باحث أمريكي: إردوغان سيسرق الانتخابات التركية

أكد أن الرئيس التركي قام بعمليات قتل مشبوهة واعتقالات وإخفاءات قسرية
أكد أن الرئيس التركي قام بعمليات قتل مشبوهة واعتقالات وإخفاءات قسرية

الثلاثاء - 13 أكتوبر 2020

Tue - 13 Oct 2020

اتهم باحث أمريكي الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بالوقوف خلف محاولة انقلاب 2016 ليبرر عملية القمع الوحشية التي يلجأ إليها في الوقت الحالي.

وقال دوغ باندو في تقرير نشرته مجلة (ذي أمريكان كونسيرفاتيف) «لطالما انتظر الرئيس التركي هذه اللحظة طويلا وربما خطط لها، حيث لم يعتبر بالانتخابات البلدية الأولى في 2019 في اسطنبول فطالب بإعادة إجرائها وانتهى الأمر بخسارة حزبه لها مرتين.

وفي المرة المقبلة، قد يكون إردوغان يائسا إلى درجة أنه قد يسرق الانتخابات ببساطة».. وفقا لموقع (24) الإماراتي.

وأضاف «دمر التأثير التراكمي لحكم إردوغان ما كان دوما ديمقراطية محدودة ومعيوبة، وتشير وزارة الخارجية الأمريكية إلى تقارير عن عمليات قتل تعسفية ووفيات مشبوهة لأشخاص قيد الاعتقال وإخفاءات قسرية وتعذيب واعتقالات تعسفية واحتجاز عشرات الآلاف من الأشخاص. وهذه هي البداية فقط».

وتابع «قوضت كل هذه التصرفات الناتو، حيث يولي الأوروبيون الديمقراطية أهمية أكبر مما كانت عليه الحال خلال الحرب الباردة، وينظرون إلى انزلاق روسيا نحو الاستبداد كجزء من تهديدها. والأكثر إثارة للإشكالية بالنسبة إلى الناتو السياسة الخارجية العدوانية المتصاعدة لتركيا. روسيا هي الخصم الجدي الوحيد الذي يمكن أوروبا تصوره. لكن إردوغان أصبح يساوي الطابور الخامس، إذ من المرجح أن يدعم موسكو عوضا عن بروكسل».

فساد وتسلط

وأكد دوغ باندو أن حزب العدالة والتنمية يسعى منذ وصوله إلى الحكم عام 2002 إلى استغلال كل الأحداث لقتل الديمقراطية، وقال «على عكس ما روج له الحزب عن نفسه بأنه متدين مسؤول وليبيرالي مؤيد للغرب وراغب بزرع الديمقراطية في المجتمع التركي وفصل الجيش عن السياسة والانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، أغرق إردوغان وحزبه نفسيهما في الفساد والتسلط. تمت التضحية بحكم القانون والحريات الفردية والإجراءات الديمقراطية لتعزيز قوة النظام».

وأضاف « لطالما تمتعت تركيا بسمعة أنها مهمة استراتيحيا للغرب في مواجهة الاتحاد السوفيتي، لكن حتى في ذلك الوقت، دفع حلف شمال الأطلسي ثمنا كبيرا لضم تركيا إليه. فالحكومات التسلطية فيها فرضت علمانية وحشية في المجال العام وبرزت انقلابات عدة، قاسية وناعمة، وفي 1974، اجتاحت تركيا قبرص وقسمتها، كما أوشكت الحرب على الاندلاع بين تركيا واليونان. ومع سقوط الاتحاد السوفيتي، بقيت أنقرة حارسة إقليمية من دون مهمات جدية، بينما لم تشكل سياساتها الداخلية واقتصادها الضعيف نموذجا لأحد».

تهور إردوغان

وأشار الكاتب إلى تهور إردوغان في سياسته مع روسيا، وقال «حين أسقط مقاتلة روسية منذ خمس سنوات بعدما دخلت لوقت قصير الأجواء التركية.

لو وقعت الحرب، لأمكن توقع مواجهة واشنطن لروسيا النووية، ثم قام إردوغان باستدارة سياسية درامية وانضم إلى موسكو في إدارة الحرب السورية، علاوة على ذلك، قررت أنقرة شراء منظومة أس-400 الروسية، لكن تركيا وروسيا وجدتا نفسيهما على طرفي نقيض في سوريا وليبيا والصراع بين أرمينيا وأذربيجان، من دون قطع روابطهما السياسية»، وقلل باندو من احتمال إعلان تركيا الحرب على روسيا للدفاع عن دولة أطلسية، وهذا وحده كاف لطرد أنقرة من الناتو.

مساعدة داعش

ورأى الباحث أن تورط تركيا في روسيا لا يجسد مشكلة في تعاونها مع روسيا فقط. وقال «في السنوات الأولى للنزاع سمحت حكومة إردوغان لمقاتلي داعش بعبور الحدود التركية، كما هنالك اعتقاد بأن الاستخبارات التركية ساعدت التنظيم الإرهابي، واستفادت عائلة إردوغان ومجموعة مقربين منه من التجارة مع داعش، كذلك شنت تركيا اجتياحين لاستهداف حلفاء واشنطن الأكراد الذين قادوا الهجوم ضد داعش في سوريا، واستخدمت أنقرة قوات عربية ارتكبت التطهير العرقي وأعمالا وحشية أخرى ضد الأكراد. والآن تهدد أنقرة بشن حرب ضد أعضاء أطلسيين وشركاء محتملين للاتحاد الأوروبي».

تجاهل أمريكا

وأكد الباحث الأمريكي على أن إردوغان تجاهل كل نداءات واشنطن، وقال «تواصل أنقرة احتلال قبرص بعد 46 عاما، بينما خلق وجود موارد نفطية تحت المياه خلافا جديدا أدى إلى تصادم مع الحكومة القبرصية المعترف بها دوليا، وإسرائيل منخرطة في تلك المنطقة بالتوازي مع تمتعها بعلاقات مع اليونان وقبرص، يضاف إلى ذلك أن تركيا تجاهلت أخيرا اعتراضات واشنطن على لقاء قادة حماس وانضمت أنقرة إلى حكومة الوفاق في ليبيا، حيث انتزعت منها ترسيم حدود بحرية معطية تركيا حقوق استثمار موارد الطاقة التي تقول قبرص واليونان إنها من حقها، وكسرت أنقرة حظر الأسلحة الأممي المفروض على ليبيا مما أدى إلى صدامات مع سفن يونانية وفرنسية منتشرة لفرض الحظر».

طرد أنقرة

ودعا باندو الولايات المتحدة للانفصال عسكريا عن تركيا مع الحفاظ على وجود دبلوماسي متبادل بين الطرفين، وقال «يجب على واشنطن سحب أسلحتها النووية من القواعد العسكرية وإعادة النظر بمبيعات الأسلحة إلى أنقرة»، وتابع «إن إخراج تركيا من الحلف الأطلسي من شأنه تعزيز الأمن الغربي، وعلى الولايات المتحدة التعاون مع أنقرة عندما يكون الأمر ممكنا ومواجهتها عند الضرورة، والأهم بحسب باندو هو توقف الإدارة المقبلة عن التظاهر بأن تركيا حليف غير موثوق به، فتركيا ليست حليفا في الأساس».