عبدالله علي بانخر

اليوم الوطني السعودي التسعون إعلانيا في الصحف السعودية اليومية.. مرة ثالثة وأخيرة

السبت - 17 أكتوبر 2020

Sat - 17 Oct 2020

لا نزال في الحديث عن اليوم الوطني السعودي التسعين في الصحف السعودية اليومية رغم مرور أكثر من أسبوعين على هذا الحدث العظيم، مع بداية برج الميزان وفي 23 سبتمبر من كل عام. أعاده الله على المملكة العربية السعودية قيادة وحكومة وشعبا أعواما سعيدة وأزمانا مديدة ورؤى سديدة وأوضاعا رشيدة بإذن الله تعالى.

هذا المناسبة الغالية على الجميع كانت ولا تزال وستظل - بإذن الله - أحد أبرز مناسبات الرواج الإعلاني بصفة عامة وللصحف اليومية بصفة خاصة.

ويتركز هذا الرواج في الصحف اليومية تحديدا لعدة أسباب: أولها لتوثيق الاعتزاز بهذه المناسبة الغالية على الجميع بشكل مجدول ومعروف مسبقا في كل عام.

ثانيها إظهار الولاء للوطن المعطاء بشكل متجدد ومتكرر من كل عام على الدوام. أما ثالثها فالاستفادة من الرواج التجاري الخاص بهذه المناسبة السعيدة في العروض والتخفيضات، ولا مانع من المبيعات لكل ما هو مناسب من منتجات. ولعل مناسبة هذا العام تحديدا وتجديدا ميزت برقم 90 ليزيد الاحتفالية تألقا ووهجا عن كل عام.

لقد وصف الأستاذ سامي رفوول رئيس مركز الدراسات عبر الدول العربية الشهير «بارك» إعلانات اليوم الوطني وحدها، سواء في يوم 23 سبتمبر تحديدا ما أو ما قد يسبقه أو ما قد يليه بيومين أو ثلاثة تقريبا، بما يعادل أو يساوي الدخل الأسبوعي الكامل لأي جريدة يومية لمدة 7 أيام من الدخل السنوي المقرر لـ 365 يوميا.

كما يمثل الدخل الإعلاني في التليفزيونات العربية لشهر رمضان وحده ما قد تصل قيمته إلى 3 أشهر أو ربع عام من الدخل الإجمالي للعام الواحد. وهكذا تبرز أيام أو أسابيع أو أشهر الرواج الإعلاني في الوسائل الإعلانية المختلفة خلال العام الواحد في جميع أنحاء العالم.

ولكن ما جديد هذه المرة الثالثة والأخيرة للحديث عن إعلانات اليوم الوطني السعودي الـ 90 في عام 2020، لقد أصدرت «إبسوس» تقريرها لمقارنة إعلانات الصحف اليومية السعودية لهذا العام بالأعوام الخمس الماضية. والتقرير يحتوى على عديد من المعلومات القيمة بشكل واضح وعرض صريح.

ولقد تفضل مشكورا الأستاذ إيلي عون مدير عام إبسوس في السعودية ودول الخليج بإعطائي نسخة من هذا التقرير.

وقبل استعراض هذا التقرير هنا لا بد من إيضاح عدة نقاط:

01 هذا التقرير إجمالي للدخل الإعلاني وفقا للمساحة الإعلانية المباعة وأسعار القوائم المعلنة للإعلانات في كل جريدة.

02 أغلب الجرائد الواردة في هذا التقرير تظل كما هي إلى حد كبير إلا ما توقف منها - للأسف الشديد - مثل جريدة الحياة (الرياض وجدة والدمام) والشرق (الدمام) والرياضي والنادي (جدة) خلال السنوات الأخيرة.

03 يظل إجمالي حصيلة الدخل الإعلاني للصحافة اليومية المحلية السعودية في مجمله مؤشرا على حصيلة الدخل الإعلاني لمناسبة اليوم الوطني

للصحف اليومية بشكل إجمالي للرصد.

04 إن تعددت مداخيل تلك الصحف بكبر الحجم أم قلته، يظل التوزيع النسبى على أغلب الظن توزيعا كاملا للإنفاق الإعلاني على الصحف المتاحة في السوق بشكل عام.

05 لا يمكن طبعا أن ننكر أو نتجاهل تميز البعض من هذه الصحف في كم الإعلانات في كل عام نتيجة لتضافر جهود التحرير والإدارة والتسويق وربما غيرها أيضا.

06 غابت جريدة سعودي جازيت عن الرصد سواء لدى إبسوس أو بارك خلال الخمسة الأعوام تماما، رغم وجود واستمرارية الصدور، ومن أكيد وجود الإعلان فيها وفقا لتأكيدات رؤساء تحريرها.

وبالعودة لمراجعة تقرير إبسوس للإعلانات الصحفية في مناسبة اليوم الوطني السعودي الـ 90 لهذا العام ومقارنته بأربعة أعوام مضت (2016 – 2020م) يتضح الآتي:

أولا: لدواعي المقارنة فحسب اختيرت هذه السنوات المتتالية للمناسبة، علما أنها ليست بالضرورة السنوات الأفضل أو الأسوأ للإعلانات الصحفية، التي بدأ تراجع التوزيع والإعلان فيها رسميا منذ عام 2010م تحديدا، كما ذكر في المقال السابق. حيث كانت الأوضاع الصحفية من حيث التحرير والتوزيع والإعلان أفضل بكثير قبل ذلك التاريخ تحديدا.

ثانيا: الأرقام الواردة في التقرير تخص يوما واحدا فقط وهو 23 سبتمبر 2020م، إلا أنه في الواقع كانت يسبقه أو يليه يومان أو ثلاثة من الإعلانات الخاصة بهذه المناسبة أيضا. وإن زادت أو نقصت هذه الإعلانات في كل جريدة على حدة، إلا أنها في مجملها لا تزيد على 10% في أغلب الظن عما صدر من إعلانات اليوم الوطني نفسه، الأمر الذي يجعل إعلانات اليوم الوطني فقط عادة ما تصل فيه وحده إلى 90 % على الأقل من إجمالي الإعلانات في 5 أو 6 أيام أو لنقل الأسبوع بأكمله.

ثالثا: أتت إجماليات الدخل الإعلاني خلال الخمسة الأعوام (2016-2020م) متقاربة إلى حد ما، فيما بين 5 و7 ملايين من الدولارات الأمريكية، أي ما يعادل من 19 إلى 26 مليون ريال سعودي.

رابعا: وفقا لتقرير «إبسوس» فإن أفضل الأعوام إعلانيا خلال الخمسة الأعوام الماضية (2016-2020م) كان عام 2018م بإجمالي دخل بلغ حدود 7 ملايين دولار أمريكي، أي ما يعادل 26 مليون ريال سعودي.

خامسا: وعلى العكس تماما، كان أسوأ الأعوام الخمسة إعلانيا في الصحف السعودية اليومية عام 2016، بإجمالي دخل يقدر بـ 5 ملايين دولار أمريكي، أي ما يعادل 19 مليون ريال سعودي.

سادسا: يقدر متوسط إجمالي دخل جميع الصحف السعودية اليومية لليوم الوطني من كل عام من الأعوام الخمسة (2016 – 2020م) بما قيمته رصدا وتقديرا بحدود 6 ملايين دولار أمريكي أي ما يعادل 23 مليون ريال سعودي.

سابعا: أما فيما يتعلق بنسبة الإعلانات إلى المادة التحريرية (بما في ذلك من مساحات المادة التحريرية المقدمة مجانا وضمن حوافز الإعلان للمعلنين التي ظهرت في السنوات الأخيرة بشكل جلي وواضح)، فبلغ متوسط تلك النسبة خلال الخمس السنوات (2016 – 2020) ما نسبته في المتوسط 67% للتحرير و33 % للإعلان، وهي نسبة مقبولة مهنيا باستثناء بعض الصفحات التحريرية المجانية. بالمناسبة الوضع الرقمي الآن للصحف اليومية يتيح تقديم ذلك بشكل أكبر نظرا لانعدام التكلفة الورقية والطباعية والتوزيعية. لذا أتوقع للصفحات التحريرية المجانية الازدياد مستقبلا ما دامت الصحف رقمية فحسب.

ثامنا: حافظت جريدة عكاظ على الصدارة الإعلانية في اليوم الوطني السعودي بنسب وصلت إلى 62% للإعلان مقابل 38% للتحرير عام 2020. وكذلك أيضا حافظت على الصدارة الإعلانية خلال العامين 2016 و2018 ولكن بنسب إعلانية أقل 58 % و55% على التوالي، مقابل نسب تحريرية 42 % لعام 2016 ونسب تحريرية 45 % لعام 2018. ويبدو أن عكاظ حظها أوفر في السنوات الزوجية خلال الخمس الماضية.

تاسعا: أتت جريدة الرياض في المرتبة الأولى إعلانيا في اليوم الوطني السعودي عام 2017 وبنسب إعلانية لكامل صفحات الجريدة بلغت 55%. كما أتت جريدة الجزيرة في المرتبة الأولى لعام 2019 بنسبة إعلانات تصل 55% من كامل صفحات الجريدة. ويبدو أن السنوات الفردية من نصيب منطقة الرياض، وهي نسب مرتفعة جدا تفوق ما يتعارف عليه إعلاميا ومهنيا من نسبة 60% للتحرير و40% كنسبة مقبولة للوسيلة الإعلامية، حتى لا تتحول لوسيلة إعلانية أكثر من كونها إعلامية.

عاشرا: سواء أكان الإصدار ورقيا أو رقميا يظل اليوم الوطني السعودي موسما للرواج الإعلاني في الصحف اليومية السعودية، وموسما للرواج الترويجي والتسويقي أو ربما الرواج التجاري والاقتصادي بصفة عامة لبلادنا الحبيبة كل عام.

ختاما، نتمنى مزيدا من الازدهار لكل المؤسسات الإعلامية والصحفية السعودية بشكل مستمر وأفضل في الأعوام القادمة، خاصة إذا ما تم إصلاح أنظمة وأساليب هذه المؤسسات من الناحية التنظيمية والإدارية. وكذلك نتطلع لمزيد من الاحترافية والمهنية للتعامل مع القراء والمعلنين على حد سواء، كما فعلت بقية الصحف العالمية المستمرة أيضا في تحديات التقنية والعصر بشكل أكثر فعالية وحيوية.

ودام عزك يا وطن عاما بعد عام، وفي كل عام على الدوام، وفي كل المجالات لمزيد من التقدم إلى الأمام.

aabankhar@