3 سيناريوهات أمريكية تنتظر إيران

لوبي طهران يدعم بايدن علنا وينفق أموالا طائلة من أجل فوزه
لوبي طهران يدعم بايدن علنا وينفق أموالا طائلة من أجل فوزه

الخميس - 22 أكتوبر 2020

Thu - 22 Oct 2020

قبل 10 أيام فقط من الانتخابات الأمريكية وتوجه الناخبين في الولايات المتحدة الأمريكية للاختيار بين دونالد ترمب وجو بايدن، يقف النظام الإيراني في مفترق طرق، فإما استمرار العقوبات القاسية وحملة الضغط الأقصى أو التشبت ببارقة أمل لإبرام اتفاقية نووية جديدة تخرج طهران من المعاناة التي تعيشها حاليا.

وفيما بات الدعم الإيراني واضحا وصريحا للمرشح الديمقراطي جو بايدن، ووقف اللوبي الإيراني بكل قوة خلفه. يؤكد المراقبون أن هناك 3 سيناريوهات تنتظر طهران خلال السنوات المقبلة، الأول والثاني يسيران في الاتجاه الحالي نفسه، ويتوقعان استمرار ردع طهران بمجموعة كبيرة من العقوبات سواء فاز ترمب أو بايدن، والسيناريو الثالث يمثل الأمل الوحيد لخامنئي ونظامه، في حال نجاح الضغوط التي يمارسها الجناح اليساري للحزب الديمقراطي.

دعم بايدن

نشرت صفحة المجلس الوطني الإيراني الأمريكي، وهو أهم لوبي إيراني في الولايات المتحدة، صورة مدفوعة الثمن لجو بايدن يقف إلى جانب الرئيس السابق باراك أوباما، في انحياز صريح وواضح ضد الرئيس الحالي دونالد ترمب الذي انسحب من الاتفاقية النووية مع طهران، وأعاد سياسة «الضغط الأقصى» لوقف رعاية طهران للإرهاب، وفقا لـ»العربية نت».

ويعد هذا اللوبي الذي يصف نفسه بـ»منظمة غير ربحية في المجتمع المدني»، ومقرها واشنطن، أكبر وأهم لوبي تابع للنظام الإيراني، كما يعد رئيسه «تريتا بارسي» أشهر المؤسسين.

وزار بارسي البيت الأبيض في فترة حكم أوباما 30 مرة، ولعب دورا ملموسا في تقريب وجهات النظر بين طهران وواشنطن من خلف الكواليس، بغية التوصل للاتفاق النووي الذي خرج منه الرئيس الحالي دونالد ترمب، واصفا إياه بـ»الاتفاق الأسوأ في تاريخ أمريكا».

اللوبي الإيراني

بدوره أفاد الدكتور كريم عبديان الناشط العربي الأحوازي الأبرز في واشنطن ومستشار سابق في وزارة الدفاع الأمريكية «الآن اللوبي الإيراني الأقوى هو المجلس القومي الإيراني الأمريكي الذي يعرف اختصارا بـ(ناياك)، وهو نشط للغاية، حيث ينفق كثيرا من المال من خلال تأجير شركات العلاقات العامة والمحامين».

وأضاف أن اللوبيات الإيرانية عملت على خطى ناياك بقوة، وذلك من خلال دعم وتمويل بعض المرشحين لجولة الانتخابات الأولى في يونيو 2019، وكذلك في الجولة التالية في نوفمبر من العام نفسه، وقد دعم ناياك في الانتخابات التمهيدية المرشحين الإيرانيين الأمريكيين لإيصالهم إلى مناصب سياسية عليا، سواء على مستوى الولايات أو على مستوى الحكومة الفيدرالية، ثم أعطى مثالا أنه وفي 11 يونيو 2019 عندما جرت الانتخابات الأولية في مقاطعة أرلينغتون بشمال فرجينيا، إحدى ضواحي واشنطن العاصمة، حينها أنفق ناياك أموالا لانتخاب السيدة الإيرانية الأمريكية بريسا دهقاني تافتي لمنصب النائب العام للمقاطعة.

تمويل سري

وأشار عبديان إلى أن ناياك أنفق مع مجموعات اللوبي الإيراني الأخرى كثيرا من المال لدعم مرشحين كثر، من خلال الإعلانات على الصحافة والإذاعة التلفزيونية والإنترنت، ودعم وموّل مجموعات اللوبي الإيراني الأخرى سرا، وبعض الشخصيات والناشطين، كما حدث في قضية الرسالة الموقعة من قبل الأكاديميين الإيرانيين والأمريكيين لدعم وتلميع نظام الملالي رغم الفظائع في الداخل، وتصوير النظام كضحية معرضة للحرب من قبل الولايات المتحدة.

وشدد على أنه بعد الحرب العالمية الثانية أصبحت الانتخابات الرئاسية الأميريكية أكبر حدث محلي في بلد ما، حيث يتحول كل 4 أعوام إلى قضية عالمية، لذا فإن نتائج انتخابات 3 نوفمبر المقبلة، والتي ستحدد مصير المواجهة بين دونالد ترمب وجو بايدن، تنتظرها دول كثيرة، إلا أن إيران لها حالة استثنائية بين هذه الدول، وذلك بسبب العقوبات الأشد في تاريخها التي فرضها ترمب منذ الانسحاب من الاتفاق النووي.

انكماش الاقتصاد

من جهته قال الباحث محمد آية الله تبار في مجلة «فورين أفيرز» الأمريكية، «إن الرئيس دونالد ترمب الذي انسحب من الاتفاق النووي في مايو 2018 كان يأمل دفع إيران لتوقيع اتفاق في مصلحة الولايات المتحدة»، وأضاف: لتحقيق هذه الغاية انتهجت الولايات المتحدة سياسة الضغط الأقصى من العقوبات التي أدت إلى انكماش الاقتصاد الإيراني بنسبة 7% بين 2019 و2020، وتراجع العملة إلى مستويات قياسية. وفرضت واشنطن أخيرا مزيدا من العقوبات على النظام المصرفي الإيراني.

ووفقا لتبار، رفضت طهران التفاوض على اتفاق وعدت الرضوخ للمطالب الأمريكية استسلاما كاملا، وعوضا عن ذلك استأنفت إيران بعض أنشطتها النووية التي علقتها في وقت سابق، وواصلت وربما وسعت برنامجها الصاروخي وزادت نفوذها الإقليمي.

جولة جديدة

ولفت إلى أنه رغم هذا التصعيد الخطير من الجانبين، فإن كثيرين يتوقعون جولة جديدة من الدبلوماسية المكوكية بين طهران وواشنطن عقب الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الشهر المقبل.

وسبق للمرشح الديموقراطي جو بايدن القول إنه إذا فاز فإنه سيعود إلى الاتفاق النووي الذي فاوض عليه الرئيس السابق باراك أوباما، عندما كان بايدن نائبا له، وفي الوقت نفسه أعرب ترمب عن ثقته في قدرته على توقيع اتفاق جديد مع إيران في غضون أسابيع إذا أُعيد انتخابه.

3 سيناريوهات تنتظر طهران:

فوز ترمب

يبقى دونالد ترمب في البيت الأبيض مدة 4 سنوات أخرى ويستمر بممارسة «الضغط الأقصى» على إيران، كما ستستمر العلاقات بين طهران وواشنطن على ما هو عليه بل أشد، مما يعني أن الاقتصاد الإيراني سيغرق أكثر فأكثر في مستنقع الأزمات المتلاحقة، نتيجة ارتفاع سعر الدولار والذهب بشكل كارثي.

انتصار بايدن

في حال فوز جو بايدن، فإما أن يقرر أن يستمر على نهج سلفه ولا يحدث أي تغيير يذكر لتبقى العقوبات الاقتصادية كما هي، ويدعو إلى محادثات جديدة مع طهران تتناول قضايا أخرى إلى جانب القضية النووية، مثل الصواريخ الباليستية وتدخلات إيران الإقليمية ودعم الميليشيات، وبهذا لن يكون هناك تغيير كبير في الموقف الأمريكي من إيران التي ستبقى في هذه الحالة في العزلة المفروضة عليها.

فوز بايدن والرضوخ للضغوطات

السيناريو الثالث أن يفوز بايدن ويرضح لضغط الجناح اليساري للحزب الديمقراطي، بغية العودة إلى دبلوماسية ما قبل دونالد ترمب تجاه طهران.

ويتوقع مؤيدو هذا السيناريو أن تعود إيران إلى سوق النفط العالمية، كما سيفرج عن الأصول الإيرانية المجمدة في الخارج، وستخفف سوق الصرف الأجنبي من الضغوط الشديدة الحالية وتتوسع أكثر مما مضى في مناطق الصراع في الشرق الأوسط.