منى سالم باخشوين

«ناقصات عقل ودين»!

الأحد - 10 يوليو 2016

Sun - 10 Jul 2016

في الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في أضحى أو فطر إلى المصلى، فمر على النساء فقال: «يا معشر النساء تصدقن فإني رأيتكن أكثر أهل النار»، فقلن: وبم يا رسول الله؟ قال: «تكثرن اللعن وتكفرن العشير، ما رأيت من نقصان عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن»، قلن: وما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول الله؟ قال: «أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل؟»، قلن: بلى، قال: «فذلك من نقصان عقلها، أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم؟»، قلن: بلى، قال: «فذلك من نقصان دينها».

لماذا أذكر هذا الحديث الآن وقد أشبع بحثا وتعليقا من قبل وأوضح العلماء السبب الذي من أجله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الحديث؟ ولكن ورغم أن الأسباب في صالح المرأة وبديهية جدا إلا أننا-النساء- نسمع كل حين وآخر من يقول لنا أنتن ناقصات عقل ودين. بالنسبة لي لم أعد أرغب في شرح الأسباب لمن يوجه لي هذا الحديث، فلو أنه فهم المراد من قول ذلك لما كرره على مسمع امرأة وكأنه يعيب فيها نقصانا.

ولم أعد أرغب أيضا في أن أذكره بحديث آخر لرسول الله صلى الله عليه وسلم بأن النساء شقائق الرجال. فلو أنه أراد أن يدرك لأدرك كل ذلك دون حاجة مني لتوضيح أن المرأة والرجل مكملان لبعضهما. فمقابل صرامة الرجل وقوته، هو أضعف من المرأة عاطفة، ولولا قوة عاطفة المرأة لما احتوته. وهذه حكمة ربانية لا بد منها لكي يتمم كل نقصه، فنقص العاطفة لدى الرجل تتمه المرأة، ونقص الصرامة لدى المرأة يتممه الرجل، ولولا ذلك لما استقامت الحياة.

وفي مسألة الشهادة، تحتاج المرأة إلى قوة إرادة وعزيمة ومضاء وهي أمور لم تتمتع بها المرأة عادة لأنها لو كانت بالصرامة التي يتمتع بها الرجل لفقدت ما تتمتع به من قدرة على الاحتواء، وهي قد تكون على قدر من الصرامة ولكن ليس كالقدر الذي لدى الرجل لتحتوي أبناءها بعاطفة تورث المحبة لا بصرامة تورث الهيبة. المرأة لا يعيبها أن تكون ناقصة عقل بهذا المعنى، بل في هذا صلاح أسرتها لاحتياج كل فرد فيها لهذه العاطفة الجياشة.

كما أن الرجل تغلب عليه الصرامة لتستقيم أمور أسرته التي تتطلب منه حزما في كثير من القرارات.

الدين ساوى بين المرأة والرجل في الحقوق والواجبات والتكاليف، ولكنه ميز كل منهما بميزات ليست للآخر، ونقصان العقل والدين إنما هو الأحكام التي اختصت بها المرأة بما يناسب طبيعتها وتكوينها. والتشريع لا يظلم ولا يقلل من شأن من أراد الله لها أن تكون بهذه الطبيعة ليحدث التوازن في أسمى علاقة بين رجل وامرأة.