هدى باشديلة

رائحة الزهور

السبت - 10 أكتوبر 2020

Sat - 10 Oct 2020

وأنا أسمع إحدى الصغيرات وهي تشدو بإحدى القصائد المقررة عليها في مادة لغتي شدني شطر يقول: أنا إن زلت فبعدي أثر يأبى الزوالا. هذه القصيدة الطفولية تروي مشاعر الوردة وهي متأثرة بمعاملة البشر لها بعد أن تبذل، فتلقى في أقرب حاوية لكنها تذكر معتزة بالأثر الخالد الذي تخلفه في نفس كل شخص أهديت له وردة من حبيب أو صديق قريب. وكأن هذه الوردة تحكي مشاعر البشر مع بعضهم فيقال: إذا انتهت المصالح أغلقت الهواتف.

فتوقفت مع نفسي كثيرا واسترجعت بعض الأشخاص الذين مروا علي في حياتي وتركوا أثرا لا يمحى بكلمة أو نصيحة أو فعل وكان لها وقع في النفس. فكم من أزهار سخرها الله في طريقك ثم ذبلت وما زال أثرهم باقيا في الأنفس. هذه سنة الحياة البقاء ثم الرحيل، فكن وفيا لمثل هؤلاء فإن باعدتك الأيام وانقطعت بك الطرق للتواصل فأرسل لهم باقات من الدعاء فهذا الوفاء. واجعل لنفسك ذكرا جميلا يبقى إذا تركت من حولك، فترحل ويبقى الأثر.