للتقدم والقوة والسلام، بقيادة ملوكنا وأمرائنا وشعوبنا المخلصة.

Dr_Talsalhi@