التدخل الخارجي والإرهاب يتصدران ملفات الانتخابات الأمريكية

تقرير يكشف عن أدلة دامغة على التدخل الروسي في صراع نوفمبر
تقرير يكشف عن أدلة دامغة على التدخل الروسي في صراع نوفمبر

الاحد - 11 أكتوبر 2020

Sun - 11 Oct 2020

مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، يكثر الحديث عن المخاوف التي قد تسبقها أو تتزامن معها أو تعقبها في ظل الظروف التي تحيط بها، والغموض الذي تتسم به.

ويقول الدكتور بيل مارسيلينو أحد كبار أساتذة العلوم السلوكية ومجموعة من الأساتذة الآخرين في تقرير نشرته مؤسسة راند الأمريكية، إنه في ضوء التهديدات التي تعرضت لها الانتخابات الأمريكية في الماضي من الممكن أن تحاول أطراف فاعلة خارجية مرة أخرى التأثير على الحملة السياسية الأمريكية لعام 2020 عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي.

ويؤكد التقرير أنه تم اكتشاف أدلة قوية على حدوث تدخل في انتخابات عام 2020 من خلال حسابات بعض مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي تويتر، حيث أصبح من الواضح أن العملاء الذين يعملون لحساب الحكومة الروسية بدؤوا محاولة متطورة للغاية لنشر المعلومات الشريرة التي تهدف إلى نشر الفوضى وتأجيج الانقسامات بين الناخبين وتقويض الثقة في الديمقراطية الأمريكية، وهذا التدخل يخدم مصالح روسيا. وقد حدد التقرير بعض الوسائل التي يمكن استخدامها لكشف الحسابات المشكوك فيها.

ونظرا لخطورة هذا التهديد والمخاوف من استمرار مثل هذه التهديدات، من المهم تحسين طرق كشف هذه المحاولات. وأوصى التقرير بمواصلة ابتكار وسائل جديدة للتعرف على محاولات نشر المعلومات، ومواصلة الإعلان عن التهديدات، وأهدافها، وأساليبها.

من ناحية أخرى، قال برايان ميخائيل جنكينز، كبير مستشاري مؤسسة راند، إن الولايات المتحدة تعاني من انقسام عميق في الوقت الحالي، وإن النظام السياسي في حالة استقطاب. وأصبح الخطاب السياسي العام يتناول نظريات مؤامرة غريبة، ويبدو أن هناك جهودا تبذل عبر الرسائل بهدف نزع شرعية انتخابات الشهر المقبل، فالرئيس دونالد ترمب يرفض أن يقول إنه سوف يلتزم بنتائج الانتخابات. وتحدث أحد المسؤولين عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن شراء ذخيرة والاستعداد للعنف. ويحذر بعض الخبراء من نشوب حرب أهلية.

وأكد جنكينز في تقرير نشرته مؤسسة راند الأمريكية أن القلق الذي تعيشه الولايات المتحدة حقيقي وله ما يبرره. وربما يتميز كبار السن من الأمريكيين إلى حد ما بالقدرة على تجنب الانزعاج، فهم يتذكرون فترة الستينات ومطلع السبعينات المضطربة في القرن الماضي، عندما كانت البلاد في حالة حرب في الخارج وحالة حرب مع نفسها في الداخل. لقد كانت فترة عنيفة شهدت عمليات إعدام خارج نطاق القانون، وتفجيرا للكنائس، وتحديا صريحا للحكومة الاتحادية، وعمليات اغتيال وأعمال شغب، واستقالة رئيس لم يسبق لها مثيل، وحملة سياسية تمييزية واضحة تهدف إلى تولي مجلس النواب الأمريكي مسؤولية الانتخابات، حيث يمكن لمؤيدي هذه الحملة في المجلس تحديد اختيار الرئيس الجديد.

وأضاف أن المؤسسات الأمريكية صمدت آنذاك، لكن هل سيمكنها الصمود مرة أخرى الآن؟ وما هي احتمالات اندلاع إرهاب داخلي في سياق الانتخابات الأمريكية؟

وقال جنكينز إن الإجابة الأمينة هي أننا لا نعرف ما سوف يحدث، لكن من الممكن بحث بعض الاحتمالات وتخمين ما قد يحدث، وهذا لن يساعدنا في التنبؤ بالمستقبل، لكن قد يساعدنا على الاحتفاظ برباطة جأشنا.