الخطف والاغتيال مصيرا من يهاجم خامنئي

الميليشيات العراقية الموالية لطهران ترفع شعارا خفيا وتقود البلاد إلى القمع
الميليشيات العراقية الموالية لطهران ترفع شعارا خفيا وتقود البلاد إلى القمع

الاثنين - 19 أكتوبر 2020

Mon - 19 Oct 2020

(الخطف والاغتيال لمن يفتح فمه ويهاجم نظام خامنئي).. شعار غير معلن ترفعه الميليشيات العراقية الموالية لطهران، والتي زاد نفوذها بشكل كبير في الآونة الأخيرة.

قوائم اغتيال، عمليات خطف، تصفية صحفيين ونشطاء عراقيين، تنفذها الميليشيات المسلحة مع استمرار الإفلات من العقاب، مما جعل العراق يتراجع إلى المركز 162 في التصنيف العالمي لحرية الصحافة لعام 2020.. وفقا لقناة (الحرة) الأمريكية.

ويؤكد تقرير جمعية الدفاع عن حرية الصحافة على أن الميليشيات الموالية لإيران قادت العراق في السنوات الماضية إلى انتكاسة كبيرة في الحريات، خصوصا بعد (ثورة تشرين 2019)، حيث تم تسجيل 373 حالة اعتداء طالت صحفيين، شملت جرائم اغتيال وتهديد بالقتل، فضلا عن الاختطاف، والهجمات المسلحة على بعض المؤسسات الإعلامية، لا سيما في جنوب البلاد، حيث تسيطر الميليشيات بشكل كامل.

ضربة سليماني

يرى التقرير أن حملات تصفية الصحفيين اشتدت بشكل كبير في 2020، بعد مقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، في ضربة صاروخية أميركية في بغداد، تبع ذلك حملة قمع وخطف عدد كبير من النشطاء، عجزت الحكومة العراقية عن معرفة مصيرهم ووضع حد للانتهاكات التي تطال من يخالف أجندة طهران، ومع استمرار عمليات القمع باستخدام العنف لجأ عدد من الصحفيين إلى تغيير مواقع سكنهم، خصوصا بعد اغتيال الباحث الأمني والاستراتيجي هشام الهاشمي، بينما كان يستقل سيارته أمام منزله في يوليو الماضي.

وأشار الناشط الإعلامي والمدون سيف الدين علي في حديث لموقع (الحرة) إلى أن أساليب قتل الحرية تنوعت واختلفت، إذ تستمر الأدوات التقليدية كالاختطاف والقتل والاعتقال والضرب، لافتا إلى اعتماد الأحزاب أسلوب التخوين والعمالة، معتمدين على جيش الكتروني خاص بهم.

وأكد على أن الميليشيات والأحزاب تفرض سيطرتها على وسائل الإعلام، للترويج لها والتهجم على المعارضين، مشددا على عزم الشعب العراقي باستعادة حقوقه، وعدم العودة إلى السبات.

أرقام مرعبة:

314870 شخصا بريئا أوقفوا بشكل خاطئ خلال عامين

8996 موقوفا في الشهر الواحد

300 في اليوم الواحد

12 شخصا في الساعة

عراقي واحد يتم إيقافه كل خمس دقائق

ضرب واختطاف

واعتبر علي أن آخر الانتهاكات بحق حرية الرأي والتعبيرالاعتداء على المعتصمين قرب بوابة الخضراء في 18 أكتوبر الجاري، واعتقال المهندسين المعتصمين في محافظة ميسان بنفس اليوم، إضافة إلى الاعتداء بالضرب في كربلاء على (موكب شهداء ثوار تشرين)، قبلها اختطاف الناشط سجاد العراقي. على إثر ذلك اتخذ بعض الصحفيين والناشطين في دول المهجر منبرا لهم لرصد الانتهاكات وكشف ملفات الفساد وغيرها من القضايا الشائكة في العراق أبرزها ملف النازحين والسلاح المتفلت، بعيدا عن سطوة الميليشيات وعمليات القمع.

وأكد زياد السنجري المتحدث باسم مرصد (أفاد)، وهي منصة إعلامية تبث من الخارج، على أن سطوة الأحزاب والميليشيات المسلحة مبنية على تكميم الأفواه وترهيب الصوت الآخر والتضييق على حرية التعبير وهذا ما يحدث منذ سنوات.

حرق وتدمير

وذكر السنجري ما حدث في مكاتب المحطات الفضائية والوكالات الأجنبية والصحف التي تعرض البعض منها للحرق والتدمير على يد الميليشيات، وأخرى تلقت تهديدات دفعت إلى حصول عملية هجرة من بغداد إلى أربيل، وأخرى انتقلت إلى الأردن ولبنان للتغطية وإدارة الخبر العراقي من هناك.

واعتبر أن الصحفيين يتعرضون لقمع وتهديد وتنكيل، وأكثر من 23 صحفيا ومدونا قتلوا واختطفوا عام 2020، لافتا إلى أن الصحفيين والناشطين المناهضين للميليشيات المرتبطة بإيران والمتصدين لملف الفساد والانتهاكات الحقوقية هم هدف رئيس لتلك الجهات المسلحة التي تهدد الدولة وتتلقى منها مرتبات شهرية.

وأكد على أن الحكومات العراقية المتتالية تقف عاجزة عن تقديم أي ضمانات حقيقية تكفل حرية الرأي والتعبير كونها مكبلة بسلطة الفصائل المسلحة، موضحا أن الجميع يعلم في العراق من يقصف المطارات والقواعد العسكرية ويستهدف البعثات الدبلوماسية وهم الميليشيات المرتبطة بإيران.

ملف خطير

ورأى السنجري أن الدولة تعلم المتورطين بقتل الناشطين وخطفهم، ولا حاجة للجان تحقيق، غير أن الحكومة غير قادرة على ذكر أسمائهم أو حتى التحقيق معهم، إذ أنهم سلطة سلاح متغلغلة بالبلاد ويمكن اعتبارها مرض الدولة العراقية الحالية الذي لا يقل عن مرض الدولة السابق (تنظيم داعش).

ووصف ملف استهداف الصحفيين بـ(الخطير)، إذ أن الدستور يكفل العمل الإعلامي وعدم إمكانية توقيف صحفيين في دعاوى النشر، إلا أن الجهات الأمنية والفصائل المسلحة لا تتعامل وفق تلك المواد والتوصيات القانونية.

ولفت السنجري إلى أن مرصد أفاد بجمع 40 صحفيا وباحثا، ويتناول كل القضايا الإنسانية على الساحة العراقية وتشخيص الانتهاكات والخروقات عبر جمع المعلومات والوثائق التي تتناول ملفات حقوق الإنسان والفساد والسلاح المنفلت، فضلا عن عمليات التهجير والنزوح وفق أرقام ومعطيات ميدانية دقيقة، وذكر أن هدف المرصد إنساني بحت؛ من أجل نقل الصورة المبنية على بيانات وإحصائيات ميدانية للمجتمع العراقي والعالم بأسره.