عبدالله محمد الشهراني

سوبرماركت «فُل» ... وكمامات عند إشارة المرور

الأربعاء - 21 أكتوبر 2020

Wed - 21 Oct 2020

في بدايات جائحة كورونا شعر الناس بالخوف، بدأ الجمهور - وبسلوك مبرر - بالتوجه إلى المراكز التجارية «سوبر ماركت»، لشراء مؤونة شهرين أو أكثر، وخشي من تأخروا في الشراء أن تكون المحلات قد باتت خاوية.

ذهب المتأخرون ولحق بهم من نقصته بعض المواد، ففوجئوا بأن المحلات ممتلئة بالخيرات بل وبعضها مكتظ ومتخم.

مشهد لن ينساه أحد، وأعني به وقوفنا وسط ممرات «السوبر ماركت» في تلك الأيام الصعبة - خلال فترة الحجر الكامل - بين تلال من المنتجات الغذائية، كنا نقف حينها صامتين، وقلوبنا تلهج بالشكر والحمد والامتنان، وبعض منا قد أخرج جواله وشرع يصور ما يحيط به، رافعا صوته بشكر الله عز وجل، وداعيا لقادة هذا الوطن الذين جعلونا - بعد الله - نستشعر معنى «الأمن الغذائي» الذي يولد الراحة والطمأنينة للمجتمع.

وفي مشهد آخر، قبل شهرين من تاريخ هذا المقال، وفي منطقة البلد بجدة وتحديدا عند إحدى الإشارات المرورية، رأيت من يبيع الكمامات بـ 10 ريالات للكرتون (50 كمامة)، هذا السعر المنخفض للغاية وفي مثل هذا المكان - إشارة المرور - ما هو إلا دليل على الوفرة في الصيدليات ومنافذ البيع الأخرى.

وفي ذروة الأزمة، ونحن نسجل يوميا أرقاما كبيرة في الإصابات لم نسمع - ولله الحمد - عن نقص في أجهزة الأكسجين أو المسحات الطبية أو أي نوع من المستلزمات الصحية. نعمة عظيمة والله.

إن الأمن الغذائي والوفرة في المستلزمات الطيبة كانا نتيجة عمل جبار من قبل جهات حكومية وخاصة عدة في الدولة، لكن وبحكم تخصصي - الكتابي - سوف أسلط الضوء على الدور الأساسي الذي قامت به «شركة السعودية للشحن وشركة سال».

خلال فترة الجائحة تراجعت وتيرة التشغيل وقل المجهود في قطاع الطيران إلا في الشحن الجوي، تضاعف كل شيء، بل رصدت أرقام قياسية في التشغيل والكميات، حيث وصل عدد رحلات الشحن إلى 4,775 رحلة، تم خلالها نقل ومناولة 186 مليون كجم ما بين مواد غذائية وطبية وشحنات مختلفة.

كلتا الشركتين «السعودية للشحن و سال» لم تثنهما إمكاناتهما عن إنجاز هذه المهمة الوطنية العظيمة، واستطاعتا أن تتغلبا

على تحديات سوف يسجلها التاريخ.

لم تكتف السعودية للشحن بطائراتها التي سجلت 3,740 رحلة، فطلبت العون من شقيقتها الخطوط السعودية لتنجز 1,035 رحلة شحن لكن بطائرات ركاب. وعندما أقفلت المطارات المحلية الصغيرة أمنت «سال» جسرا بريا يربط أرجاء المملكة بالمطارات الرئيسة «جدة، الرياض، الدمام». عمل شاق متواصل على مدار 24 ساعة تمت إدارته بطريقة ذكية، عن طريق تقسيم الموظفين الميدانيين إلى مجموعتين، لضمان عدم توقف العمل في حال تفشي الفيروس في أحد الأقسام.

لقد أدى الشحن الجوي دورا عظيما لمسه كل أفراد المجتمع، ونجاحه في المهمة بكل تحدياتها جعلنا نطمئن إلى وجود كيان قادر على المساهمة في تحقيق رؤية المملكة في أن تكون مركزا لوجستيا عالميا.

السعودية للشحن وشركة سال

4,775 رحلة شحن

3,740 رحلة بطائرات شحن

1,035 رحلة بطائرات ركاب

186 مليون كجم ما تم نقله ومناولته

9 مليون كجم مواد غذائية

35 مليون كجم مستلزمات طبية

142 مليون كجم شحنات مختلفة

جسر بري ربط أرجاء المملكة بالمطارات الرئيسة

ALSHAHRANI_1400@