قاتل إيراني يدير اللعبة في صنعاء

مراقبون: إرسال ضابط المخابرات إيرلو دليل على عدم الثقة في حكومة الحوثيين
مراقبون: إرسال ضابط المخابرات إيرلو دليل على عدم الثقة في حكومة الحوثيين

الخميس - 22 أكتوبر 2020

Thu - 22 Oct 2020

شرع الحرس الثوري الإيراني في اتباع آلية جديدة في التعامل مع نظام الحوثيين في اليمن، من خلال تعيين «حاكم سام» يدير اللعبة من داخل المطبخ السياسي، ويفرض قرار المرشد علي خامنئي على الميليشيات الإرهابية الحوثية من داخل صنعاء.

اعتبر مراقبون أن تعيين السفير الإيراني الجديد حسن إيرلو لدى الانقلابيين دليل على أن طهران لم تعد تثق في حكومة الحوثيين الحالية، مما دفعها إلى إرسال قائد ميداني من قبلها، عرف بكونه خبيرا في صناعة الصواريخ وإطلاقها، وأيضا بكونه (جزار) مكافحة التظاهرات خلال الثورة الخضراء في إيران عام 2009.

ورغم احتجاج الحكومة اليمنية الشرعية على إيرلو، وطريقة تهريبه إلى داخل صنعاء عبر طائرة للأمم المتحدة، إلا أن الحوثيين بدأوا في تسليمه مهامه، وبات يتقلد صلاحيات (فوق عادية) وفقا للبيان الإيراني.

تلميذ سليماني

لا علاقة لحسن إيرلو بالدبلوماسية، حيث لم يتقلد من قبل أي منصب، وهو ضابط في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، قضى حياته منذ عام 1999 متنقلا بين لبنان وطهران، حيث عمل مباشرة مع القيادي في الحرس قاسم سليماني وبات تلميذه لسنوات طويلة، قبل اغتياله في العراق بطائرة أمريكية مسيرة نهاية العام الماضي.

وهو شقيق حسين إيرلو أحد أبرز مؤسسي الحرس الثوري الذين لقوا مصرعهم في الحرب العراقية الإيرانية، خلال قيادته مجموعة من الأطفال الذين كانوا يتقدمون في حقول الألغام لتفجيرها، وفتح الطريق أمام قوات الجيش الإيراني.

وفي لبنان أسهم حسن إيرلو في بناء شبكة صواريخ حزب الله، وكان من أبرز العاملين مع عماد مغنية، الذي قتل بتفجير عبوة في سوريا عام 2008.

اغتيال الحريري

ويعد الدور الميداني الذي لعبه إيرلو في لبنان فكان المشاركة منذ عام 2004 بالتخطيط لاغتيال رفيق الحريري عام 2005، كذلك مشاركته بالهجوم على بيروت عام 2008، وهو الذي أوصى عام 2009 بإرسال السفير الإيراني السابق في لبنان غضنفر ركن آبادي إلى بيروت، والذي قتل أثناء تدافع قام به (الحجاج) الإيرانيون في مكة المكرمة قبل سنوات.

أما عام 2009 فعاد إيرلو إلى طهران بعد الانتخابات الرئاسية المزورة التي ربح فيها أحمدي نجاد، وقاد عناصر الباسيج في عدد من المدن لقمع المتظاهرين، وقتل عددا منهم، وقاد التحقيقات التي أجبرت المئات على الاعتراف بملفات (مفبركة).

مرشد إيراني

وبحسب دراسة لـ(مركز المعلومات حول الاستخبارات والإرهاب)، فإن إيرلو يعتبر مرشدا إيرانيا ومدربا كبيرا على الأسلحة المضادة للطيران، وقالت الدراسة «إن قائد التدريبات على الأسلحة المضادة للطائرات في معسكرات تدريبية لتأهيل وتدريب عناصر حزب الله اللبناني عام 1999 كان مرشدا إيرانيا كبيرا يدعى حسن إيرلو».

وتسعى إيران إلى توسيع نفوذها في اليمن عبر دعم الحوثيين وتزويدهم بالسلاح والتدريب، حيث يتلقى قادة الحوثيين المساعدة من الحرس الثوري بشكل مباشر، فيما يقوم بالتدريب (عناصر) حزب الله اللبناني، وكانت مجموعة منهم جرحى عالقة في سلطنة عمان، نقلت إلى بيروت من ضمن الصفقة الأخيرة التي أطلق بموجبها مخطوفان أمريكيان ورفات شخص ثالث.

لا لإيرلو

وأكدت الخارجية الأمريكية على أن حسن إيرلو وصل صنعاء من خلال عملية تهريب، وغردت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، مورغان أورتاغوس، على حسابها عبر تويتر بالقول «إن نية إيران في استخدام الحوثيين لتوسيع نفوذها الخبيث واضحة»، ودعت أورتاغوس الشعب اليمني إلى القول «لا لإيرلو وإيران»، ويبدو أن إيران لم تعد تثق بقيادة حزب الله للحوثيين، وهي بإرسالها إيرلو تريد استلام قيادة الانقلابيين من دون وسيط وبشكل مباشر، حيث تحضر نفسها لمرحلة جديدة تلي الانتخابات الأمريكية.