بندر عبدالعزيز المنقور

أهمية فتح تخصص جديد لهندسة وعلوم المواد

الثلاثاء - 06 أكتوبر 2020

Tue - 06 Oct 2020

يعد تخصص علوم وهندسة المواد واحدا من تخصصات الهندسة واسعة المجال، ويتضمن دراسة العلاقة الثلاثية بين التشكيل الهيكلي للمواد، وطرق معالجتها، وخواصها (سواء الميكانيكية، أو الكهربائية، أو الحرارية، أو المغناطيسية، أو البصرية) باستخدام تقنيات متعددة، فكثير من المهندسين بكل أنواعهم يطلب منهم عمل تصميم هندسي من مواد مختلفة، وهذا يتطلب اختيار المادة الصحيحة من خيارات متعددة.

ومما لا شك فيه أن علم المواد كان له دور ثوري في تطوير مواد جديدة ذات خواص عالية من السبائك وأشباه الموصلات وغيرها، ولكن مع الأسف ما زال تدريس هذا التخصص بشكل مستقل في عديد من جامعاتنا موضع بحث، فعادة ما تدرس مادة واحدة لعلوم وهندسة المواد - وتكون مختصرة - لطلاب الهندسة الميكانيكية والكيميائية والصناعية، لذا أحببت كتابة هذه المقالة عن أهمية إنشاء تخصص جامعي جديد في علوم وهندسة المواد، والذي بدوره سيكون له الأثر في تلبية المتطلبات الوطنية من الكادر الوظيفي والاحتياج الصناعي.

أنا أقول: نحن بحاجة ماسة إلى تأسيس تخصص منفصل يمنح درجة البكالوريوس في علوم وهندسة المواد أسوة بالجامعات المرموقة في العالم، فلا يراودني شك في أن هذا التخصص له كثير من الاحتياج عند كثير من الشركات في بلادنا، فقد تطور علم المواد من علم مقصور على دراسة المعادن أو اللدائن إلى دراسة مواد أساسية أخرى تشمل البلاستيك، والخزفيات (السيراميك)، والزجاج، والمواد المركبة، والالكترونيات، والمواد الحيوية، والمواد النانوية أيضا، والهدف هو تمكين الجيل القادم من المهندسين من فهم أوسع للمجال حول تصميم واختيار واستخدام المواد في استعمالات عدة.

وبشكل أكثر تحديدا، بعد دراسة علم المواد يمكن للطلاب أن يعرفوا كيف يمكن تكييف خصائص المواد لجعلها أكثر ملاءمة لمجال محدد، وأن يكونوا قادرين على تقييم الاعتبارات الاقتصادية والبيئية والاجتماعية المرتبطة بالمواد.

لا شك بأن مهندسي المواد ضروريون في جميع أنحاء العالم، ولا سيما في بلادنا التي تنتج كثيرا من المعادن والبلاستيك، التي تعاني من مشاكل التآكل، وشح في هذا التخصص، وبالتالي فإن خريجي هذا التخصص سيتمتعون بنسبة عالية في التوظيف في مجالات عدة، أبرزها: مصانع إنتاج المواد، وصناعة الإلكترونيات، ومجالات الفضاء، والقوات المسلحة والدفاع، والنفط، والغاز، والأدوية، والسيارات، والصناعة النووية.. إلخ.

وفي الختام، نحن بحاجة إلى بناء المعرفة والقدرات والمهارات اللازمة، ولا سيما مع استقلال بعض الجامعات في بلادنا، التي يمكنها أن تعمل على تطوير برامج جديدة، ولعل مجال علوم وهندسة المواد يكون ضمنها.

[email protected]