ألاعيب إردوغان تجبر 35 ألف تركي على الإفلاس

أكشنر لإردوغان: عد إلى رشدك.. فالاقتصاد التركي ليس عجينة للعب بيدي صهرك
أكشنر لإردوغان: عد إلى رشدك.. فالاقتصاد التركي ليس عجينة للعب بيدي صهرك

الأربعاء - 07 أكتوبر 2020

Wed - 07 Oct 2020

صبت شخصيات معارضة تركية جام غضبها على الرئيس رجب طيب إردوغان وصهره وزير المالية بيرات ألبيرق، وحملوا الاثنين مسؤولية الأزمات الاقتصادية المتتالية التي تعيشها البلاد، والتي أدت إلى انهيار غير مسبوق للعملة الوطنية.

وانتقد زعيم المعارضة التركية، ورئيس حزب الشعب الجمهوري، كمال كليتشدار أوغلو، السياسات الاقتصادية لحكومة إردوغان تجاه التجار والحرفيين، معتبرا أن تلك السياسات الاقتصادية غير كافية، وقال في كلمة أمام كتلة حزبه البرلمانية «لم تفعل الحكومة شيئا ملموسا من أجل حل المشاكل الاقتصادية الناجمة عن الوباء لما يقرب من مليونين من أصحاب المتاجر والحرفيين»، لافتا إلى أن «أصحاب المتاجر والحرفيين هم العمود الفقري للطبقة الوسطى في بلدنا. لدينا 1.96 مليون صاحب متجر»، وفقا لـ»العربية نت».

وأضاف «اضطر حوالي 35000 منهم إلى إغلاق متاجرهم وإعلان إفلاسهم في إسطنبول وأنقرة وإزمير فقط في الأشهر الثمانية الماضية». وشدد على أن «نحو 700 ألف متجر ظلت مقفلة لأشهر خلال فترة الإغلاق».

لعبة الرئيس

وطالب أوغلو الحكومة بمحو السجلات الائتمانية السيئة لأصحاب المتاجر حتى يتمكنوا من إيجاد موارد للتعافي بمرور الوقت»، منتقدا الحكومة لتحويل الأموال إلى الشركات الكبرى بدلا من أصحاب المتاجر.

وقال في هذا الصدد «بالطبع، إنه قرار سياسي، لقد اقترضوا أكثر من 1.5 تريليون ليرة تركية من مقرضين خارجيين وداخليين، لكنهم قدموا فقط ثمانية مليارات ليرة منها للشعب، لذا الآن يجب على الناس أن يسألوا: أين ذهبت كل هذه الأموال».

وأكد كليتشدار أوغلو أن النظام الحاكم يريد ربط حزبه بمنظمات إرهابية. وفي إشارة إلى أن حزب العدالة والتنمية الحاكم يريد خلق تصور بأنه لن يغادر السلطة، قال كليتشدار أوغلو»هذه مجرد لعبة، سنفوز في صندوق الاقتراع، وسيرحلون بعدها مباشرة، مثلما أكلوا صفعة ديمقراطية في انتخابات إسطنبول، سوف نهزمهم في أول انتخابات».

عد إلى رشدك

وهاجمت زعيمة حزب الخير، ميرال أكشنر، في اجتماع لأعضاء الحزب البرنامج الاقتصادي الجديد الذي أعلنه صهر إردوغان، وقالت ساخرة «وضع الصهر في برنامجه الجديد أهداف عمه لعام 2023 موضع الفراغ، هذا ما سيحدث عندما يكون هناك العشرات من المرشحين لهذا المنصب يقفون جانبا، في حين يأتمن الرئيس صهره على خزينة البلد».

ووجهت كلامها لإردوغان قائلة «عد إلى رشدك، فالاقتصاد التركي ليس عجينة للعب بيدي صهرك، والجمهورية التركية ليست مختبرا لتجاربكم».

كما انتقدت بشدة تصريحات ألبيرق عن عدم اهتمامه بسعر صرف العملات الأجنبية، وقالت «أيها الصهر، قيمة العملات الأجنبية تبين قيمة عملة بلدنا. عندما يزداد هبوط قيمة عملتنا فهذا يعني أننا نزداد فقرا، آلاف المعامل والمصانع مدينة لعملات أجنبية. كل منتجاتنا مرتبطة بمواد مستوردة. عندما ترتفع قيمة العملات الأجنبية مقابل الليرة فحتى أسعار الجبن ترتفع. أنا أتحدث عن الجبن وليس التكنولوجيا. إن كنت لا تنظر لهذا الجانب فقل لي بالله عليك أيها السيد الصهر إلى أين تنظر؟».

انفصال عن الواقع

على صعيد متصل قال الرئيس السابق لمكتب الإحصاء التركي والمعارض السياسي حاليا، بيرول إدمير، إن البيانات الاقتصادية التركية حاليا «منفصلة عن الواقع»، حيث يتم اختيار مسؤولى مكتب الإحصاء بحسب معيار الولاء للحكومة وليس على أساس الكفاءة والاستحقاق.

ونقلت وكالة بلومبيرج للأنباء عن إدمير قوله «عندما تتلاعب بالبيانات فإنك تسير في الطريق اليوناني»، في إشارة إلى تلاعب الحكومات اليونانية بالبيانات الاقتصادية في العقد الأول من القرن الحالي، مما أدى إلى تفجر أزمة مالية طاحنة في اليونان عام 2009.

وفي تصريحات منفصلة لصحيفة سوزكو التركية قال إدمير إن البيانات الوطنية الخاصة بالنمو والوظائف والتضخم مشكوك فيها للغاية.

من ناحيته قال مكتب الإحصاء التركي ردا على تشكيك المعارضة في بياناته، وإن كان قد رفض التعليق على اتهامات إدمير بشكل مباشر، إن نظام التدقيق والمراجعة يجعل من المستحيل على أي شخص تغيير البيانات، مضيفا أن إجراءاته تخضع للمراجعة المستمرة من جانب وكالة الإحصاء الأوروبية «يوروستات».

يذكر أن إدمير تولى رئاسة مكتب الإحصاء التركي خلال الفترة من 2011 إلى 2016، ثم شارك في تأسيس حزب التقدم والديمقراطية «ديفا» المعارض بقيادة علي باباجان، رجل الاقتصاد التركي وحليف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان سابقا. ورفض إدمير مناقشة كيفية تلاعب مكتب الإحصاء في البيانات الاقتصادية بصورة محددة.