رغم انقضاء 7 أسابيع لبدء الدراسة.. أزمة شح الحواسيب قائمة وتزايد الطلب العالمي يعمقها

مختصون: مدارس خاصة باعت أجهزة المختبرات بعد تحول الدراسة عن بعد
مختصون: مدارس خاصة باعت أجهزة المختبرات بعد تحول الدراسة عن بعد

السبت - 17 أكتوبر 2020

Sat - 17 Oct 2020








أجهزة كمبيوتر بإحدى أسواق جدة                                                                   (مكة)
أجهزة كمبيوتر بإحدى أسواق جدة (مكة)
رغم انقضاء سبعة أسابيع من بدء العام الدراسي لا تزال أزمة شح أعداد أجهزة الحاسوب واللابتوب في السوق المحلية وارتفاع أسعار المتوفر منها إلى مستويات غير مسبوقة على حالها، رغم وعود أصحاب مراكز ومجمعات بيع هذه الأجهزة، في حديث سابق للصحيفة، بقرب وصول أجهزة تم التعاقد على شرائها من عدد من البلدان الآسيوية.

وأكد مختصون على أن فترة التوقف في الإنتاج خلال جائحة كورونا والطلب الهائل بسبب التوجه للعمل عن بعد عمق من أزمة الحواسيب عالميا، ويحتاج الأمر إلى مزيد من الوقت لتغطية الطلب خاصة مع اشتداد الطلب عالميا على الأجهزة بعد قرار الدراسة عن بعد في أغلب البلدان.

وأوضح أعضاء في لجنة التعليم الأهلي بغرفة الشرقية أن بعض المدارس الأهلية اتجهت لبيع جزء كبير من أجهزة الحاسب لديها بمختبرات العلوم واللغة الإنجليزية بعد تحول الدراسة إلى الكترونية عن بعد للمساهمة، بحسبهم، في حل مشكلة توفر الأجهزة.

أزمة عالمية

عضو لجنة التعليم الأهلي بغرفة الشرقية عدنان الشخص أشار إلى أن المشكلة الآن عالمية، حيث الطلب على أجهزة الكمبيوتر واللابتوب والأجهزة اللوحية كبيرة جدا، والمصانع لا تزال غير قادرة على تلبية الطلبات التي جاءت في وقت واحد، وقد أثرت فترة توقف أغلب المصانع المنتجة وتسريح الكثير من عمالتها بسبب كورونا على تلبية الطلبات، كما أن أكثر المنتجات التي يتم إنتاجها إما تستهلك محليا في البلاد المنتجة أو تذهب إلى بلاد أخرى.

بيع أجهزة المختبرات

ولفت الشخص إلى أن وزارة التعليم تأخرت في التحرك وكان لديها الوقت الكافي قبل استفحال أمر توفر الأجهزة، وكان بالإمكان تحفيز التجار لاستيراد كميات مناسبة وبالاتفاق تكون أسعارها مخفضة للطلاب بالتعاون مع الصين، إلا أنه استدرك بالقول «يجب أن لا ننظر إلى الخلف، نأمل أن تكون هذه الأزمة وراء ظهرنا قريبا بعد انجلاء الأزمة».

وأفاد بأن كثيرا من الأجهزة الموجودة بالمختبرات لدى المدارس الأهلية تمت الاستفادة منها ببيعها للطلاب بأسعار مناسبة، ليتم شراء أجهزة جديدة فيما بعد انجلاء الأزمة وعودة الأوضاع والأسعار إلى ما كانت عليه قبل الأزمة.

توقع انخفاض الطلب

وأكد عضو لجنة الاتصالات وتقنية المعلومات السابق بغرفة الشرقية إبراهيم العيسى موضوع بيع أجهزة المختبرات، حيث أشار إلى أن بعض المدارس الخاصة دخلت بالفعل على خط تجارة الأجهزة ببيع أجهزة اللابتوب في مختبراتها، حيث لا حاجة لها في وقت الدراسة عن بعد، كما أنها يمكن أن تعوض ما باعته من أجهزة بعد انجلاء الجائحة وعودة الأمور إلى طبيعتها وبأسعار أقل، حيث يكون الإنتاج العالمي قد ارتفع إلى مستويات تغطي الجزء الأكبر من الطلب، متوقعا انخفاض أسعار الحواسيب قريبا مع عمل المصانع حاليا بطاقتها القصوى لتلبية الطلب.

كورونا تعمق الأزمة

وأشار المختص الالكتروني عامر البشارات إلى أن أسباب قلة عرض الحواسيب لا زالت موجودة عالميا، حيث توقفت خلال الجائحة أغلب المصانع عن العمل ولفترات طويلة نسبيا، لافتا إلى أن الأسعار كانت أصلا مرتفعة قبل كورونا وكأن الأمر محسوب مسبقا، حيث يتخذ بعض التجار سياسات مضللة تعتمد على رفع الأسعار إلى مستويات معينة ثم تخفيضها لإيهام المستهلك بوجود خفض حقيقي بينما الأسعار لم تختلف كثيرا، والغريب أن أسعار الحاسوبات القديمة أصبحت تباع الآن بأسعار مقاربة للجديدة.

ولفت البشارات إلى أن بعض المدارس الخاصة دخلت على خط تجارة الأجهزة ببيع أجهزة اللابتوب في مختبراتها، حيث لا حاجة لها في وقت الدراسة عن بعد، كما أنها يمكن أن تعوض ما باعته من أجهزة بعد انجلاء الجائحة وعودة الأمور إلى طبيعتها وبأسعار أقل، حيث يكون الإنتاج العالمي قد ارتفع إلى مستويات تغطي الجزء الأكبر من الطلب.

الأزمة لنهاية العاموذكر المحلل الاقتصادي فيصل إبراهيم أنه من غير المرجح أن تنتهي أزمة الشح في الحواسيب قبل بداية العام الدراسي المقبل، حيث الطلب الكبير لا زال مستمرا، وبدرجة لجوء بعض الأسر إلى اقتناء حواسيب قديمة لأبنائها، مشيرا إلى أن التعلم عن بعد سيستمر على وتيرته لفترة أطول، حيث أنه غير معلوم متى ستنجلي جائحة كورونا في ظل تضارب الأنباء حول جدوى اللقاحات التي أعلن عن توفرها لعلاج هذا الوباء.

وأشار إلى أن كثيرا من محلات بيع أجهزة الحاسب باتت تشتري الأجهزة التالفة لإصلاحها وبيعها بأسعار تواكب الطلب الكبير.

تأهيل الأجهزة القديمة

ولفت صاحب سلسلة مراكز لصيانة الكمبيوتر عبدالله الداود إلى أن من حسنات شح الأجهزة هو عودة الاستفادة من أجهزة قديمة كان يستغنى عنها أو ترمى، حيث اعتاد البعض تبديل أجهزتهم الحاسوبية واللوحية خلال فترات زمنية قصيرة، كما قام البعض بمنح أجهزتهم لمحتاجين وهو أمر جيد، منوها إلى أن بعض الجمعيات الخيرية التي كانت تجمع أجهزة الحاسوب القديمة أصبحت خاوية الوفاض بعد أن تنوء بثقل ما لديها من أجهزة استغنى عنها الناس، فيما انخفضت بشكل كبير أعداد الأجهزة التي تصلها من المتبرعين.

وتوقع الداود أن تستمر أسعار أجهزة الحاسب الجديدة والمستعملة عند مستويات مرتفعة مع قلة المعروض والزيادة المضطردة في الطلب.